بكائية العيد في.. حلب
العيدُ أقبلَ , هل يلقاكِ يا حلبُ
أم إنه عن حماكِ اليومَ منقلبُ
تعثّر الخطْوُ في وعْرِ الدروبِ به
والدربُ حولك فيه الموت وُ الرعبُ
يُسائل الأرضَ: أين الناس قد رحلوا؟
أين المباهجُ والأفراحُ والطربُ !!
أين المآذن باسم الله صادحةً ؟
والجامعُ الأمويُّ اليومَ ينتحبُ !!
ظلّتْ منارته في الدهر سامقةً
فدمّـرتـها يـدٌ للغـدرِ تـنـتـسـبُ
وأين أسواقُك النشوى ببهجتها
وأين منها الزحامُ الحيُّ والصخبُ
كم مرّ فيها غزاةٌ حاقدون , فما
دانتْ لهم , ومضوا يحدوهم الهربُ
لم يثنِها خوفُ "هولاكو" وما قَبِلتْ
فجورَ "تيمور" وانقادتْ لها الشهبُ
شهباءُ , فجرُ الحضارات التي نهَلتْ
من وجهك السمحِ , تسعى نحوك الحِقبُ
منذا رماكِ بما تـلـقـيـن من وَصَـبٍ
ومن دمارٍ , أما كلّوا , أما تعبوا !!
جفّتْ عروقُك من نزفٍ ومن رَهَقٍ
ومن دمائك قد عبّوا وقد شربوا
قومي , كفاكِ أسىً , يا قلعةً عبرتْ
كلّ العصور , ولم يلحق بها تعبُ
لا تقنطي , لا تنوحي , لن تري نفقاً
إلا وفي منتهاه السعدُ يقتربُ
العيدُ أقبل يرجو بسمةً ورضىً
فاستقبلي العيدَ بالآمال يا حلبُ
وسوم: العدد 726