التاريخ المستقل للمغرب
(الجزائر من 1510 إلى 1962) لزهير إحدادن
عثمان أيت مهدي
L’histoire décolonisée du Maghreb. (L’Algérie de 1510 à 1962)
Zahir Ihaddaden, essai, aux éditions Dahlab, Alger, 2013
ولد الكاتب والمؤرخ زهير إحدادن أستاذ تاريخ الإعلام سابقا بجامعة الجزائر وباحث في التاريخ حاليا في 17 جويلية سنة 1929 بسيدي عيش، ولاية بجاية. تحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الجزائر، ثمّ شهادة الدكتوراة الدولة في العلوم السياسية من جامعة باريس 2. مناضل بحزب الشعب الجزائري، عمل بجريدة المجاهد ضمن فريق التحرير إبان الثورة. بعد الاستقلال تقلد زهير إحدادن وظائف عالية، إلى جانب تكليفه بإدارة المدرسة العليا للصحافة.
يعتبر الكتاب متميزا وقيّما باعتبار الأفكار التي طرحها وطريقة معالجتها وتحليلها. جاء تأليفه باللغة الفرنسية ليكون ردا على بعض المؤرخين الفرنسيين الذين لم ينصفوا تاريخ الجزائر فأحاطوه بكثير من المغالطات والأخطاء التاريخية والعلمية، راح ضحيتها الكثير من الجزائريين الفركوفونيين الذين يعتمدون المراجع الفرنسية في قراءة تاريخ الجزائر.
عنوان الكتاب مستمد من "تحرير التاريخ من الاستعمار" Décoloniser l’histoire لشريف صالحي. ويوحي هذا العنوان بأنّ التاريخ في قبضة كتابه، وقد قيل التاريخ يكتبه المنتصرون، لذا يجب تحرير التاريخ من قبضة المنتصرين والبحث عن الحقيقة الغائبة أو المغيبة.
من هذه الحقائق المغيبة عن تاريخ الجزائر يذكر زهير إحدادن ما يلي:
1. تاريخ الجزائر لا ينقسم إلى فترات احتلال من البيزنطيين إلى الوانداليين إلى الرومان إلى العرب وبعدها الأتراك فالاحتلال الفرنسي سنة 1930، وإنما حسب تقسيم زهير إحدادن إلى فترة ما قبل التاريخ، ثمّ التاريخ القديم للجزائر، بعدها التاريخ الإسلامي فالاحتلال الفرنسي وفي الأخير الجزائر الحديثة والجزائر المعاصرة.
2. تاريخ الجزائر يمتد إلى 50 قرنا، عاش ثلاثة قرون في ظل الاحتلال البيزنطي والواندالي والروماني والفرنسي أما بقية الحقب أي 47 قرنا فقد عاش حرا مستقلا. وهذه الفكرة تدحّض آراء مؤرخي الغرب الذين يعتبرون تاريخ الجزائر هو تاريخ الاحتلال، وبالتالي لا وجود للجزائر المستقلة عبر التاريخ.
3. يروّج مؤرخو فرنسا أنّ الاستعمار الفرنسي بالجزائر دام قرابة 130 سنة (1830م إلى 1962م) وهذه مغالطة حسب زهير إحدادن لأن الجزائر وإن سقطت حكومتها المركزية إلا أنّ نفوذ المستعمر لم يكن شاملا للتراب الجزائري في كثير من فترات التاريخ، فقد شكلت دولة مستقلة بتلمسان دامت 8 سنوات، إلى جانب دولة أحمد باي بقسنطينة ودامت هي الأخرى سنوات ومناطق أخرى من أرض الجزائر.. وبعملية حسابية وجد الكاتب أن عدد سنوات احتلال الجزائر لا يتجاوز 70 سنة.
جاء الكتاب في خمسة فصول، وفي 206 صفحة. تناول في الفصل الأول، المغرب القديم نظرة شاملة. في الفصل الثاني تكلم عن المغرب من 3000 سنة قبل الميلاد إلى عام 647م. أما الفصل الثالث فقد تناول الفتوحات الإسلامية إلى غاية مجيء العثمانيين، حيث يبدأ الفصل الرابع وهي الفترة الممتدة من 1510 إلى 1930 سنة احتلال الجزائر من طرف الفرنسيين، ومنه يبدأ الفصل الخامس إلى سنة 1962 أي استقلال الجزائر.