أدب الحكمة والنصيحة في العراق القديم

كتب .. كتب .. كتب :

خمسون – عبد العزيز لازم :

د. حسين سرمك حسن

عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق ، صدر كتاب "أدب الحكمة والنصيحة في العراق القديم – ترجمة الحياة" لمؤلفه عبد العزيز لازم .

ويشير المؤلف في مقدمته إلى حقيقة أقرّها الباحث المعروف "صموئيل نوح كريمر" وهي أن الأدب السومري هو الأقدم في التاريخ ... كما يؤكد المؤلف على أن أدب الحكمة والنصيحة يركز على مجموعة الحكم والامثال والأقوال لمأثورة والحكايات الموحية التي تتحدث عن دروس أخلاقية والتي انتجها الأدب انطلاقا من الحياة اليومية ومن ضرورات البناء الاجتماعي ، وبغية ترسيخ الأسس الاجتماعية لبناء الحضارة الجديدة .. وقد اتجه هذا الجهد الإبداعي نحو العناية بالعائلة باعتبارها الوحدة الأساسية لذلك البناء ، فضلا عن الإهتمام بالجوانب الأخرى للمجتمع كالفوارق الاجتماعية والموقف من المرأة وقضايا الثقافة والمعرفة وموضوع الأخلاق العامة ..

ومن الملاحظات المهمة التي يشير إليها المؤلف هي أن تلك الحكم والأمثال لم تبق أسيرة التشتت والعشوائية كما هو حالها في أيامنا ، بل تأسست لها مدارس متخصصة وضعت في برامجها مهمة اعدادها وتنظيمها لغرض إدخالها في برامج التعليم المدرسي .. فعلى سبيل المثال تكونت المدرسة السومرية التي أطلق عليها اسم "ادبا" أو "بيت الألواح" التي استقطبت رجال العلم والثقافة للقيام بالعناية وإعداد تلك الأقوال ووضعها في متناول الأنشطة التعليمية بعد تصنيفها على شكل مجاميع حسب اختصاصها .. وقد واصلت الأقوام الأخرى التي سكنت بلاد النهرين هذا النهج مثل الأكديين والبابليين والآشوريين .. كما استفادت منها الأقوام المجاورة كالعيلاميين والحثيين والحوريين والكنعانيين وغيرهم (ص 15 و16) .

وقد تكوّن الكتاب (153 صفحة) من خمسة أقسام وخاتمة . تناولت الأقسام الخمسة معالجات متخصصة من أدب النصيحة في مجالات :

الموقف من العمل والفوارق الاجتماعية

الزواج والعلاقات العائلية

مكانة المرأة

الموقف من الثقافة والمعرفة

الأخلاق العامة

وفي الخاتمة يستنتج المؤلف أن تعدد الجوانب الحياتية التي نفذ إليها هذا الأدب وسجل مواضيعها ومدلولاتها ، جعلته سجلا مفصلا لحياة الناس في تلك العصور السحيقة ، وبذلك تحول إلى وعاء حاضن لمعالم الشخصية العراقية المثيرة للجدل (ص 147) .