ودواءُ أدواءِ الأنام بكفِهم لَوْ يشعرونا
يزدادُ غطرسةً عليهمْ كلَّما يتذلّلونا
يُمْلي عليهمْ ما يشاءُ وهمْ له مُتشكرونا
أقوى قُوى التدّمير ساقتها جيوشُ المعتدينا
وبه أضاعوا كلَّ حقٍّ للعُفاةِ البائسينا
لو أنصفوا لَدَعوهُ مَجْلِسَ رُعْبِ كلِّ المؤمنينا
أوَ ما سيبقى الدهرُ محزوناً لأمر المخرجينا!
أوَما يذوبُ الصَّخرُ إشفاقاً لما يتحمَّلونا!!
الذَّنبُ كلُّ الذَّنبِ أنَّ القومَ كانوا مؤمنينا
أينَ الحضارةُ، والرقيُّ الحقُّ يا مُتَمَدِّنونا!
أينَ الضَّميرُ الحيُّ، أيْنَ العَدْلُ، أينَ المنْصِفونا!
أين المسيحُ، وأينَ أينَ الحبُّ، أيْنَ المُفتدونا!
أيكونُ قد فدّى بَنيهِ لكيْ يكونوا قاتلينا!
أيكونُ قد أرسى السَّلام... لكي يكونوا الهادمينا!
الحقدُ إنْ ملأ القلوبَ فلن ترى مُتعقِّلينا
كانوا الأعزَّ المنصِفينَ عدوَّهم... والعادلينا
كانوا... وَدَعْ ما كان وانظرْ كيف هم مستضعَفونا
لا يفعلونَ سِوى الكلامِ... فبالكلامِ يحاربونا
لَتَظُنُّ قد نَفِدتْ بحارُ الأرضِ ممَّا يكتبونا
ملؤوا المحافِلَ بالكلامِ ولمْ يكونوا مُقنِعينا
عجزوا عن الإخلاصِ حتّى في الكلامِ فضيَّعونا
لأذلَّ أهلِ الأرضِ أحْسبُهم... وهُمْ يتفاخرونا
أألومُ محكومينَ منهم... أمْ ألومُ الحاكمينا!!
كلٌّ عليه الوِزْرُ ممّا نحنُ فيه قدْ بُلينا
لا الشعبُ أخلصَ للوُلاةِ... ولا الوُلاةُ براحمينا
لا يَلْتقونَ فيلتقونَ... ولا هُمو يتناصحونا
لا هؤلاءِ... ولا أُوُلاءِ... أظنّهمْ بالآمنينا
ونُريحُ هذا الكونَ من ظلمٍ أذلَّ العالمينا
فيرى عدالتَنا ويشهدُ ما سِوانا منقذونا
لم يلقَ عدلاً منذُ أنْ غبنا، ولم يلقَ الأمينا
أنكونُ جندَ رسالةِ الهادي ونبقى تائهينا؟!
حاقَ الفناءُ بهم.. وزَلْزَلَهُمْ.. ولا هُم يشعرونا
مأســاةُ أدنــاهُمْ وإنْ صَغُــرَتْ تذوِّبني حنينــا
وأوَدُّ لو أنّي بروحي أفْتديهمْ أجمعينا
ويزيدُني ألماً بقائي عاجزاً أسِفاً حزينا
فَلِمَنْ سأشكو حالتَيْنا... ليتني أجدُ الأمينا؟!
أنت المعينُ وما سواكَ لها... تبارَكْتَ المُعينا
عزَّ الرجاءُ... ووحدَكَ اللَّهُمَّ عِزُّ السائلينا
أَصْلِحْ رعيَّتنا بإصلاحِ الرّعاةِ المُخلصينا
واجعلهمو لرضاكَ ربي كلَّهمْ مُتجرِّدينا
حتى نعودَ على الزَّمانِ كما بدأنا مُسلمينا
مَنْ ذا لحالِ المسلمينا =إلاّكَ ربَّ العالمينا!!
بِهُداكَ صاروا أمَّةً =دانَتْ لها الدنيا قرونا
ونَسوْا هداكَ فهاهمُو=واحسرتاه مُمَزَّقونا
لاشيءَ يجمَعهم سِوى =ذُلٍّ به مُتمسِّكونا
لَيَشُكُّ فيهمْ من يرا=هُم أنهمْ عَرفوكَ حينا
من ألفِ داءٍ قد شكَوْا =ألَماً... ولا يتطبَبونا
ولَدَيْهمُو أقوى القُوى =وأهمُّهُا لَوْ يَعْقِلونا
وبرغمِ كثْرتِهمْ وما =ملكوهُ همْ مُتواكِلونا
ومِن العدوِّ الغاصبِ =المحتلِّ حقاً يطلبونا
وأهمُّ ما نشكوه منهمْ =أنهمْ لا يأبهونا
* * *=* * *
عجباً لأمْرِ المسلمينا =سُحِقوا ولا يَتنبَّهونا
النارُ تأكُلهم وهمْ =بسعيرها مستبردونا
لتكاد لا تُبقي امرءاً =منهم وهُمْ مُتلذّذُونـا
لو يبصقون لأُطفِئَتْ =لكنّهمْ لا يبصقونا
أعْراضُهُم سُبيِتْ جِها=راً للعلوجِ... وينظرونا
ولربّما تلقى الأشا=وسَ منهمو يتحوْقَلونا
عشراتُ آلافِ العذا=رى فُضِّحتْ يا مسلمونا
ومئات آلافِ الألو=فِ يُهَجَّرونَ..ويوأَدونا
وقرىً بأهليها يُدَمِّرُ=ها الطغاةُ الماكرونا
هُمْ ألفُ شتّى... والْتَقوا =رغمَ الخلافِ ليمْسحونا
رفعوا شعاراتٍ بها =كذبوا..وكانوا الكافرينا
من مجلسِ الرُّعبِ الذي =يدْعونه أمْناً غُزينا
أوَما به عَلَناً أبا=حَ فناءَنا المتجبّرونا
ويقال زوراً إنه =أمنٌ له اختاروا «أمينا»
ورأوْا أمينَهُمو عليهِ=الناكثَ الوعدَ الخؤونا
أوَما على عينيهِ يقضي =الأبرياءُ الأعزلونا!!
أوَما يقابِلُ بالرِّضا =إجرامَ أعتى المجرمينا!!
فعلامَ يُدعى مجلِساً =للأمنِ يا مُتحامقينا!!
ما كان إلاّ مجلِساً =للأمنِ أمْنِ القاتلينا
ما كان إلاّ مصْدراً =للقتْلِ قتلِ الآمنينا
لم يَجْنِ ذَنْباً واحِدٌ =منهم... ولا هم حاقدونا
وبكلِّ ما في الكونِ من =ظلمٍ وحقدٍ يُطرَدونا
وهمُ الجُذورُ بأرضِهمْ=فعلامَ عنها يُبعدونا!
أيكونُ نبعَ محبَّةٍ =وإليه يُنمى الظَّالمونا!
والكفرُ إن قادَ القوى =أشقى وأفنى العالمينا
* * *=* * *
لَهَفي على أهلِ الهدى =كيفَ استحالوا تائِهينا
في كلِّ أرضٍ وَحْدَهُمْ =واحسْرتاه يُذَبَّحونا
وجميعهم يدْري بما =يجري... ولا يتحرَّكونا
وبموقفٍ لوْ أخلصوا =يوماً.. لكانوا يُرهبونا
* * *=* * *
يا ربِّ حالُ المسلمينا =قد أصبحتْ تدمي العيونا
الشعبُ أصبحَ عاجزاً =عنْ أن يردَّ الغاصبينا
والحاكمون بدونه =ماذا تراهمْ يَفعلونا!!
فعلامَ لا نحيا الهدى =ونعيدُ عهدَ الرَّاشدينا
عجباً أهذي حالةٌ=يرضى بها المتعقلونا!!
عجباً أهذي أمَّةٌ =دانتْ لها الدنيا قرونا!!
عجباً أهذي أمَّةٌ =عرفت على الأيَّامِ دينا!!
* * *=* * *
يا ربِّ حالُ المسلمينا =لم تُرضِ إلاّ الكافرينا
وارحمْ وُلاةَ أمورنا =بصلاحِ أمْرِ المؤمنينا