أفعى جلجامش التي يقاومها الحطّاب بعشبته الجديدة
صدر عن “دار نينوى” للدراسات والنشر والتوزيع، والتي مقرها سورية- دمشق، كتاب جديد للناقد العراقي المثابر الدكتور” حسين سرمك حسن” يتناول فيه بمجموعة من الدراسات والبحوث، التجربة الابداعية للشاعر العراقي الكبير “جواد الحطاب”.
وعبر 194 صفحة من القطع المتوسط، وفي كتابه الموسوم ” افعى جلجامش، وعشبة الحطّاب الجديدة” يتابع الناقد سرمك والمختص بعلم نفس الابداع، في جزء أول من جهده النقدي، منجز الحطّاب،عبر خمسة فصول مطولة، فضلا عن المقدمة التي ارادها الناقد ان تكون وافية عن الشاعر وموضوع كتابه، وجاء ترتيب هذه الفصول كالآتي:
1-مُقدّمة
2-الفصل الأول : عشبة جلجامش وأفعى الحطّاب الجديدة
3-الفصل الثاني : فندق الموت والخلود
4-الفصل الثالث : نرسيس الحطّاب
5- الفصل الرابع : دماءٌ على القباب المُذهّبة.
6- الفصل الخامس : سرمك يحاور الحطّاب
ونقتطف مما ذكره الدكتور حسين سرمك، ، ما يلي (“جَواد الحطّاب ظاهرةٌ فذّة في الأدب العراقيّ المُعاصر ، لا يمكن إلا الوقوفُ عندها ، وتأمّلها ، ودراستُها بعمق ، شعراً ونثراً . وهذا الكتاب محاولة في الإمساك بالخيط المركزيّ النفسيّ المتين الذي يحكمُ وحدةَ منجزه الإبداعي والمُتمثل في الموقف من الموت ؛ الموتُ الحيّ الذي لا يموت ، والذي أعتبرهُ العاملَ الحاسم الذي يحكمُ الموقف الخلّاق ليس لهذا المبدع فحسب ، بل شعبه أيضاً ، من معضلات الحياة والكون والإبداع .
وهذا الموقفُ الحاسم الذي يُنضج الشخصيةَ الفرديّة والقوميّة –سلوكاً وإبداعاً- ويؤذنُ بولادة حضارةٍ جديدة ، ورثه جَواد الحطّاب من جدّه العظيم جلجامش ، صاحب أوّل صرخةِ احتجاجٍ ضد الموت في تاريخ البشرية . لذلك طلع علينا الحطّاب – وبعد أربعة آلاف عام ، برحلة ثانية جديدة وفريدة ؛ رحلة خراب ودمار وشدائد فاجعة تجعلُ الوِلدانَ شِيبا ، حبث لا تكتفي فيها الأفعى الجديدة ؛ أفعى الحرب المُسلّحة ، بسرقةِ العُشبة كلّها فقط ، بل تدمير وجود صاحب العشبة كلّه أيضا(..
يذكر ان الحطاب قد ترجمت اعماله الشعرية الى العديد من لغات العالم، مثلما وجّهت له الدعوات من مختلف البلدان العربية لقراءة قصائده المنتمية في مجملها الى الوطن والانسان.
.
مثلما يذكر ان الناقد الدكتور حسين سرمك قد نشر العديد من الكتب النقدية التي تناولت مختلف المبدعين العراقيين والعرب، وسيشكل كتابه هذا اضافة نوعية لمحبي ودارسي منجز الحطاب الابداعي خصوصا وان السنوات الاخيرة قد شهدت العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولته ليس في العراق وحده وانما في مصر وايران وتركيا.
وسوم: العدد 784