(1)الشطر الثاني من البيت من شعر أبي الطيب المتنبى
(2) هذا البيت أيضا من شعر أبي الطيب
القدس ضائعة وأهلها فجعوا = والعرب خانعة لخصمهم تبع
أيامهم سجرت كدأب من سلفوا= دماؤهم سفكت وصفهم مزع
أعراضهم هتكت في الشام واليمن= وسبيهم في عراق المجد يبتضع
مياه دجلة كالنعمان حمرتها = من هرجهم لجج تهمي لها دفع
بغداد كالقدس ثكلى وهي شاكية = كسرى غزاها بحشد هم له شيع
باسم الحسين حشود الفرس غازية = عبّاد نار فلا دين ولا ورع
وباسم فاطمة في الشام طاغية = ترمي صواعقه تفني إذا تقع
الدب يحميه بالفيتو ويكلؤه = والحشد واللات والصهيون والتبع
عذراؤنا صرخت تدعوك معتصم = وأنت في اللحد للأحزان تجترع
فمن لشامية تشكو وتنتحب = ومن لماجدة ينتابها الهلع؟
أم من لصبيتها والموت يخطفهم = من غاز طاغية تعطى لهم جرع؟
كم مرضع ذهلت عن رضع فرقا = من قصف طائرة في الجو تندفع
وسجّد في بيوت الله يقصفهم = برميلها غيلة لله قد خشعوا
حشود مكر تمادت في إذايتهم = باسم الإمام علي قتلهم شرعوا
أحلاف صهيون والأحقاد تجمعهم = معابد النار والصلبان والبيع
الله أكبر دين الله منتصر = ومن يلذ بجوار الله يمتنع
أين ابن أيوب قد ديست عرائنه = فتى إذا ما غزا الأعداء تمتصع
أكناف مقدسنا صهيون دنسها = بالحفر خربها فيها له طمع
أبطالنا نالهم من جوره عنت = أسد الوغى أسرت سجّانها ضبع
نعم الأشاوس والقضبان تحجزهم = وهل يضير إذا ما صفّد السّبع ؟
صانوا الكرامة والأمعاء فارغة = صاموا جهادا فلا ري ولا شبع
واسترخصوا مهجا من أجل مقدسنا = لكننا لا ولم نصنع كما صنعوا
يا معشر العرب إن القدس قبلتنا = وقف لنا ما لهذا الوقف يقتطع ؟
أنى رضيتم بذل لا مثيل له = صهيون أرهبكم وانتابكم زمع؟
ثوروا لعزتكم فالذل مثلبة = إني لكم ناصح يا عرب فاستمعوا
وأول العز قرآن يلازمكم = لا عزّ إن غاب عنكم ناصح يزع
ولن تصولوا كما كنتم بلا مدد = شرع الإله إذا ما غيركم شرعوا
ثم احذروا جحر ضب ريحه نتن = صهيون ساكنه كل له تبع
أهل الكنانة إني ناصح لكمو = إن الكنانة لن يعلو بها النطع
فكّوا السلاسل عن ليث تكبّله = أين الشهامة يا من فيكمو الجمع ؟
جند العبور ومن ترجى حميّتهم = يا جند أنى يخان القائد الورع ؟
بالله أنى لهذا العار يلحقكم = أين المروءة أنى يسجن السّبع ؟
أبراج يعرب لن تعلو لها شرف = والقدس جدرانها بالحفر تنصدع
هبّوا لنجدتها يا أمة عجبت = من جبنها أمم واجتاحها الفزع
لن تنقذوا القدس والشحناء تطحنكم = وبأسكم بينكم من شدّة يضع
أحقادكم كثرت وريحكم ذهبت = وأم قشعم في الأقطار تندلع
لا عبس ترجى ولا ذبيان لاهرم = لا حارث بينكم يقضي ويتّبع
ساسان في ربعكم والعلج يحكمكم = والهود جاسوا وفي أقداسنا قذعوا
ودونكم قول من أقواله حكم = " أنف العزيز بقطع العز يجتذع " (1)
وقوله ناصحا قوما وقد جبنوا = مستنهضا همما لما طغى الفزع
" إن السلاح جميع الناس تحمله = وليس كل ذوات المخلب السّبع "(2)