*******
حمداً لربّيَ أن أُوتيتُ تاجَ علاً= فأنـتَ ، يا ولــدي، تـــاجٌ لـمَـن باهــى
وكيف لا ، وجـناحُ الـبـِر يحـمـلُـنيِ = فـوق الـغـمامِ؟ فـسلْ بـرّاً وأمـواهـــــا
أرسلتَ لي بجناح البِرّ يحملُني = من أرض ( جينينَ) كي تمحو به الآها
في (وندسورَ)و (لاسالٍ) يحطُّ بنا =جـنـاحُ بِــرِّكَ ، فـاسأل حُـسْنَ مغناهـــا
فقد نظمتُ قصيدي في محاسِنها= لكـنّه عـاجــزٌ عـن وصـفِ أبـهـاهــــــــا
وكيف لا وبها الخـضـراءُ يانعةٌ؟ = وكـيـف لا، وحـباهـــا الـلـه أمــواهـــــا؟
كـذا خـلائـقُ أهـلـيـهـا مـزيَّـنَـةٌ = بالـلـطـف، والـبـِشرُ يـبـدو فـي محـيّـاهــا
وإنّ غيدَكِ ، يا ( وندسورُ) فاتنةٌ = يُـبـديـن مـِن زيـنـةٍ مـا كـان أحـلاهــــــا
لكنّها وُهِـبـَتْ كـيما يـعِـفّ بـهـا= زوجٌ أُحِــلَّ لـه فـخـــذٌ وأعـلاهـــــــــا
إنّي أراكِ، وقد أرخصتِ ما بُذِلَتْ = فـيهِ الــمهـــورُ ، فـجـاس الــقـومُ مغناهــا
لقد ضللتِ ، وألقـيـتِ الشّباك لـنا = لكـنّ مؤمـنـنـا ما كان يـغـشـاهـــــــــــــــــا
هيّا البسي ثوب طهْرٍ يستقيمُ به = جـيـلُ الشّبابِ، فـتـُرضـي الشّـرع والـلاهــا
والآن عَــوْداً إلـى آفــاق رحـلـتـنا= غــربـاً وشرقــاً ، وبِــرُّ الــوُلْــدِ زكّـاهـــــــا
فأنت ، يا ولــدي، أعجــزت قـافــيـةً = من شِعــر بـرِّك ، فاقـبـلْ ضعــفَ مـبـناهــا
ها أنت قد طفـتَ بي جنّاتِ كوكـبـنا= ما كـنـتُ أحـلــمُ أن أجـنـي عــطـاياهــــــــا
مشاهد الحُسنِ في ( الهادي) وجيرته = (فـنـكـوفــر ) الـحُـسنُ يـبـدو فـي محـيّــاهـــا
واسأل جزيرتهـا (فـكـتـورَ) ساحــرةً = مـنّا الـنـُّهــى، فـتـبـثُّ السّـحــرَ عــيـنـاهــــا
لولا العـقـيـدةُ تأبى أن أشـبّـهـهـا= لـقـلـتُ لـهـي جِـنـانُ الخـلـدِ نحـيـاهـــــــــــا
وسل (سـيـاتـلَ) عن برجٍ وذروتـه = وما أرتْـنـا مـن الآفــــــاق أبـهـاهــــــــــــا
و(بالتّلفريك) طــرنـا فــوق شامـخـةٍ =مـن الـجـبـال ، وذاك الــبـحــرُ نـاجـاهـــــــــا
وما اكتفى الحِــبُّ حتّى راح يحملُنا= إلى مـدائـنِ أمــريـكــا ومـغــنــاهــــــــــــــــا
وفي (نيوجرس) إذ حطّ الجناحُ بنا = نـمـنـا ( بـتاج بـلازا) واحــتـفـت أنـحـاهـــــا
وقـد سُـررنـا بأتـبـاعٍ لشرعـــتـنـا= يحـيـون فـيهـا ، وعـيـنُ الـلـه تــرعـاهــــــا
وقد وجدنا إمـامـاً في مجـمّـعـهـم= هـو الـمحـمّـد قــطـنانـــي وأبـهـاهـــــــــــــــا
وقد سررنـا بـه إذ أمّ جـمعـتـنـا= وحـثّ ما حـثّ تـبـيانـاً لـبـلـواهـــــــــــــــــا
ثم انطلقنا إلى (نيويوركَ) نخـبـرُهـا = أن الـحـضـارةَ قـد ضـلّــتْ بـمـعـناهــــــــــا
هذا الشّـمـوخُ شموخ العلم يـنقـصُهُ= شـمـوخُ نـفـسٍ عـلـى ما كان دسّـاهـــــــــا
فـذي حضارتكـم لـلـرجس رائـدةٌ = والــبـطشِ في أمـمٍ قـد خــاب مـسـعـاهـــــا
فأين منكم شعـور الخير يـدفـعـكـم = إلى الـعـدالـة فـي قــدسـي وأقــصـاهــــــا
وكم شعـوبٍ وأقــوامٍ وقـد سُلِـبـوا = حــقَّ الحـيـاة، وما غــوثٌ لـبـلـواهـــــــا
إنّا نعـيـش حياةَ الـغـاب وا أسـفـا = أمّا السّـعـادة، فالـمقــهــورُ يـنـعــاهــــــــا
فإن أردنـا حـيـاةً نستطـيـب بـهــا =طـعـم الحـيــاة فــبـالإسـلام نحــيـاهــــــا