فتنة المساءات الباردة

اصر قصصي جديد لدار التنوخي

صدر عن دار التنوخي  للنشر والتوزيع ضمن سلسة سرديات الطبعة الأولى من مجموعة "فتنة المساءات الباردة" للقاص المغربي المختار الغرباني. مجموعة قصصية من القطع الصغير، تزين غلافها صورة للفنان السعودي عبدالرحمان السليمان. وقد ضمت بين ثناياها تسع قصص قصيرة جاءت متسلسلة على الشكل التالي: عروس المساء - خليها على الله - خيبة ـ سفانكس - الزعيم – الأبرق – عواء - بازيليك في الدارالبيضاء - أفــــــول - فتنة المساءات الباردة

 نجد بين تضاعيف هذا الكتاب السردي مقدمة بقلم الكاتب المغربي أنيس الرافعي حيث يقول:"

بالتأكيد، يتوجب علينا أن نشعر بالكثير من الحبور ﻷن واحدا من ";بازيليك" القصة المغربية وأديبا ضاري الموهبة من طراز المختار الغرباني قرّ مزاجه، أخيرا، على إطلاق نصوصه السردية من عقال عزلتها الذهبية. الحبور ذاته الذي سوف يصير دهشة باسقة عند الشروع في قراءة مجموعة "فتنة المساءات الباردة"، التي صاغت عوالمها الشائكة ومتخيلها الثر روح مبدعة ومدربة بصبر رواقي على الحفر مثل حيوانات الخلد في اتجاه الجداول الصغيرة الغامضة التي قلما تلتفت إلى لمعان النهر. إنها مجموعة مربكة وجريئة في طرحها الجمالي، تؤكد من جهة أولى على علو كعب صاحبها في "الحرفة" وقدرته على بصم أسلوبه الخاص، الذي يتميز بهدوء الأناقة ودقة الرياضيات دونما أدنى كلمة ناقصة أو أخرى فائضة كمن يكتب ليصقل المرايا أو ليشحذ الحجر الكريم على ظهر المسن، أما من جهة ثانية فتؤكد على الأهمية القصوى لكل من الخبرة الحياتية والذاكرة النوعية والارتحال في الأماكن والإيقاع الشخصي للوجود في اقتناص "القصة" وتكبيلها جيدا بحبال وهمية إلى قدم طاولة الكتابة حتى لا يسمح لها بصقل فكرة الهروب، لأنه كلما كان القنص متقنا، فثمة ذرائع أقوى للمكوث.

ولعمري، فإن المختار الغرباني قناص ماهر جدا وعمله الفاتن هذا ليس جديرا بالصمت على الإطلاق، بل يستحق أن نواظب على الإنصات إليه طويلا بأذن القلب.