الأسلوبية بوصفها مناهج
كتب .. كتب .. كتب :
ست وأربعون
د. رحمن غركان:
الأسلوبية بوصفها مناهج
حسين سرمك حسن
عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت صدر للدكتور رحمن غرگان كتاب عنوانه "الأسلوبية بوصفها مناهج – الرؤية والمنهج والتطبيقات" (231 صفحة) .
يقول الدكتور رحمن غرگان في مقدمة الكتاب :
(الأسلوب سلوك من وعي يتجه بالأداء لحظة الإنتاج أو الإبداع إلى كيفية في الإنجاز الفني ومنه الأدبي الذي منه الشعر ، كيفية منفعلة بالتميز وربما الإستثناء ، وقد تتصف بالإدهاش ، وذلك الأسلوب الكامن في تلك الكيفية يستدعي لحظة القراءة ثقافة فهم الأسلوب ، ثقافة قراءة الأسلوب ، كشفا عن عناصره ومكوناته وخصائصه أو سماته ، هناك تكون الأسلوبية بوصفها ثقافة الكشف عن الأسلوب ، وبالنتيجة فإن الأسلوب يعبر وهو فعل ماض . أما الأسلوبية فهي ثقافة منهجية في قراءة الأسلوب وحينئذ فهي وعي في فعل مضارع ، فالأسلوب تعبير في جنس من فن أو عمل إبداعي ، والأسلوبية قراءة فيه ، وهي بالتراكم تؤسس لـ (علم قراءة الأسلوب) أو لـ (علم الأسلوب) وإن تعدد الأساليب موصول بتعدد المبدعين الإستثنائيين وهم كالعدد يبدأ برقم ولا ينتهي بحساب إلا إذا شاع التقليد والإجترار ، فهناك ليس من اسلوب جديد ، وأحسب أن كل أسلوب استثنائي يستدعي قراءة أسلوبية جديدة ..
وإذا كان الأسلوب مشدودا لماض معين عنوانه النص أو العمل الإبداعي ، فإن الأسلوبية متجهة للمستقبل لأنها قراءة في الأسلوب ، قراءة كشف واستشراف ، بما تكون الأسلوبية فيه هي مستقبل الأسلوب ، وكم يلزمنا أن نُعنى بمستقبل الإبداع.
وتأتي هذه الدراسة قراءة في الأسلوبية بوصفها مناهج ، عارضة لثلاثة اتجاهات في هذا الأمر من علم القراءة هي : الرؤية والمنهج والتطبيقات ، إذ قامت الدراسة على تعدد التطبيقات ، أجناسا ونصوصا ، فهناك الحديث النبوي الشريف والخطبة النبوية المقدسة وهناك النصوص الشعرية ) (ص 9 و10) .
وتكوّن الكتاب من "تمهيد" تناول فيه المؤلف مصطلحات الأسلوب وفن الأسلوب وعلم الأسلوب والأسلوبية ، وكشف مسوغات تعدد تعريفات مصطلح الأسلوبية ومسوغات تعددها إلى مناهج كثيرة .
تلت التمهيد خمسة فصول تناول الأول منها الأسلوبية الوصفية : التعبيرية ، وأسلوبية الخطاب البلاغي ممثلة بخطبة "حجة الوداع" للرسول الكريم أنموذجا .
في حين تناول الفصل الثاني (في الأسلوبية الأدبية : منهج الدائرة الفيلولوجية) وذلك من ناحية المصطلح والمنهج ، وأسلوبية الأداء بالقناع من خلال أنموذج تطبيقي هو قصيدة (من أوراق أبي نواس) لأمل دنقل .
وخصص المؤلف الفصل الثالث : (في الأسلوبية الوظيفية : الأسلوبية التواصلية) من ناحية المصطلح والمنهج أيضا ، ومن ناحية الإختيارات الأسلوبية الوظيفية في قصيدة "إلهي لا تعذّبني فإنّي" لأبي العتاهية .
في الفصل الرابع يطرح المؤلف موضوعة "الأسلوبية البنيوية" وفق نفس التسلسل المنهجي وهو تناولها من ناحية المصطلح والمنهج ، ثم مناقشة البنيات الأسلوبية في قصيدة "تحولات أعشاب الرماد" للشاعر عبد الله البردوني .
أما في الفصل الخامس فقد طرح الباحث موضوعة "الأداء الأسلوبي في الحديث النبوي الشريف : حديث المعرفة أنموذجا" من ناحية مكوناته : المعجمية والإيقاعية والتركيبية والتصويرية والبنائية والتعبيرية.