أطل شهر رمضان المبارك فقلت له وقال لي.
أطلّ علينا والمواجع جمةٌ=وفي أهلنا حزن وفي وجهه بشرُ
وآمالنا نور خبا وبلاقع=وأيامنا جدب وخضراؤنا قفر
وللخير أحزان وللشر فرحة=وقد خنع الأخيار واستأسد الشر
أطلّ علينا هادئ النفس باسماً=ومنه وفيه الحسن والصفو والطهر
فقلت علام البشر؟ قال سجيتي=ومن خلقي الإيمان والمقدم النضر
فقلت له هلا نظرت شجوننا=نعيش مع البلوى ويجتالنا الذعر
فقال هو الإنسان غادٍ فبائع=فمعتق نفس من لظى أو هو الخسر
وفيكم ومنكم داؤكم ودواؤكم=وأنت وأهلوك الهزيمة والنصر
ودهرك دوّار وربك عادل=وعمرك أيام هي العسر واليسر
وكل عسير سوف تتلوه نعمة=وكل يسير سوف يتبعه عسر
وبعد الضحى جذلان تأتيك ظلمة=وبعد ظلام الليل ينبلج الفجر
إذا شئتم النصر العزيز مناله=فكونوا أسوداً زادُها الفأل والصبر
وعزمة إيمان وجرأة أروع=أخي غمرات مات في قلبه الذعر
ينام ويصحو واليقين دروعه=وفي قلبه عزم وفي وجهه بشر
يرى الجبن والخذلان عاراً وسبة=وأنَّ هوان الحر من دونه القبر
((إذا همَّ ألقى بين عينيه همه))=ولذّت له الأهوال والمركب الوعر
له همّة لا تستبين قرارها=تفيء لها الدنيا ويعنو لها الدهر
توقّد حزماً في أسارير وجهه=تضيء الغواشي ليس يخبو لها جمر
وتهتف يا رحمان أنت ملاذنا=وفي يدك الأكوان والطي والنشر
* * *=* * *
إذا ما عزمتم عزمة عمرية=فأنت وأهلوك الكرامة والنصر