في خلوة صافية هادئة تعبق بالودِّ والطيب قرأت له إحدى قصائدي فأُعجب بها جدّاً، وأثنى عليها ثناءً بالغاً أرجو أن تكونَ جديرةً به، إنَّه الأخ الصفيّ الدكتور أحمد البراء الأميري.
**
(1) للدكتور الأميري براعةٌ مشهودةٌ بالإلقاء، وهو ما يُذكِّر بالشاعرين الشهيرين عمر أبو ريشة وحافظ إبراهيم، وقد كان كلٌّ منهما صنّاجةً في الإلقاء.
في خلوةٍ كالشهد والريحان=مرَّت - وقد طالت - مرور ثواني
أنشدته وهو البصير قصيدةً=قد صاغها قبل البيان جَناني
فإذا به يُزجي الثناء كأنّما=قد قالها الطائي أو الذُّبياني
وإذا بيَ المحبور أُبصر أنّه=قد ماتَ فيه تحاسُدُ الأقران
فقريضه فحلٌ وذوقٌ باهرٌ=وخيالُ جوَّابٍ ونُبلُ معاني
وإذا ترنّم مُنشِداً فكأنّه=عمرٌ وحافظُ(1) إذ هما غَرِدان
الشِّعرُ عالٍ زانه إلقاؤه=فالشعرُ والإلقاءُ سبّاقان
فشكرته شُكر المُقِرِّ بسَبقِه=وبفضله ويهزُّني عِرفاني
وإذا أخذتَ المجدَ من مُتملِّقٍ=فعليك من أوهامه عاران
عارُ المنافق وهو زيفٌ فاضحٌ=أمّا الفخارُ به فعارٌ ثاني
وأنا ظفرتُ بمِدْحَةِ من سيِّدٍ=شهمٍ سريِّ العقل والوجدان
فإذا افتخرتُ فلا ملامَ فإنَّه=تاجٌ ظفرت به وسربُ تهاني
وهو الأحقُّ به لأنَّ جُمانه=من صُنعه وهو الذي أهداني
قبل الثناء ذكاءه وصفاءه=وأخوةً كشقائق النعمان
