نحرْتُ مخاوفَ القلبِ استردَّا = يقينًا بالمهيمنِ ماتردَّى
وقلتُ لسائلي والكربُ أدمى = فؤادي ، والمكارهُ ليس تَهْدَا
أهيمُ لغزة الإسلامِ شوقًا = إلى ساحِ الجهادِ لِمَـا استجدَّا
ففيها للرجولةِ سهمُ مجدٍ = وفيها قد رأى الفرسانُ عودا
وفيها اليوم أفئدةٌ تعالى = نِداها للسَّما ، فالخطبُ جَـدَّا
ودونَ فدائِها لاطابَ عيشٌ = ولن يلقى عبيدُ اللهوِ رشدا
ومَن باعوا الكرامةَ للأعادي = وخانوا أُمَّةَ الإسلامِ عمدا
ومَن عاشوا على نتنِ الدنايا = وصعَّـرَ ذلُّهم للعار خــدَّا
أدورُ وفي المرابعِ مفجعاتٌ = وأهوالٌ لها شعبي تصدَّى
وللأخبارِ جمرٌ في الحنايا = تكادُ من الفواجعِ أن تُهدَّا
قلوبٌ باعت المولى دماها = وجادت بالنفيسِ وبالمفدَّى
فغزَّةُ والنَّدى صنوان باتا = وللإيثارِ ماقالا : رويدا
فما بخلا ولا هانا ولانا = وقد صـدَّا عدوَّهما الألدَّا
وغزَّةُ صفحةُ الشرفِ المعلَّى = عليها أطبقَ الأوغادُ حقدا
فأجنادُ الصهاينة استباحوا = حِماها ، فالدمارُ وقد تبدَّى !
ومنه الوغدُ غطرسةً وكِبرًا = أمامَ الأعينِ العميِ استمدا
وأشلاء الضحايا ماثلاتٌ = جرائمَ لاتَرى للبغي حـدَّا
وغزَّةُ ، والعدوُّ وقد تمادى = جبانا ـ لم يزل ـ وغدًا تعدَّى
وفاجأت اليهودَ بما أعدَّت = من الإيمانِ تصفعُ مَن تحدَّى
ففي ظلمات محنتها تجلَّتْ = بآسادِ الشَّرى مالعزُّ أبدى
لقد فضحتْ مخازيَهم ، وألقتْ = أمانيَ وهمِهم في النارِ بعدا
فليس على المهانةِ للأعادي = لها صبرٌ ، وليس تُطيقُ قيدا
كتائبُها الأبيَّةُ ليس تخشى = صهاينةً ، فجاءَ السَّيفُ ردَّا
هو الإسلامُ عاد فليس يُبقي = مكانًـا للتخاذلِ حين يُغدَى
هو الإسلامُ أحيا كلَّ حُــرٍ = وأطعمه لذيذَ العزِّ شَهدَا
فدمدمَ لايبالي بالرزايا = ولم يرهبْ لهم مكرا وكيدا
وعجَّ بدربِه عصفُ ا لدواهي = وجابَه عنفَها ، ولها تصدَّى
فَمَن أحيتْ بطولتَه المثاني = بدا في ساحها أعلى وأهدى
ولن تُطوَى شكيمتُه ، وليست = لتوهنَ نفسَه الأرزاءُ جردا
ألم تَـرَ كيف أنَّ أهلَ اللهِ صدُّوا = هجومًا لليهودِ بما أُعِدَّا
رجالٌ علَّموا مَن كان يخشى = ثعالبَ إذْ أتوا للحربِ أُسدا
على اسم الله قد هبُّوا ، فذلَّتْ = أمامهُمُ الجيوشُ ، وكان وعدا
وهبَّتْ حولهم نفحاتُ وحيٍ = تعيدُ لأمَّةِ الإسلامِ مجــدا
وأشرقَ وجهُها عـزًّا وفخرًا = وغرَّدَ أفقُها تيهًــا وسَعدَا
وأخرسَ فعلُها مَن كان يَهذي = فصار الفعلُ للأعداءِ ردَّا
طغاةٌ مرجفون بلا حياءٍ = خيارُهُمُ الهوى بالناسِ أردى
فطوبى أنت غَزَّةُ فامنحيهم = ليوم الفتحِ في الساحاتِ بندا
شبابٌ أتقنوا حربَ الأعادي = وباتَ إخاؤُهم صدقًـا و وُدَّا
مجالُهُمُ الفتوةُ والتفاني = وإيثارٌ أتى ثأرًا و ذودا
وفي عَيْنَيْ قيادتِهم حضورٌ = لإيمانٍ هفا نصرًا وا[دى
لهم من ربِّهم عزمٌ تشظَّى = فكان كما رأى الطاغوتُ وّقدا
ميادين الجهادِ لهم مراحٌ = عليه شهامةُ الأتقى تُؤَدَّى
ولن يأتي انتصارٌ من سواهم = فقد ولجوا لدينِ اللهِ جندا
وأُقسمُ بالذي برأ البرايا = وكان لجندِه عونًا ورفدا
فقدسي لن يحررها شقيٌّ = يحاربُ شرعةَ الرحمنِ عمدا
وقدسي لم تزل ترنو لفجرٍ = جديدٍ جاء بالإسلام عقدا
وللغازين أعياهم صمودٌ = لأهلِ اللهِ ناجزهم وصدَّا
وردَّهم الإلهُ على تبارٍ = فباؤوا مارأوا للبغيِ شيدا
وغزَّةُ ــ جلَّ مولاها ــ حماها = وردَّ عدوَّها الملعونَ ردَّا
وأحيا في منابتها ربيعًا = شدت لعلاه عرفانا و حمدا
هنا ستزولُ إسرائيلُ حقا = وإن ركبتْ له مكرا وكيدا
وثوبُ عُتُوِّها ما كام إلا = سرابيلَ الفناءِ ، وليس بردا
وملحمةُ الزمانِ أتتْ يداها = لتوري طغمةَ الإفسادِ لحدا
ولن يبقى طغاةٌ أو جناةٌ = نرى لفسادهم في الأرضِ بندا
وبشرى للرجالِ أُولي السجايا = وأهلِ شريعةِ الرحمنِ تُهدَى
مضى زمنُ الخنوعِ ، ولن يبالي = شبابٌ عاشَ للإسلامِ وجدا
لأجل اللهِ باعوها قلوبا = أرادت في رحابِ الفوزِ خُلدا
فَتَبًّـا للطوابيرِ اللواتي = نأت عن دينِها كرهًا و حقدا
وعاشوا العمرَ للأدنى مطايا = فبئس المرءُ إن تلقاه عبدا