أنا وكراس أشعاري

أنا وكراس أشعاري

حسين عتروس* - ليون

مقدمة الكتاب

هذه القصائد ميلاد وبعث تنساب داخل نسيج اللغة مرة تهادن و أخرى تتجاوز الصورة و الشكل  وطبيعة التعبير كل هذا في همّ شعري تعانق مع هموم حياتية خاصة وعامة

في ديوان الرحيل تصبح اللغة بأكملها رمزا قصريا يتحدى رموز الإعتياد ليدخل في شكل من الهوس بداخلها لينخرها و يزرعها.

أما في ديوان الحزن فإن هذه اللغة تصبح لغة للحزن تعطيه حقا في الحياة و تمنحه حيزا و تواجدا، تصاحب الهموم اليومية و التقلبات الطبيعية لمن تلبسته تلك الأحوال.

أما بخصوص ديوان الغربة فهي قصائد احتراق بالغربة بعيدا عن الأهل و البيت و الوطن و بعضها قد تجاوز الصور البلاغية العادية إلى شكل يمزج الصورة بالهمّ العام والهمّ الخاص ، و يبتعد عن الرابط القديم ليقدم رابطا جديدا يدخل عوالم البلاغة منفردا حين يقدم صورة شخصية أو صورة عامة و يجعل من معاش الفلسطيني و العراقي كأنها صور كصورة طلوع الشمس أو غروبها أو كأنها مثل حركة الهلال و القمر ليبلغ التشبيه حده و المجاز قسوته و لتتشابك الأشياء حتى تنعدم وتتفقام الأمور حد الفيضان و تغرق الصورة في عمقها

 أما الجامع بينها جميعا أنها لغة للحب و العشق و السلام ، إختارت الهمس على الدمدمة، و السلاسة على الشراسة ، و الروحانية على المادية.......

هذا الكتاب هو مجموع ثلاثة داوين شعرية ، صدر عن مطبوعات " مري وورد" بمدينة ليون الفرنسية، ماي 2007،  طبعة أولى، عدد الصفحات 107

ديوان الغربة: بسبع عشرة قصيدة ؛و هذا فهرسها؛

"قصائد الديوان"

خاتمة العشق

الرجوع إلى الجنة

القدر

سيدة الهيام

شجر البرتقال

صلاة داخل جهنم

قطر الندى

ليل السواد

مريم

إغتراب بطاقة

وطني أهديك زهرة

فراق و غربة

ربِّ إلى من تكلني

موانئ الملح و الجرح

ميراث العذاب

نزع النوى

وردة و لغة

 

قصيدة قطر الندى من ديوان الغربة

 

قطر النّدى

يقهرني العالم في غربتكْ..

وأقهرُ الغربةَ في عالمكْ

وأكتبُ الشّعرَ بحضرتكْ..

'و' يكتبني الشّعرُ بغيبتكْ

رأيتني في الحلم أثقّفكْ..

'و' علّمتني بالصّحوِ أن أعشقكْ

شاهدتُ فيكِ بلدا يحاصركْ..

وبلدًا فيَّ محاصرا يغازلكْ

جاهدتُ فيكِ المخاطرَ أحرّركْ..

'و' حرّرتني حين لمستني بقبلتكْ..

يا زهرةً ميلادها ميقاتنا وبسمتكْ..

تفتّحي نهر فراتٍ, وتبسّمي, فإنّي والحبيبةَ بموعدكْ

شهد حزنُ الزّمانِ رسالتكْ..

وحزنتُ من أسر الزّمانِ بسمتكْ

عانقتُ فيكِ جزر العقيدة لأطهّركْ..

'و' طهّرتني بدفء تربكِ و منابعكْ

رتّلتني لحن هيامٍ في قصائدكْ

تسّاقطي غيم السّما تنزّله..

"قطر النّدى"ينسابُ وبذرتكْ..

ليخلق َالماء جذوركِ..

و أخلقُ للعالم روعتكْ.

 

-2 ديوان الحزن: ويتكون من ثمان عشرة قصيدة؛

قصائد الديوان

أبكي زماني الأسودَ

الصعود في المنحدر

أنا وكراس أشعاري

ترافقني الهموم بليلي

خوف

دمعة و دمعه

صرنا مرايا تتكسر

كنا و كانت الأحلام

مدينة تموت في سلام

الديك و السكين

الملك الحزين

بالدمع من جفونها قد فارقتني

جراحات و دموع

دالية العشق المفقود

صراخ لا يسمعه الثقلان

عبله

لحظة هم

هل قدر وهل أزل

قصيدة الملك الحزين من ديوان الحزن:

 

الملك الحزين

كيف الوصول إليك يا شجني

                                  عبر القصيد أخاطب الحزْنَ

لا ينقضي كلمي الحزين و لا

                                 يوما سوديَ فكّها الرّهْنَ

لا أعرف اليوم الجميل و لا

                              شعري أذاق فؤاديَ الوسَنَ

 لم تعرف الدّنيا سوى ندمي

                              صرتُ الشهيد يغازل الكفَنَ

قد بحتُ بالأسرار أكتمها

                             و الرّعبُ منّي يمتطي السفُنَ

قد رحتُ أسأل نورسي أملي

                               فأعادني ريح الصَبا أسنا

ما العشق في الأنفاس تكبتهُ

                              ريح الجحيم الآن قد سكنَ

ما الحلمُ في الأجواء نرسلهُ

                              برقٌ و رعدٌ يرسمُ المحنَ

عن أوّلِ التاريخ أسألهُ

                           سادوا و قادوا هذه الفتنَ

أوَ ما الصدور خلقتها سكنا

                          تغلي الصدورُ تعانقُ الإحنَ

كنت الرّبيع و كنت نرجسهُ

                         أوَ ما الزّهور تقاوم الوهنَ

و أنا الشّريدُ دروبهُ فتنٌ

                        وفمي نزيفٌ يكتبُ الوطنَ

فمتى زهْرٌ و نرجسةٌ

                      تسقي الحياةَ و تسكب اللّوْنَ

و متى، متى الطّيرُ الشّريدُ لهُ

                      عشٌ، فراخٌ تنشدُ الأمنَ

و متى، متى أمن السّلامِ و فرْ

                      حتهُ يعيدُ الزّهرَ و الحسنَ

 

-3 ديوان الرحيل: ويتكون من ثلاث عشرة قصيدة؛

قصائد الديوان

لحن الهيام

ءاه ورق التوت

لمن أهدي الورد هذا العام

آه مريم

وجع الهمس

خلف القضبان

رحيل النوارس

السفر إلى مدن البدر

أول الغيث قطره..ودعاء

الدم المختوم

الثلج و النار

 إعتذار لقديسه

نجوى لغازلة الألوان

 

قصيدة الثلج والنار من ديوان الرحيل:

الثلج و النار

1...

يمتد بيننا الجليد و ارتعاش الشجونْ..

و احتلال السماءِ يؤاسي احتضاراتي..

و نزيف الماء ثلوج الخوف تعانقني

و لسيع البرد لقاح الموت الأبيض يسكنني..

و اغتراب المساء يراك سعاد الشتاءْ..

كيف انتماء العشق ترسمينه لفح السموم انتشاءً..

و كيف للربيع تحكين شواتيك و نزع الإنتماءْ..

يوم نزعت من يديك دفء صوتي..

يم غمستِ في بساط الثلج "أنتِ"..

و مصير الشمس رميته خلف الضبابْ

و ثلوج الغيم مساءَ احتراقي رمادْ..

يتساقط ثلجٌ أسودْ

فالبسي جبته من كسائه

و احكميه انسدال الكعبينْ..

و اختالي في لون البردِ..

و اغتالي من دفء الحلم الشمسْ..

و تواري تواري فقدني أراكِ فتشرق شمسْ..

 

2..

يمتد في مساحتي لون بلا لونْ..

و أنا المغتال بذاكرتي..

و أنا في عرف الديك أغازل فجرا جديدا

و انفتاح الألوان من قبو هذا البياضْ..

و نقيق الألحان و ضوء الشمسْ

و انفتاح الوردِ

أهواك كنحل الزهرِ

أهواكِ و رحيق العشق على شفتيكِ

أهواك وشاح الزهر يعيدك يمناهُ

تلبسين نسيج الربيع على كتفيكِ

أهواكِ نشيدا

أهواك قصيدا

آية الكون في ثورة الأنسامِ

أهواكِ

وثلوجك على النار تهواني

كبريق السيف بمقبض من أغواكِ

أغشاكِ فكوني نجم الفتح على أبوابي

ثوري فسراج الفاتح كانت بيمناكِ...

ثوري من ثورة من سكب الأشواق دماءً

ثوري

كونيهِ لتجرف ثورته كل الأنساقِ..

              

بطاقة شخصية

حسين عتروس

ولدت بمدينة حامة بوزيان قسنطينة في 24/04/1968

حيث شربت من نبعها الصافي و ترعرعت ، و ساهمت في البعث الثقافي و التربوي بها

كما شاركت بعدة جمعيات وكان لي الحظ قبل الإغتراب أن شاركت في عدة أمسيات شعرية عبر ولاية قسنطينة

متحصل على دبلوم في الليسانس "لغة و دراسات قرآنية" من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية

تابعت دراستي العليا في الأدب بجامعة ليون 2

و أساهم الآن في تعليم اللغة العربية للأجانب و أعمل كمستشار مختص بالشؤون العربية لإحدى الشركات التجارية الفرنسية    sadce-

شاعر إحترق بنار الظلم والغبن

واحترق بنار الحب و الوجد

و يعيش احتراق الغربة و الهجرة