خطر الروافض الشيعة الاثني عشرية أو: (الإماميّة) ... عقيدًة وتاريخًا، إيران الخمينيّة أنموذجًا
زلزال بقوّة 12 درجة على القلوب الرحيمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
توطئة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ القائل في كتابه العزيز: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ" [البقرة: 154].
وقال اللهُ مولانا سبحانه وتعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران: 169].
وقال تبارك وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)" [الأنفال].
وصلّى اللهُ وسلّم وبارك على سيّدنا محمدٍ النبيّ الرسول الهادي البشير النذير؛ القائل: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ" عن أَبي هريرة رضي اللهُ عنه/ متفقٌ عَلَيْهِ.
وقَالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ"؟ قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ: "إنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَليلٌ"! قالوا: فَمَنْ هُمْ يَا رسول الله؟ قَالَ: "مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في البَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ". عن أَبي هريرة رضي اللهُ عنه/ رواه مسلم.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَحِمِلُ هَذَا العِلْمَ مِنْ كلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأوِيلَ الجَاهِلِينَ". أخرجه البيهقي بسند حسن مرسلًا، ورُوي موصولًا مِن طريق جماعة من الصحابة، وصَحح بعضَ طرقه الحافظُ العلائي. وصَححه بعضُ أهل العلم.
وبعد:
ففي أيّامنا هذه، ذهب كثيرٌ مِن الناس بعيدًا، ومنهم بعض العلماء، وسلكوا مسلكًا خطيرًا في إطلاقهم وصف (شهيد) على قتلى إيران الخمينيّة وأذرعها في بلادنا، الذين ما زالت أفعالهم وأقوالهم تفصح عن إجرامهم بحقّ المسلمين في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها من بلاد المسلمين. والذين يُجاهرون بمعتقداتهم الباطلة المفسدة ويدعون الناسَ إليها، ويسعون لنشرها داخل إيران وخارجها.
ومن المُسَلّم به: أنّ الإنسان يَدخل في دين الإسلام حال نطقه بالشهادتين: (أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله). ويصير بذلك معصوم الدم والمال.
لكنّه يخرج من ساحة الإسلام، حال ارتكابه أحد نواقض الشهادتين (قولًا أو فعلًا) ما لم يتب عن ذلك، ولو نطق بهذه الشهادة مرّات ومرّات جهارًا نهارًا.
وإنْ أراد المسلمون الوصول إلى غاياتهم وتحقيق أهدافهم، فلا بدّ لهم من أنْ يَعرفوا أنفسهم أوّلًا، وفي الوقت نفسه أن يعرفوا عدوّهم. ومَن عرف نفسه وعرف عدوّه حالفه النصر والتوفيق وسار في ركابهما.
نهدف من هذا البحث إلى توعية المسلمين ولفت أنظارهم إلى خطورة الركون إلى الشيعة الرافضة، ممثلة بإيران الخمينيّة، وذلك من خلال النقاط الآتية:
لقد تباينت المواقف وتعددت الآراء واختلفت الأحكام حول موقف إيران الخمينيّة وأذرعها من القضايا الإسلامية، وعلى رأسها، هذه الأيام: موقفهم من فلسطين عامّة؛ وطوفان الأقصى خاصّة.
وسنبيّن في هذه الدراسة خطأ الروافض (الشيعة) وخطرَهم، خطأهم من حيث معتقدهم المخالف لعقيدة المسلمين، وخطرَهم على أمّة الإسلام وبلاد المسلمين.
ففي هذه الأيام، يقول كثير من الناس: مسلم سنّيّ، ومسلم شيعيّ. وهذا خطأ فادح وشرّ قادح، فهنا مسلم، وهناك شيعيّ. فالمسلمون الأمّة.
والشيعة فرقة انحرفت عن الإسلام عقيدةً ونهجًا ومسلكًا، وهوت في أودية الضلالة؛ كما سيأتي بيانه.
فالرافضة عقائدها غير عقائدنا وعباداتها غير عباداتنا، ومناهج حياتها غير مناهج حياتنا.
ألا وإنّه في أيّامنا هذه قد انطلت على الكثيرين من الناس من أهل الإسلام خدع أهل الغلوّ والجفاء من الروافض وغيرهم، حول موقفهم من قضية المسلمين الأولى: المسجد الأقصى وما حوله من الأرض التي باركها الله تعالى.
فالمشروع الإيرانيّ الشيعيّ الخمينيّ الصفويّ الفارسيّ المجوسيّ لا يقلّ خطورة، على ديننا الإسلام الحنيف وبلادنا وأمّتنا، عن المشروع الصهيونيّ، هذا إن لم يكن أخطر منه وأشدّ نكاية وأمرّ طعمًا وأنتن أثرًا.
فهما مشروعان بينهما نِقاط خلاف جوهريّة، ويتنافسان للسيطرة على المنطقة، وقد يحصل بينهما نزاعات مسلحة. غير أنّهما يلتقيان في أنّ الإسلام والمسلمين عدوّ مشترك لهما.
ونقول: إنّ مَن يقتل أهل السنّة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويستبيح بلادَهم ودماءهم وأموالهم وأعراضهم، لا يمكن أن يكون نصيرًا للأقصى والقدس وفلسطين وقضايا أمّة الإسلام.
وما المواجهات الأخيرة بين إيران وذراعها في لبنان من جهة، والصهاينة من جهة ثانية (معركة البيجر والاغتيالات لقادة حزب إيران في لبنان، والحرب في شمال فلسطين وجنوب لبنان) إلّا صورة من صور التنازع بين المشروعين الإيرانيّ والصهيونيّ على مناطق النفوذ والسيطرة في بلادنا نحن المسلمين.
وإنّ المسلمين أهل السُنّة والجماعة في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان مثل باكستان وأفغانستان، قد خالطوا الروافض في هذه من البلدان على مختلف الأحوال والأزمان، وعانَوا منهم الويلات وذاقوا منهم المصائب والنكبات وما يزالون، وظهر ذلك جليًّا بعد وصول الخميني إلى الحكم في إيران في شهر شباط/ فبراير سنة 1979م.
في صحيح مسلم (4/ 2266):
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ عنهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ".
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي: (الطيالسة) جمع طيلسان، والطيلسان أعجميّ مُعرّب. قال في معيار اللغة: ثوب يلبس على الكتف، يحيط بالبدن، ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة]. ولعلّه يشبه (العباءة/ أو العباية) وهو لباس معروف اليوم. و(أَصْبَهَان) مدينة معروفة في وسط إيران. وقد يلفظها بعضهم: (أصْفَهَان)[.
وسنبيّن في هذه الخلاصة خطر الرافضة (إيران الخمينيّة نموذجَا) من خلال محاور ثلاثة:
الأوّل: جانب مِن عقائد الرافضة المنحرفة ومعتقداتهم الباطلة. إذ هم خارج دائرة الإسلام قولًا وفعلًا.
الثاني: جانب مِن تاريخهم الماضي والحاضر. إذْ حقيقة أمرهم أنّهم أعداء للإسلام وللمسلمين.
الثالث: تصدير مشروعهم إلى العالم الإسلاميّ للسيطرة عليه، على وفق معتقدهم.
فلهم مشروع منافس لمشاريع الدول الأخرى يقوم على أساس معتقد خاصّ بهم.
وقبل البدء نبيّن المقصود مِن مصطلح الرافضة.
الرافضة أو الروافض (المفرد: رافضي) هو مصطلح قديم لتسمية الشيعة الاثني عشرية أو الإماميّة. والمصطلح معروف بين عموم أهل السنة. وتشير الكلمة إلى عدم اعتراف (رفض) الشيعة بخلافة الخلفاء الراشدين: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضي اللهُ عنهم، خلفاء شرعيين. ويَعُدّون عليّ بن أبي طالب، رضي اللهُ عنه، أفضل منهم وأحقّ منهم بالخلافة؛ لأنّه المُوصى له بها من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وقد أطلقوا عليه: وصيّ رسول الله.
يقوم المذهب الشيعي الاثنا عشري على الاعتقاد بأنّ خلافة النبيّ مُحمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكون لعليّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنه وأحد عشر إمّامًا مِن ذريته مِن بعده. وانحصرت الإمامة بعد الحسين بن عليّ في نسله، دون نسل الحسن، رضي الله عنهم. ولعلّ السبب في ذلك لأنّ الحسين رضي اللهُ عنه تزوّج من الفارسيّة (شهربانو) ابنة أحد ملوك الفرس، ومجيء علي بن الحسين منها. (ذكر ذلك الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار، وابن كثير في البداية والنهاية، والصفدي في الوافي بالوفيات، واليافعي في مرآة الجنان وعبرة اليقظان). وشكّك بعضُ الدارسين في صحّة هذا الزواج.
ويقولون بإمامة اثنى عشر رَجُلًا من آل البيت، أوّلهم عليّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنه، وآخرهم محمّد بن الحسن العسكري الغائب الموهوم، الذي يزعمون أنّه دخل سردابَ سامرّاء في منتصف القرن الثالث الهجري، وأنّه لا يزال حيًّا بداخله، وهم ينتظرون خروجه.
ويُسمى مذهبهم بالجعفري؛ نسبة إلى الإمام جعفر الصادق (وهو الإمام السادس من الاثني عشر المعصومين بزعمهم)، وقد عاش المرحلة الانتقالية بين الدولتين الأموية والعباسية. والجعفرية اسم من أسماء الشيعة الاثني عشرية، الذين لهم عقائد وأصول مخالفة لما عليه أهل الإسلام.
قال نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية: 2/206-207) في حكم النواصب (أهل السنة): إنـهم كفّار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإماميّة، وإنـهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبيّ تقديم غيرِ عليّ عليه في الإمامة.
(نعمة الله بن محمد الموسوي الجزائري المعروف بالمحدث الجزائري وهو رجل دين وفقيه ومُحدّث ومُفسّر شيعي عاش في القرنين الحادي والثاني عشر. وقد كان أحد كبار رجال الدين الشيعة الاثني عشرية في العراق وإيران في زمان الدولة الصفوية. سافر إلى مدينة تستر، ومنذ وصوله قلّده السلطان سليمان الصفوي منصب القضاء وإمامة صلاة الجمعة، وسائر المناصب الدينية، كما لقّبه بـشيخ الإسلام في تلك المدينة).
المحور الأوّل:
في كتاب: الخمينيّة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، للشيخ سعيد حوى رحمه اللهُ تعالى: (لقد ظهرتْ خلال التشيّع آراء شاذّة كثيرة، ودخلتْ باسم التشيع عقائد زائفة كثيرة، ولقد كان التشيّع سبيلًا لمرور كثير من الأفكار الكافرة، فانبثقت عنه فرق غالية؛ كالإسماعيلية والنصيرية، وهي فرق باطنيّة اجتمع على تكفيرها الشيعة الاثنا عشرية وأهل السنة والجماعة سواء بسواء.
ولكنّ الشيعة الاثني عشرية – وإن كفَّروا هؤلاء – فإنّ لهم من العقائد الزائغة الكثير، وهم مع تكفيرهم لهذه الفرق الغالية يمدُون أيديهم لها ضد أهل السنة والجماعة. فهذه الفرق وإن اختلفتْ عن الشيعة الاثني عشرية في أصولٍ وفروع، فإنّ الشيعة الاثني عشرية يرون أنّ هذه الفرق – مع أنها تقول بألوهية الإنسان وغير ذلك من العقائد الزائغة – هي أقرب إليهم من أهل السنة والجماعة، وهذا وحده دليل انحراف خطير).
ونسوق هنا جانبًا مِن عقائد الرافضة المنحرفة ومعتقداتهم الباطلة.
عقيدة الشِرك بالله تعالى.
يقول اللهُ سبحانه وتعالى: "إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" [الأعراف: 128]، ويقول اللهُ تبارك وتعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [الملك: 1].
وهم يقولون خلاف ذلك:
فقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتابه (أصول الكافي) ص 259 طبعة الهند قوله: (باب أنّ الأرض كلّها للإمام: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له من الله).
و: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ٱلْكُلَيْنِيُّ ٱلرَّازِيُّ ٱلْبَغْدَادِيُّ (تُوُفّيَ سَنةَ 329 هـ / 941 م)، المعروفُ بِثِقَةِ ٱلْإِسْلَامِ ٱلْكُلَيْنِيِّ، أَحَدُ كِبارِ فُقَهاءِ ومُحَدّثِي الشيعةِ الإماميّة، ومِن أهمِّ عُلَمائهم في الحديث، له مُصَنَّفاتٌ، أبرزُها: كِتابُ الكافي، الذي يُعَدُّ مِن أهم مصادر الحديث الأربعة عند الشيعة.
وهناك روايات أخرى عندهم في هذا الباب في (أصول الكافي/ للكليني) وغيره.
قولهم بتحريف القرآن، وأنه مطعون في صحّته، ولم يُنْكر عليهم في ذلك أحدٌ مِن أهل مذهبهم.
والقرآن، هو المصدر الأساس للتشريع عندنا نحن أمّة الإسلام. وقد أجمعت أمّةُ الإسلام على أنّ هذا القرآن محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى. قال الله سبحانه وتعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون" [الحجر: 9].
وإنّ غلاة متقدّميهم ومتأخّريهم يقولون بصريح العبارة إنّ القرآن الموجود بين أيدي أهل السنة مُحرّف، ومنقوص.
وهناك نقولٌ كثيرة حول هذا في كتاب: أصول الكافي/ للكليني، وفي كتاب: فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب/ (للميرزا حسين بن محمد تقي بن علي محمّد بن تقي النوري الطبرسي، وهو فقيه ومرجع ومحدث شيعي إمامي اثنا عشري إيراني (1829 - 1902)م، وأحد أعلام الحوزة العلمية الشيعية) تُبيّن اعتقادهم بأنّ القرآن الكريم العظيم محرّف ومُبدّل فيه، لا يتسع المجال لذكرها في هذا المختصر.
وقد أجمع أهلُ الإسلام على أنّ هذا القول مِن نواقض الإسلام.
موقفهم من السُنّة النبويّة المُطهرة، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الرئيسة.
إذ يقولون إنّها مكذوبة غير صحيحة. فقد أجمع علماؤهم على أنّ الأمّة، عدا أفراد قليل عددهم، قد كَفَرَتْ بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وارتدت عن دين الله سبحانه. وهذا أصلٌ عندهم في مذهبهم.
ومن ثَمّ فكلّ ما نقل إلينا من تشريع عن طريق الصحابة رضي اللهُ عنهم لا يعترفون به، ولا يقيمون له وزنًا.
وهم لا يَقبلون رواية الأحاديث النبويّة مهما علا سندها وثبتت صحّتها، إلّا من طريق أئمّتهم المعصومين، لأنّ الإمام عندهم قطب الرّحا؛ وعليه مدار السند قبولًا ورَدًّا.
وقد أجمع أهل الإسلام على أنّ موقفهم هذا مِن نواقض الإسلام.
موقفهم من الصحابة عامّة، وموقفهم من سادة الصحابة رضي الله عنهم، أسيادنا: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وبقية العشرة المبشرين بالجنّة، فهم وعامّة الصحابة عند الرافضة كفّار وظلمة.
وموقفهم من أمّ المؤمنين الصِدّيقة بنت الصِدّيق عائشة رضي الله عنها وعن أبيها. إذ يتهمونها بالفاحشة والإفك الذي برّأها اللهُ منه بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم ..." [ في عشر آيات في سورة النور].
وهم يلعنون أمَّنَا عائشة رضي اللهُ عنها، كما يلعنون الكثير من الصحابة رضي اللهُ عنهم، ولا سيّما سيّدي أهل الإسلام: أبو بكر، وعمر، رضي اللهُ عنهما.
وعند الرافضة دعاءُ لَعْنِ صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما، يعنون: أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم وعن الصحابة كلّهم أجمعين.
فما بقي لهؤلاء القوم من الإسلام بعد هذا؟!.
الغلوّ في أئمّتهم، إذ وصفوهم بالعصمة من الخطأ والنسيان والكبائر والصغائر عمدًا أو سهوًا من الطفولة إلى الموت، لأنّهم الحافظون للشرع والقائمون عليه، وأنّهم يعلمون الغيب، ومنزلتهم فوق منازل الأنبياء والمرسلين. وجعلوا ذلك من أصول مذهبهم.
وتعريف الإمامة عندهم، هي: كما يقول الشيرازي: اعتقاد وصاية عليّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنه، وإمامة الأئمّة المنصوص عليهم من ذريّته، ووجوب طاعته وطاعة الأئمة.
فهل بعد هذا كفر؟!.
مخالفتهم إجماع الأمّة. ولا إجماع عندهم إلّا إجماع أئمّة أهل البيت، لعصمتهم، وعدم اعتماد سواهم. بل هم يخالفون الإجماع في: الصلوات، وفي الصوم، وفي الحجّ، وفي غير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه.
ومن مخالفتهم إجماع الأمّة: إباحتهم نكاح المتعة الذي أجمعت الأمّةُ على تحريمه.
والْمُتْعَة: الانتفاع. و نِكَاحُ الْمُتْعَةِ هو أن تنكح امْرَأَةً إِلَى مُدَّةٍ، فَإِذَا انْقَضَتْ تِلْكَ الْمُدَّةُ بَانَتْ مِنْهُ بِلَا طلاق، ويستبرئ رَحِمهَا، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ.
أو: هو نكاحُ المرأةِ لأجلٍ محدود، مقابل مقدار مِن المال، ثمّ إخلاء سبيلها بانقضاء الأجل المحدد.
وَكَانَ ذَلِكَ مُبَاحًا فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو حرامٌ شرعًا إلى يوم القيامة.
فما حُكم مَن أحَلّ حرامًا مُجمعًا على تحريمه؟!
موقفهم من أهل السنّة والجماعة: إذ يحكمون على كل من لا يؤمن بالأئمّة وعصمتهم بأنّه ناصبيّ كافر تحرُم عليه الجنة؛ ويدخل النار.
ومَنْ كَفّرَ عمومَ أهل الإسلام، فما الحكم عليه مِن حيث إسلامه؟!
غلوّهم في فاطمة الزهراء رضي الله عنها. فهذه كتب الشيعة تنصّ على أن الوحي تَنَزَّل على فاطمة، رضي اللهُ عنها، بعد أبيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وزاد الخميني فرفعها إلى مقام فوق مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
التقيّة: هي قولُ؛ أو فعلُ ما لا تعتقد.
وعندهم: لا إيمان لمن لا تقيّة له. ولا دين لمن لا تقيّة له. وتُعدّ (التقيَّة) من أصول دينهم وأساسيّات معتقدهم.
وإنّما الغاية منها هي صيانة النفس والعرض والمال أمام الأعداء، فهي مداراة وكتمان وتظاهر بما ليس هو الحقيقة. وأصبحت التقية عندهم أمرًا ضروريا لحياة الشيعي.
والتقيّة عندهم أنْ يُظهر الإنسانُ خلاف ما يُبطن تديّنًا. وهي واجبة عندهم، ومن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة. ولا يجوز رفعها حتى يخرج القائمُ بأمر الله، ومن تركها قبل خروجه؛ خرج عن دين الإماميّة الاثني عشرية.
ونَسبوا إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى كذبًا وزورًا وبهتانًا أنّه قال: التقيّة ديني ودين آبائي.
وتوسّع الشيعةُ في استخدامها، وخرجوا بها من حال الضرورة إلى حال الاختيار، فهي عند الشيعة سلوك جماعي دائم، وحالة مستمرة وواجب حتى يخرج القائم وهو محمد بن الحسن العسكري من سرداب سامراء. وهي عندهم تكون مع أهل السُنّة، حتى سَمّوا دار الإسلام بدار التقيّة، وهي ركن من أركان دينهم كالصلاة أو أعظم.
فانظروا إلى حقيقة دينهم الذي به يدينون وإليه يَدعون.
إنّ مثل هذه العقائد الشاذّة تجعل مِن المذهب الرافضي (الشيعة الإماميّة) دينًا آخر مختلفًا عن دين الإسلام. وهي عقائد خبيثة مُكفّرة لمن يعتنقها أو يعتقدها.
تعظيمُهم قاتلَ سيّدنا عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه:
فقد بلغ مِن حنقهم على مَن أطفأ نار المجوس وقضى على الكسروية ومَن كان سببًا لدخول الإسلام إلى بلاد المجوس عبّاد النار، سيّدنا عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه، أن سَمّوا قاتله: أبا لؤلؤة المجوسيّ "بابا شجاع الدين"، وأنّ عَدّوا يوم قتله لعمر هو يوم العيد الأكبر، ويوم المفاخرة، ويوم البركة والتبجيل.
عقيدةُ الْبَدَاءَ. وهو الظهور بعد الخفاء، وأنّ الله، تعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا، كان يجهل أشياء، ثمّ ظهر له فيها شيء جديد.
ولا يخفى ما في هذا الاعتقاد من نسبة النسيان والجهل إلى الله عزّ وجلّ. وهو كفرٌ صُرَاحٌ بَوَاح.
وهو أمر مُحَال على الله سبحانه وتعالى. فإنّ علمه أزليّ أبديّ. قال الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ" [آل عمران: 5]. وقال سبحانه وتعالى: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ" [الأنعام: 59].
وقد ذكر الكليني في كتابه (أصول الكافي) بابًا كاملًا سمّاه: (باب البداء)، أتى فيه بروايات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، منها: (ما عُبد الله بشيء مثل البداء، وما عُظّم الله بمثل البداء). فليُرجع إليه.
وقد استخدموا عقيدة البداء لتبرير انتقال الإمامة من بعض أئمّتهم إلى غيرهم على نحو يتناقض مع أساسيّات معتقدهم في الإماميّة.
القولُ بالرَّجْعَةِ: القول بالرجعة مِن أصول مذهبهم وأساسيّات معتقدهم. وتعني العودة بعد الموت، وهي: اعتقادهم أنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته عليّ والحسن والحسين، رضي اللهُ عنهم، وبقية الأئمة سيرجعون. وفي المقابل يرجع أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، رضي اللهُ عنهم، ويزيد وابن ذي الجوشن، وكل من آذى أهل البيت بزعمهم.
فكل هؤلاء سيرجعون، عندهم، إلى الدنيا مرّة أخرى قبل يوم القيامة عند رجوع المهدي إلى الظهور، كما قرّره لهم عدوُّ الله ابن سبأ، ليُعاقَبوا. إذْ هم آذوا أهل البيت واعتدوا عليهم ومنعوهم حقوقهم، فينالهم العقاب الشديد ثم يموتون جميعًا، ثم يُحْيَون يوم القيامة للجزاء الأخير مرة أخرى ... هكذا يزعمون.
والقول بالرجعة مخالفٌ لصريح كتاب الله الكريم وسنّة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أنّ منْ ماتوا لا يعودون إلى الدنيا حتّى يبعث اللهُ الناسَ مِن قبورهم يوم القيامة.
المحور الثاني:
جانبٌ مِن تاريخهم الماضي والحاضر. إذْ حقيقة أمرهم أنّهم أعداء للإسلام وللمسلمين.
وَرَدَ في كتاب "الخمينيّة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، للشيخ سعيد حوى": (ذَكَرَ السلطانُ عبد الحميد في مذكراته: "أن الصراع بين الصفويين والعثمانيين لَمْ يكنْ لصالح الأمّة الإسلامية، بل لمصلحة الكفر والكافرين").
وفي أيّامنا هذه، وفي منطقتنا، مشروعان كبيران خطران يتنافسان للسيطرة على المنطقة:
المشروع الصهيونيّ، الذي لا يختلف أحدٌ من المسلمين في بيان آثاره وأخطاره وأوزاره على الأمّة الإسلامية والإنسانيّة.
والمشروع الإيرانيّ، مشروع الوليّ الفقيه، الذي يكثر الخلاف في توصيفه وتعريفه وخطره. مع أنّه هو الأخطر والأمَرّ.
نقول هذا ونبيّنه من خلال سوقنا للنقاط الآتية:
سعيهم للسيطرة على العالم الإسلامي ومحاولة تشييعه. (العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن) وغيرها من بلاد الإسلام.
وهذا واضحٌ جليّ للعيان من خلال المذابح الرهيبة والمجازر الرعيبة والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وتغيير البنية العقدية والفكرية والديمغرافية لأهل السنة... منها: حملات التطهير المذهبي والعرقي لأهل السنّة في كلّ من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وغيرها من بلاد الإسلام، منذ وصول الخميني إلى السلطة في إيران، وصارت أكثر وضوحًا خلال العقدين الأخيرين، ولا سيّما في سوريا منذ بداية الثورة السوريّة المباركة.
تشويه صورة الإسلام، لينفر الناسُ منه. إذ كان لإيران بقيادة الخميني دورٌ كبير في وأد الصحوة الإسلامية في سبعينيات القرن المنصرم.
لقد كان العالم الإسلامي قبل ظهور الخميني في طريقه إلى العودة إلى الإسلام، وبدأت شعوب العالم تستمع إلى كلمة الإسلام الصافية. فجاء التطبيق الخميني أسوأ مثل لنموذج تطبيقي للدين على أرض الإسلام، وخاطب العالَمَ بخطاب غير معقول، ودعاهم إلى دينٍ عجيب غريب. ممّا جعلهم ينفرون من الإسلام، بل يحاربونه.
فكان لذلك أسوأ الأثر على صحوة الشعوب الإسلامية، وكان لذلك أثر سيء على استعداد غير المسلمين لسماع كلمة الحق.
فكانت الخمينيّة انتكاسة للصحوة الإسلامية، وكانت تحطيماً لتطلعات دعاة الإسلام إلى عالم جديد يسوده العدل والأمن والأمان والاطمئنان.
دورهم التاريخي ضدّ دول الإسلام:
الدولة الفاطمية:
الدَّوْلَةُ الفَاطِمِيَّةُ (279 – 567) ه/ (909 – 1171) م:
وتُسمّى (العُبَيْديّة) نسبة إلى مؤسسها: عبيد الله المهدي وهو من إسماعيلية الشام.
دولة باطنيّة اتخذت من المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهبًا رسميًّا لها. وذلك خلال عهد الخلافة العباسية. شملت الدولة الفاطميَّة مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتدَّ نطاقها على طول الساحل المُتوسطيّ من بلاد المغرب إلى مصر، ثُمَّ توسَّع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضمّوا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية، والشَّام، والحجاز، فأصبحت دولتهم أكبر دولةٍ استقلَّت عن الدولة العبَّاسيَّة، والمُنافس الرئيسيّ لها على زعامة الأراضي المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.
حاولوا نشر مذهبهم الشيعي بالقوّة، وقَتلوا من أجل ذلك خلقًا كثيرًا، غير أنّهم رجعوا بالإخفاق والخيبة.
ويقول عنهم ابنُ كثير رحمه الله: (وقد كان الفاطميّون من أغنى الخلفاء، وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرةً، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشيّة، وتَغَلّب الإفرنجُ على سواحل الشام بكامله حتى أخذوا القدس وغيرها .. وقتلوا من المسلمين خلقًا وأممًا لا يحصيهم إلا الله).
اشتهروا بمكائدهم ضدّ الدولة السلجوقية السنيّة وتآمرهم عليها وتحالفهم مع الصليبيين ضدّها، وأخيرًا تآمرهم مع الصليبيين ضدّ صلاح الدين الأيّوبي رحمه الله تعالى.
وظَلّ الفاطميون ينافسون العباسيين في بغداد منافسة مُرّة إلى أن قضى صلاح الدين على دولتهم عام 1171.
دولة القرامطة:
دولة القرامطة (899 – 1077)م.
تشعبت الإسماعيليةُ إلى فِرَقٍ عدّة؛ هي: الإسماعيلية الفاطمية، والإسماعيلية الحشاشون، وإسماعيلية الشام، والإسماعيلية البهرة، والإسماعيلية القرامطة.
والقرامطة: فرقة باطنية تنتسب إلى حمدان بن الأشعث؛ الذي كان يلقب بـ: (قرمط: لقصر قامته وساقيه)، ، وكان أوّل أمره مائلًا إلى الزهد، ثم استجاب لأحد دعاة الباطنية، والتفّ الأتباع حوله حتى شكل خطرًا محققًا على الخلافة العباسية. تأسّست دولة القرامطة في بلاد البحرين سنة 286 ه/ 899 مـ، ووصلت فيما بعد إلى أنحاء واسعة من الجزيرة العربية ومصر والشام. وفي خلالها روّعوا الآمنين، وهتكوا حرمات المسلمين. وهم (القرامطة) زنادقة ملحدون لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يُحلّون حلالًا، ولا يُحرّمون حرامًا.
ويقول عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنة: وهم ملاحدة في الباطن، خارجون عن جميع الملل، أكفر من الغالية، ومذهبهم مُركّب من المجوس والصابئة والفلاسفة، مع إظهار التشيّع. وجدّهم رجل يهودي كان ربيبًا لرجل مجوسيّ، وكان لهم دولة وأتباع.
وانتهت دولتهم عام 1077م.
وقد ذَكَرَ غيرُ واحد من المؤرخين: أن القرامطة لعنهم اللهُ أخذوا الحجرَ الأسود من البيت الحرام بعدما قتلوا الحجاج ونهبوا أموالهم وعاثوا في مكّة فسادًا، فذهبوا بالحجر الأسود إلى بلادهم في شرق الجزيرة العربية، ومكث عندهم اثنتين وعشرين سنة، وكان ذلك سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
موقفهم من الدولة العثمانية:
امتدت الحروب العثمانية الصفوية، أو الحروب العثمانية الفارسية، مِن القرن ال: 16 إلى القرن ال: 19، وهم الذين تحالفوا مع الأوربيين الصليبيين وهاجموا الدولة العثمانية الإسلامية التي كانت جيوشها المنصورة تحاصر (فيينا) عاصمة النمسا وتمضي قُدمًا في فتوحاتها المظفرة العظيمة.
فبعد أن ثَبّت العثمانيون سيطرتهم على ما يعرف اليوم بتركيا، بدأ تدريجيا الصراع مع الدولة الفارسية الناشئة، بقيادة إسماعيل الأوّل مِن السلالة الصفوية. كانت الدولتان متنافستين لدودتين، وكانتا مقسمتين أيضا على أسس دينية. فأمّا العثمانيون فكانوا يُمثلون الإسلامَ السنّي وكانوا امتداداً للخلافة الإسلامية، وأمّا الصفويون فاتخذوا التشيّع الاثني عشري مذهبًا لدولتهم، وسارتْ الدول اللاحقة في إيران على آثارهم.
كانت العلاقة بين العثمانيين والدول الحاكمة في إيران سلسلة من الصراعات العسكرية امتدت لقرون. وقد بدأ الصفويّون هذا متحالفين مع أوربا الصليبيّة، وما معركة المشاعل التي كانت في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 986 للهجرة النبويّة إلّا صورة من صور هذا الصراع العنيف.
دورهم الإجراميّ في سورية:
أمّا في سورية، فقد اختارت إيران في سورية الوقوف مع نظام بشار أسد الإباديّ المتوحش، وساعدته على الفتك بالشعب السوري لكسر إرادته في أنْ يحيا حياة حرّة كريمة، بل فاخر أحدُ أذرعها في المنطقة الهالك قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) بأنّه هو الذي أقنع روسيا بالتدخل في نهاية عام 2015م لإنقاذ بشار أسد الذي أصبح آيلًا للسقوط خلال أسبوعين.
وبذلك داست إيرانُ على شعاراتها التي تدّعيها، ودعمت نظامًا طائفيًّا بغيضًا يدّعي القوميةَ والعلمانية، وربطته معها في علاقة مصيرية. واستغلت موقع سورية المُهمّ قاعدةً لتدريب ميليشياتها في العراق ولبنان والسعودية والبحرين والكويت، وعملتْ على تطوير استراتيجية شاملة لتجذير وجودها وتقنينه على نحو يُعقّد من إمكانية تحجيم نفوذها في سورية مستقبلًا، ويُعزّز التمدّدَ باتجاه الدول الأخرى، لإحكام الطوق على الأردن ودول الخليج العربي.
والناظر إلى بلدنا سورية اليوم يرى بأمّ عينيه الخطرَ الناتج عن التغوّل الإيراني الأمنيّ والعسكريّ والثقافيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، وامتداده في نواحي الحياة جميعها.
انخداع كثير من أهل السُّنة بحزب الله الإيرانيّ في لبنان:
إن انخداع أهل السُّنة بحزب الله يعود إلى أمور كثيرة، من أبرزها:
1 - جهل كثير من أهل السُّنة بعقيدة الرافضة التي تغلو في الأئمّة، وتقول بتحريف القرآن، وتُكفّر كبار الصحابة وأمهات المؤمنين، وتُكفِّر جميع الطوائف الإسلامية إلا الشيعة الإماميّة الاثني عشرية، وهي الطائفة الناجية بزعمهم؛ وما سواها في النار.
2 – التقيّة: فحزب الله يجيد التقيّة والعمل بها بصورة ممتازة، وتعريف التقيّة عند الرافضة كما عرَّفها شيخهم المفيد بقوله: "كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين والدنيا". وقال محمد العاملي المعروف عند الرافضة بالشهيد الأول في تعريف التقيّة: "التقيّة مجاملة الناس بما يعرفون، وترك ما ينكرون حذرًا من غوائلهم".
إنّ التقيّة مِن أهم العوامل التي جعلت كثيرًا من أهل السُّنة يصدِّق تلك العبارات التي يُطلقها حسن نصر الله في خطاباته المُتَلفزة في أنّه سيحرر الأقصى، ولا يأتي خطاب إلا ويذكر فلسطين واليهود، مما جعل أولئك يصدقون ما يقول.
3 - الإعلام، فإن له دورًا كبيرًا في نقل الأحداث وتصوير الحزب بالصورة الرائعة؛ كيف لا! وهم يمتلكون قناة "المنار" الفضائية التي تُلمّع الحزبَ ورئيسَه ليلًا ونهارًا، حتى صار حزب الله عند عوام الناس هو الحزب المجاهد في سبيل الله الذي جاء فقط من أجل طرد المحتل وتحرير بلاد المسلمين من اليهود، وصوَّر نفسه بصورة غير صورته الحقيقية التي هي تصدير الثورة الإيرانية الخمينية إلى لبنان والعالم الإسلامي.
(المصدر لهذه الفقرة: ماذا تعرف عن حزب الله لعلي الصادق).
تعاونهم مع الشرق والغرب مِن غير المسلمين:
فمع المكر اليهودي؛ التقى المكرُ المجوسي منذ القرن الأوّل الهجري. إذ ظهر خطره في مؤامرات المنافق اليهودي (عبد الله بن سبأ) التي نجم عنها ظهور فِرق الشيعة الغُلاة، وأشنعهم الذين ألَّهوا عليَّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنه. وهكذا كان تاريخهم يشهد بخيانتهم وممالأتهم المستمرة لأعداء الإسلام في الظاهر والباطن.
جاء في كتاب: شعاع من المحراب (12/ 12)، لمؤلفه: د. سليمان بن حمد العودة، والناشر: دار المغني للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية/ الطبعة: الثانية، 1434 هـ - 2013 م/ عدد الأجزاء: 12:
(وهنا تثور الأسئلة كيف لنظام يدعي الشرعيّة وولاية الفقيه ومحبّة آل البيت .. ثمّ هو يتعاون مع الغرب النصراني العلماني، وتحسن علاقته مع النظام الشيوعي الملحد؟ والجواب باختصار: أنّها دولة الملالي .. القائمة على معتقد التقيّة، والطعن في الصحابة وتنقص الكتاب والسنة، والبغض لأئمّة أهل السنة وعامّتهم .. لا يستغرب من صنيعها وتناقضاتها إلا جاهل بعقائد القوم .. غافل عن مخططات الصفويين، وأهدافهم، والتاريخ سجل حافل وشاهد على مثل هذه التحالفات الباطنية في القديم والحديث بين أصحاب الرفض وأعداء المسلمين .. وهذه نماذج منها:
فقد استخدم التتارُ (الرافضَةَ) في أبشع مجزرة شهدها التاريخ، وسقطت الخلافة الإسلامية (العباسية) بمؤامرة (نصير الكفر: الطوسيّ الرافضيّ) مع هولاكو التتري في إبادة المسلمين في بغداد، كما استخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة، وتطوّع النُصَيّريّون ليقاتلوا المسلمين في بلاد الشام .. وعملت دولةُ العبيديّين الأفاعيلَ في مصر والشام وثبّتت أقدامَ النصارى، واستوزرت اليهودَ، في الوقت الذي كانت تُعلن سبّ الصحابَة على المنابر، واستخدمهم البرتغاليون والإنجليز ضد الدولة العثمانية، ولعب الصفويون دورًا خبيثًا في تمكين المستعمرين في ثغور المسلمين.
واليوم تكشف الوثائقُ واللقاءاتُ السريّةُ عن علاقاتٍ خبيثة وسريّة بين الرافضة الصفويين في إيران وبين العدو الصهيوني في فلسطين، كما كشفت عن علاقات وتحالفات غادرة مع الغرب، وكتاب (التحالف الغادر/ حلف المصالح المشتركة/ التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة/ تأليف تريتا بارزي ... متوافر على الشبكة العنكبوتية) يكشف هذه التحالفات الخفيّة. وإنّما فسدت المعتقدات، وانحرفت الأصول فلا يستغرب معها- أي خيانة- أو فساد في الأرض، وصدق الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}.).
ونتذكر هنا دور ابن العلقميّ الرافضيّ وزير الخليفة العباسيّ المستعصم، وخيانته، إذْ رتّب مع هولاكو قتلَ الخليفة واحتلال بغداد.
وفي موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية (6/ 345) إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف:
(يقول القاضي حسين بن أحمد العرشي متحدثًا عن الباطنية - أي الشيعة - وأثرهم في زعزعة الأمن وإثارة الثورات في بلاد اليمن: "اعلم أن الباطنية أخزاهم اللهُ تعالى أضرّ على الإسلام مِن عَبدة الأوثان، وسُمّوا بها لأنهم يبطنون الكفر ويتظاهرون بالإسلام، ويختفون حتى تمكنهم الوثبة وإظهار الكفر، وهم ملاحدة بالإجماع، ويُسمّون بالإسماعيلية؛ لأنهم ينسبون أئمتهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وبالعبيدية لدعائهم إلى عبيد الله بن ميمون القداح .. والآن يُسمّون شيعة لكونهم مظهرين أنّ أئمّتهم من أولاد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين عرفوا أنهم لا يستقيم لهم إمالة الحق والدخول إلى دهليز المفر إلا بإظهار المحبة والتشيع. ولهم قضايا شنيعة وأعمال فظيعة، كالإباحية، وغيرها، وينكرون القرآن والنبوّة والجنّة والنار .. وتراهم إذا وَجدوا لأنفسهم قوّة أظهروا أمرَهم وأعلنوا كفرهم، فإن غُلبوا ولم تساعدهم الأيام كمنوا كما تكمن الحيّة في جحرها. وهم مع ذلك يؤملون الهجوم والوثبة وأن ينهشوا عباد الله .. ولا ينبغي لذي معرفة وقوّة أن يعرف منهم أحدًا يقتدر عليه فيتركه وشأنه فإنهم أهلكهم الله تعالى شياطين الأرض").
وفي ويكيبيديا:
(وجاء في كتاب "وجاء دور المجوس" مؤلفه الشيخ: (محمد سرور بن نايف زين العابدين رحمه الله)، في أواخر السبعينيات، بعد سيطرة الخميني على حكم إيران، وقد كتبه باسم مستعار هو الدكتور عبد الله الغريب، يتحدث فيه عن الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية، ويُبين حقيقة الشيعة في رأيه، وأنّهم إنّما هم يهود ومجوس يتسترون بالإسلام، ليطعنوا فيه، ويُبين خيانات الرافضة للأمّة طوال تاريخهم. يقع الكتاب في حوالي 500 صفحة. وذكر المؤلف أن الشيخ ابن باز اشترى ثلاثة آلاف نسخة ووزعها.).
من كتاب: "الخمينيّة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، للشيخ سعيد حوى":
(وهكذا أيضاً خلطت الخمينيّةُ في منهجها الحركي الفاسد المُدمّر كل توجهات الحركات السرية الباطنية ومناهجها القائمة على التلقين السري والاعتصام بالتقية والاستمداد من المجوسية لتتحول – في الغاية والنهاية – كأخواتها في التاريخ، إلى مدرسة ممتازة للغدر والخيانة، وإلى منهجية شريرة ذات شعب ثلاث:
إفساد للعقيدة.
وطمسٍ لمعالم الإسلام، وتشويه لمقاصده النبيلة.
ورغبة في السيطرة والهيمنة، قد غُلفت بشعارات خادعة).
في أرشيف جريدة الأمّة الإلكترونية (موقع إخباري يهتم بقضايا الشرق الوسط والأمّة الإسلاميّة)/ 31 مايو 2017:
(وزيرُ الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان: العراق أصبح جزءًا من الإمبراطورية الفارسية.
حذّر وزيرُ الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، من وجود محاولات في المنطقة "لإضعاف إيران"، مشيرا إلى أن مصير صدام هو أبرز مصير ومثال لهم … مضيفًا: على حكام الخليج العرب تذكّر مصيرَه.
وقال دهقان في كلمة له خلال مراسم إحياء (ذكرى معارك ديزفول): "نقول للحكام العرب، إنّ مصير صدام هو أبرز مصير، فعلى حكام السعودية والخليج تذكّر مصيره. كان صدام غارقًا في الأحلام، لكن في النهاية أيقظناه من أحلامه، ثم قتلناه".
وتابع: "إنّ العراق بعد 2003 أصبح جزءا من الإمبراطورية الفارسية، ولن يرجع إلى المحيط العربي، ولن يعود دوله عربية مرة أخرى. وعلى العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروه إلى صحرائهم القاحلة التي جاءوا منها، من الموصل وحتى حدود البصرة.
هذه أراضينا وعليهم إخلاؤها".
وأضاف وزير الدفاع الإيراني بتصريحه الناري هذا والشديد اللهجة والصريح بقوله:
"لدينا في العراق قوة الحشد الشعبي الشيعي، ستُسكت أيّ صوت يميل إلى جعل العراق يدور حول ما يسمى بمحيطه العربي. وقال: إنّ العراق عاد إلى محيطه الطبيعي الفارسي".
وتابع العميد دهقان حديثه قائلًا: "إيران اليوم وصلت إلى مرحلة تصمم وتنتج فيها حاجتها من الصواريخ البالستية وكروز بمدى 3000 كيلومتر". وختمه بالقول: "اليوم كل المحاولات في المنطقة تهدف إلى إضعاف إيران، لكن إيران تقف بعزم وصلابة.
لقد عدنا دولة عظمى كما كنّا سابقا، وعلى الجميع أن يفهم هذا. نحن أسياد المنطقة: العراق وأفغانستان واليمن وسوريا والبحرين، عما قريب كلها تعود إلى أحضاننا، وهو مجالها الحر الطبيعي").
ولنتذكر كيف اختار نوري المالكي الشيعيّ الرافضيّ صباحَ يوم عيد الأضحى لإعدام صدّام حسين متحدّيًا بذلك مشاعر المسلمين جميعهم في العالم كلّه. وقد هتف الشيعة الملثمون الذين حضروا الإعدام: مقتدى، مقتدى، مقتدى.
فلقد أُعْدِمَ صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى العاشر من ذي الحجة سنة 1427 هـ، يوافقه 30 ديسمبر 2006، بتعاونٍ أمريكيّ إيراني مع شيعة العراق. إذ كان نوري المالكي يومها رئيسًا لوزراء العراق تحت الاحتلال الأمريكي – الإيراني.
(نوري كامل محمد حسن أبو المحاسن المالكي: مواليد 20 حزيران يونيو 1950، رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق بين عامي: 2006 و2014. وهو الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية: وهو أحد الأحزاب السياسية في العراق، وأحد الأحزاب الشيعية الرئيسة. وقد دعم الحزب الثورة الإيرانية والخميني، خلال الحرب الإيرانية العراقية، وما زال يتلقى الدعم المالي من طهران).
(و: مقتدى الصدر من مواليد 4 أغسطس 1974، هو رجل دين شيعي وزعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقًا) الذي يعدّ أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، وقائد لأجنحة عسكرية تابعة لتياره متمثلة بكل من: جيش المهدي، ولواء اليوم الموعود، وسرايا السلام. وهو قائد وزعيم لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي في وسط العراق وجنوبه).
وهذا غيضٌ من فيض:
تصريحات رفسنجاني عندما دخلت أمريكا أفغانستان، قوله: "لولا إيران لما احتلت أمريكا أفغانستان".
جرائم العصابة النصيرية بالتعاون مع المليشيات المسيحية المارونية في ذبح ألوف الفلسطينيّين في مجازر تل الزعتر، ومخيم جسر الباشا، والكرنتينا، في لبنان سنة 1976، خدمة للكيان الصهيوني بتوجيه أمريكا والغرب.
ومذابح (مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان/ شهر مايو/ أيار 1985) وقتل آلاف الفلسطينيّين بالتعاون بين حركة أمل الشيعيّة بالتعاون مع الجيش اليهوديّ الصهيونيّ.
وكيف بطشت منظمة أمل الشيعية بالفلسطينيّين.
يراجع كتاب (أمل والمخيمات الفلسطينية) لمؤلفه عبدالله محمد الغريب، وهو الأستاذ محمد سرور زين العابدين رحمه الله.
وبطش المليشيات الشيعية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي بالفلسطينيّين في بغداد في حي البلديات، وشارع حيفا، ولاسيّما ما فعلته مليشيات (مقتدى الصدر)، لأنّهم سُنّة، وهو أمر يعرفه أهل العراق.
وبطش المليشيات الشيعية النصيرية بالفلسطينيّين في مخيم اليرموك في سورية خلال الثورة السوريّة المباركة، واعتقالهم قيادات من حماس، منهم: (مأمون الجانودي)، وقتلهم بعض قيادات حماس، منهم: (أبو عمر هاشم) قائد حركة حماس في حلب.
توجد شهادات عدّة لدعاة التقريب بين السُنّة والشيعة بفشل محاولات التقريب جميعها، بله استحالتها.
ومن أبرز الشهادات في هذا المجال، شهادات لكل من: الدكتور علي أحمد السالوس؛ أستاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة بجامعة قطر، والعلامة محب الدين الخطيب، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.
ويُنطر في كتاب (مسألة التقريب بين أهل السُنّة والشيعة) للدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري، ففيه تفصيل وتأصيل، وهو نفيسٌ في بابه.
المحور الثالث:
سعيهم لتصدير (أفكار ثورتهم) إلى أهل السنّة داخل إيران، أو الدول المجاورة، بهدف السيطرة عليها.
وعقيدة (تصدير الثورة) الإيرانية نابعة من أمرين اثنين:
النزعة القومية الإيرانيّة المناكفة للعرب.
والعقيدة الشيعية الإماميّة (التي تعدّ أهل السنّة (نواصب) كفارًا ينبغي قتالهم وقتلهم، أو تغيير دينهم إلى الشيعة الإماميّة).
فهم يَسْعون لتصدير (أفكار ثورتهم): من خلال خطة مدتها 50 سنة تقوم على خمس مراحل، مُدّة كل مرحلة عشر سنوات.
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس ورعاية الجذور.
مِن خلال إيجاد فرص العمل لأبناء مذهبهم وتابعيهم، وتأمين السكن لهم، وإيجاد تجمعات شيعية في الأماكن المهمّة.
المرحلة الثانية: مرحلة البداية.
تكون ضمن قوانين البلد المستهدف، وتقوية العلاقة مع أجهزة الدولة والحكومة، ولا سيّما الأمنية منها، والسعي للحصول على الجنسية، والبدء في إثارة الخلافات بين علماء السنّة وأجهزة السلطة، كي تقوم السلطة بقمعهم والتنكيل بهم.
المرحلة الثالثة: مرحلة الانطلاق.
وذلك بتقوية علاقة المهاجرين الشيعة مع المتنفذين في أجهزة الحكومة وتمتينها، وتعميق التغلغل في أجهزة الدولة الفاعلة، والتضييق على رؤوس الأموال لأهل السنة، وتشجيعها على الهجرة إلى إيران.
المرحلة الرابعة: بداية قطف الثمار.
تتجلى بالاهتمام للوصول إلى المناصب الحسّاسة والمهمّة في مفاصل الدولة، وشراء الأراضي والعقارات في الأماكن المهمة، وبدء تذمر الناس من ذلك.
المرحلة الخامسة: مرحلة النضج.
في هذه المرحلة يسعون للانقضاض على السلطة بحسب الظروف الممكنة والمتاحة.
ولقد نفذوا هذه الخطّة بمراحلها تنفيذا دقيقًا في كثير من بلاد المسلمين: العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وغيرها من البلاد.
خلاصة وخاتمة
فهنالك عقيدة صحيحة واحدة هي عقيدة أهل السنة، وهي التي ينبثق عنها كلُّ خير.
أمّا هؤلاء الرافضة فعقيدتهم زائفة باطلة، فاسدة مفسدة ينبثق عنها كلّ شرّ وضير.
وهناك أخطارٌ تُهدد العالمين العربي والإسلاميّ، منها: الخطر الصهيونيّ (التوراتي)، والخطر الأمريكيّ (الرأسمالي الصليبي)، والخطر الروسيّ (الماديّ الشيوعي)، وهناك خطر أخطر من هذه كلّها: إنّه خطر إيران الخمينيّة (الشيعة الروافض).
فإنّ ما فعلته إيران الخمينيّة وأذرعها الشيعيّة وحلفاؤها من النصيرية، وما يزالون، بالمسلمين داخل إيران وخارجها، أفظع بكثير وأشدّ إجرامًا ممّا فعله صهاينة إسرائيل في فلسطين.
فمن حَسّنَ ظنه بالخمينيّة فقد وقع بالغلطة الكبرى وجنى على نفسه في الدنيا والآخرة، وجانَبَ حَذَرَ المؤمن الذي لا يُلدغ من جحر مرتين.
نسأل الله سبحانه العفو والعافية لنا وللمسلمين أجمعين في ديننا ودنيانا وآخرتنا.
*********************
ملاحظة: معظم أفكار هذه الدراسة مأخوذة من المراجع الثلاثة: (الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإماميّة الاثني عشرية للشيخ محب الدين الخطيب؛ رحمه الله. و: الخمينيّة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف للشيخ سعيد حوى؛ رحمه الله. و: المشروع الإيراني الصفوي الفارسي ... مقدماته وأخطاره ... د. محمّد بسام يوسف؛ حفظه الله).
مُلحق:
الشيعة الرافضة: اسمٌ لكلّ مَن فَضَّلَ عليًّا على الخلفاء الراشدين قبله، رضي اللهُ عنهم جميعًا، ورأى أنّ أهل البيت أحقّ بالخلافة، وأنّ خلافة غيرهم باطلة.
ولما تُوفي الحسن العسكري الذي تَدَّعِي الشيعة الرافضة أنّه إمامها الحادي عشر، اجتمع الغلاة من المنتمين إليه، وادَّعَوا أن له ولدًا اختفى في سرداب بمنزل أبيه (في سامراء في العراق شمال بغداد) وأنّه الإمام بعد أبيه. وخرج مجموعة من غلاة الشيعة كلٌّ يدَّعي أنه هو الواسطة بين هذا الإمام الغائب في السرداب في زعمهم وبين الشيعة (بعد أن ادَّعى القومُ اختفاء إمامهم المهديّ: محمد بن الحسن العسكري، الغائب الموهوم، كما يسميه الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى، في السرداب، ادَّعوا أنّ له نُوّابًا يتصلون به، ويبلغون أوامره لعلمائهم. وتباروا في ادعاء النيابة عنه، وذلك للمردود الماديّ والمعنويّ لهذه النيابة).
وانقسمت الفرق الباطنية إلى أقسام عدّة، منها:
الإسماعيليّة:
الإسماعيلية فرقة باطنية مِن فرق الشيعة الإماميّة، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فرقها (منهم: الفاطميّون والقرامطة) وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وحقيقتها تخالف العقائد الإسلامية الصحيحة. وقد مالت إلى الغلوّ الشديد، لدرجة أنّ الشيعة الاثني عشرية يُكفّرون أعضاءَها.
وهؤلاء يبطلون الشريعة جملةً وتفصيلًا، ويعتقدون أنّ لها بواطن غير هذه الظواهر، ويستحلون المحرمات. واعتقادهم في الله والأنبياء مِن أبطل الباطل، وينكرون القيامة والمعاد، ويعادون الإسلام وأهله أشد العداوة، وقد قتلوا الحجيج وألقوهم في بئر زمزم، وسرقوا الحجر الأسود. وهم دائمًا عون لأعداء الإسلام عليه، واتفق العلماء على كفرهم وخروجهم من الملّة.
النصيريّة:
النصيرية فرقة باطنية، وقد انبثقوا من الاثني عشرية الرافضة، اختلف في نسبتها، والأقرب أنها تنسب إلى محمد بن نصير النميري أحد أصحاب الحسن العسكري الإمام الحادي عشر عند الشيعة الاثني عشرية، وفي فترة الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام تسمّوا بالعلويين. وتقوم عقيدتها على تأليه علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه، واستحلال المحرمات، والقول بتناسخ الأرواح، وإنكار البعث والنشور، وتقديس عبد الرحمن بن ملجم قاتل (علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه)، لأنه كما يقولون: خلّص اللاهوتَ مِن الناسوت. وهم وسائر فرق الباطنية أكفر من اليهود والنصارى وكثير من المشركين.
وقد كان النصيرية، وما يزالون، كسائر فرق الباطنية، عوناً لأعداء الإسلام من التتار والصليبيين والمستعمرين ضد المسلمين. وهم اليوم يقيمون في خندق الصهاينة ومَن والاهم.
مواطنهم: يسكن النصيرية في سوريا: (جبال اللاذقية، وحماة، وحمص)، وفي تركيا: (لواء الإسكندرون، وطرسوس، وأضنه)، وفي كردستان، وغيرها.
طوائفهم: ينقسم النصيرية إلى أربع طوائف:
1 - الحيدريّة: نسبة إلى حيدر، لقب علي بن أبي طالب، رضي اللهُ عنه.
2 – الشمالية: يسكنون السواحل في لواء اللاذقية، ويقولون إنّ عليًا يسكن في القمر، ويقال لهم: القمريّة.
3 – الكلازية: يسكنون جبال الساحل، ويعتقدون أنّ عليًا رضي اللهُ عنه يقيم في الشمس. ويقال لهم: الشمسيّة.
4 - الغيبية: يقولون إنّ الله تَجَلَّى ثم اختفى، والزمان الحالي هو زمان الغيبية، ويقررون أن الغائب هو اللهُ الذي هو عليّ رضي اللهُ عنه.
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
وليس بين هذه الطوائف اختلاف في أصول العقيدة الباطنية، كتأليه عليّ، والتناسخ والحلول، فالاختلاف بينهم في مَقَرِّهِ، بعضهم يجعل مَقَرَّهُ القمر، وبعضهم الشمس.
***********النهاية************
ولمن أراد التوسع:
- إسلامنا الناقض لدين الشيعة الروافض، للدكتور خلدون محمد الطيب، في مجلدين.
- أصول مذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشرية للدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري في ثلاثة مجلدات. و كتابه: مسألة التقريب بين أهل السُنّة والشيعة.
- الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإماميّة الاثني عشرية للشيخ محب الدين الخطيب.
- الخمينيّة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف للشيخ سعيد حوى.
5 النصيرية للدكتور عبد الرحمن بدوي.
6 الحركات الباطنية في العالم الإسلامي للدكتور محمد أحمد الخطيب.
7 الموسوعة الذهبية في الرد على الفرق الشيعية، وفيها حشد كبير جداً من المصادر والمراجع.
- المشروع الإيراني الصفوي الفارسي ... مقدماته وأخطاره ... د. محمّد بسام يوسف.
9 (الشيعة والسُنّة)، (الشيعة وأهل البيت)، (الشيعة والتشيّع فرق وتاريخ) لمؤلفها: إحسان إلهي ظهير.
10 الاحتلال الإيرانيّ لسورية/ الممارسات والمواجهة، المؤلف/ المهندس: مطيع حسن البطين.
- لله ثمّ للتاريخ ... كشفُ الأسرار وتبرئة الأئمّة الأطهار/ حسين الموسوي/ من علماء النجف.
- ومواقع التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتيّة، المُوَثّقة والموثوقة، مليئة بالشواهد والأمثلة الدالّة على جرائم إيران الخمينيّة والشيعة الإماميّة وأفعالهما. ومنها، قناة: حقيقة الشيعة وأفكارهم الشنيعة/ فيسبوك، والتلجرام، والإنستغرام.
وسوم: العدد 1110