فكر وثورة
د. "محمد علي" الأحمد
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر
د. أحمد سعيد حَوّى
يمثل هذا الموضوع : " فكر وثورة " حقيقة الوضع القائم في سورية في الوقت الراهن، وهو ما قصده مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، حين اختاره عنواناً لهذا الكتاب وليكون من سلسلة إصداراته ، ونشرته دار عمار للنشر والتوزيع بطبعته الأولى مع مطلع العام 2014م / 1435هـ ، وقد توافق إصداره مع توقد الثورة السورية وتوهج نورها ، لتصل إلى ذرى المجد وتفوز بالنصر المبين بإذن الله على زمرة الإجرام والفجور من آل أسد وأتباعهم الإيرانيين المجوس وكل عصابات الطائفيين الشيعة القتلة الحاقدين .
إن إصدار مركز أمية لهذا الكتاب ما هو إلا مشاركة بالجهد الممكن ، ومحاولة لأداء الواجب تجاه الثورة السورية والثوار بالنصح والإرشاد والتوجيه وتقديم المشورة ، آملاً دفع مسيرة هذه الثورة نحو الأمام ، لتبلغ أمانيها بالحرية والكرامة للشعب السوري ، وتحقق غايتها في التخلص من الظلم والاستبداد الطائفي النصيري بقيادة آل آسد ، ومن الاحتلال الإيراني الصفوي الذي يساند بشار المعتوه ، ويمعن في قتل شعب سورية .
يضم هذا الكتاب ستة مباحث تتوزع بين جوانب تاريخية عن الثورة السورية وبداياتها ومسارها ، وبين التوجيه والتربية لكافة فئات الشعب السوري ولأبنائه وثواره في الميدان وساحات الجهاد ضد نظام أسد الإجرامي .
قدّم المؤلف أراءه وأفكاره على شكل رسائل مفيدة تعالج جوانب جوهرية في واقع الثورة السورية ، ويسلط الضوء في رسالته الأولى على جذور الصراع في سورية مع النظام الأسدي الطائفي الإجرامي ، وعلى مآلات هذا الصراع في ضوء الكتاب والسنة .
وفي الرسالة الثانية يناقش المؤلف مسائل مهمة للغاية تتعلق بالثورة السورية ، من أبرز ذلك توضيح التوصيف والتكييف الفقهي لطبيعة المعركة مع النظام النصيري المجرم في سورية، ويبين العلاقة بين المعركة القائمة في سورية الآن وبين فرضية الجهاد ، وهل ما يجري في سورية هو جهاد وثورة شعب ينشد الكرامة والحرية أم حالة مغايرة كما يصفها ابعض ويحاول تشويهها ؟!! .
أما الرسالة الثالثة فيتطرق فيها المؤلف للتشريع الإسلامي وصلة ذلك بالسياسة الشرعية ، ويعرف بخصائص التشريع الإسلامي ومدى صلاحية هذا التشريع ليقود الأمة ويكون منهاج حياة للمجتمع المسلم ، ويعدد أبرز تلك الخصائص وهي الربانية والإنصاف، والعدالة والجزاء والواقعية والعالمية والتوازن والسماحة والتيسير ، وأن هذا التشريع صالح لكل زمان ومكان ،
وأما الرسالة الرابعة فتحدثت عن أصول ومبادئ النظام السياسي في الإسلام كالخلافة والشورى ، كما قدمت تعريفاً بأهل الحل والعقد في الأمة ، وبياناً لدورهم الأساس في إدارة الدولة في الإسلام، ثم تحدثت عن مقومات هذه الدولة ، ومدى صلاحية التشريع الإسلامي ليحكم الدولة بالعدل والشورى من جديد ، ويقيم العدل والحق بعد الإجرام الذي تعرضت له سورية على أيدي طغمة الإجرام من آل أسد وأعوانهم .
ويقف في الرسالة الخامسة عند موضوع الطائفية ، ويبين موقف الشرع والشعب السوري من النظم الطائفي في سورية ، ومن الطائفة النصيرية ، ويلقي الأضواء على جذور هذه الطائفة وعلى تاريخها ، وكيف تسلل النصيريون إلى حكم سورية على غفلة من أهلها وأبنائها الأحرار الذين ما استكانوا يوماً لظالم، ثم يؤكد على طبيعة الشعب السوري وتكوينه الاجتماعي والنفسي ، الذي ما عرف الطائفية في تاريخه الطويل عبر القرون ، بل اكتوى بنارها حين استوردها النظام الأسدي من أسياده في طهران المجوسية الحاقدة على الإسلام وأهله ، ثم تعامل مع الشعب السوري بطائفية مقيتة وقذرة ، ليسحق ثورته ويقضي على تطلعاته وأمله في الحرية والكرامة والاستقرار .
ويختم المؤلف الكتاب بدروس في الثبات والتمكين مستوحاة من سورة الأنفال ، وهي سورة الجهاد والنصر، لأن المؤمنين يفزعون إلى الله تعالى في الأيام الصعبة لينقذهم مما هم فيه من الكرب والبلاء والظلم ، ويمدهم بمدده وعونه ونصره بإذنه تعالى، وسورة الأنفال فيها الشفاء والعلاج للواقع الذي تحياه سورية وشعبها بعد انطلاق ثورتها المباركة ، فالثورة السورية كما يقول المؤلف منحة ربانية قد رسم الله تعالى طريقها ومسارها ويقدر لها النصر في النهاية بإذنه سبحانه ، بالرغم مما تتعرض له سورية وشعبها من التدمير والإبادة على أيدي هؤلاء النصيريين والشيعة والمجوس الإيرانيين الصفويين الحاقدين ، لأن هذه الثورة ستتوج بالفرج والنصر المبين بإذن الله تعالى .