كتاب جديد عن الغزو الأميركي للعراق

المَرْصَد الفكريّ

المَرْصَد الفكريّ والثقافيّ

زاوية جديدة لرصد بعض ثمار الفكر العربيّ والثقافة العربيّة, بإشراف الأستاذ الدّكتور هُمام غَصِيب, أمين عام المنتدى.

كتاب جديد: الغزو الأميركي تعمّد تدمير الهوية العراقية والبنية الوطنية

How US set out to destroy Iraq 's national identity and build a dependent state

حاولت الولايات المتحدة الترويج لأفكار أنها فوجئت بالنتائج التي آل إليها العنف في العراق، والفوضى التي سادته، وأنها تحاول أنْ تعيد بناء البلد، وتعزيز المنهج الديمقراطي فيه.

 لكن كتاباً جديداً صدر في بلفاست للكاتب السياسي رايموند بيكر (Cultural Cleansing in Iraq  Edited by Raymond W. Baker, Shereen T. Ismael, and Tareq Y. Ismael. Pluto, 296 pp. $34.95)  يكشف أن الغزو الأميركي تعمد تدمير الهوية العراقية، وتعريض ثرواته للنهب، وكنوزه الآثارية للتدمير والخراب. ونقل عن علماء أميركيين اتهامهم للجيش الأميركي بالتطهير الثقافي في العراق.

ويقول مايكل جانسين MICHAEL JANSEN محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة التايمز الإيرلندية: إن الكاتب المؤلف والمحلل السياسي رايموند بيكر، يؤكد أن الولايات تعمدت في غزوها للعراق، تحطيم هوية البلد، وبنيته الوطنية، وتحويله الى حالة تابعة.

وقال الكاتب الذي أمضى فترة في العراق وساعده عدد من العراقيين والعراقيات في تأليف كتابه ((التطهير الثقافي في العراق)) إن الحرب العراقية ونتائجها ليست عشوائية،

إنما هي حرب تطهير ثقافي منظمة ومتعمدة.

ويؤكد المؤلف أن واشنطن خططت منذ سنوات لتحقيق أهدافها في احتلال العراق ونشر الفوضى لجعلها وسيلة لإعادة صنع البلد وتحويله الى دولة تابعة للولايات المتحدة ولهذا  مكّنت الشيعة والأكراد، ومنفيين كثر ممن يتعاونون معها على تسلم  السلطة وممارسة الاضطهاد لفئات كثيرة.

 وأوضح أن الهدف الأكبر لإدارة بوش هو تحقيق هيمنة عالمية بإعادة تشكيل ما تسميه الشرق الأوسط الستراتيجي، لكنّ هذه النهاية لم تأخذ بعدها لأن القوة العسكرية الأميركية الضخمة سُحقت في العراق، فيما عانت الولايات المتحدة من عزلة عالمية، بسبب النظر إليها على أنها آلة شر، على ما شهد العراق من إصابات كبيرة في أوساط المدنيين، وعلى ما أحدثت من خراب ثقافي وحالة إفقار للمجتمع العراقي.

ونقل المؤلف عن سياسيين عديدين قولهم إن الغزو الأميركي للعراق عمل بربري، أحرق البلد، وعرَّض ثرواته للضياع، وكشف كنوزه أمام اللصوص والناهبين، ودمر المكتبات التاريخية والمدارس والجامعات، وحوّل تقاليد البلد العلمانية المقبولة الى تقاليد تحرم على المرأة ممارسة أبسط حقوقها، برغم شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة.

ونقل المؤلف تحذير علماء في الولايات المتحدة اتهموا الجيش الأميركي بكسر أبواب المتاحف والمواقع الأثرية والمكتبات أمام اللصوص، وحطم مواقع آثارية مهمة لبابل وسومر وآشور. وحوّل الكثيرين من الكتاب والمثقفين والصحفيين إما الى عملاء للسفارة يتقاضون مبالغ منها أو الى سجناء ومنفيين ومطاردين.

ألكاتب : - ألمصدر : بلفاست تايمز