أسرار من خلف كواليس المنطقة الخضراء

 د. مازن سعد الدين

أسرار من خلف كواليس المنطقة الخضراء

 د. مازن سعد الدين

[email protected]

ما لم يذكره بريمر في كتابة – محمد العرب صحفي عراقي عاش قريبا من مركز الحدث  في المنطقة الخضراء، وألم ببعض الأمور التي لولاه لما ظهرت للعلن، ففي كتابة  يذكر هذا الصحفي خفايا الأمور التي حدثت خلف كواليس المنطقة الخضراء، التي لم  يتطرق لها بريمر في كتابة (عام قضيته في العراق)، ويتطرق الكتاب إلى علاقة  الحب العارمة التي جمعت ما بين المترجمة العراقية وداد فرنسيس و بريمر، وكذلك  يتحدث عن تقييم بريمر للشخصيات العراقية، وهذه بعض المقتطفات من الكتاب. وداد فرنسيس – أشورية كانت تعمل موظفة تشريفات في القصر الجمهوري قبل  الاحتلال، والتحقت بالعمل كمترجمة من ضمن فريق يعمل قرب بول بريمر، جمعتها  علاقة حب عارمة مع بريمر بحيث أن وزنها أختلف لدى الساسة العراقيين، مما جعلهم  يتقربون منها بالتملق والتودد وتقديم الهدايا لتلميع صورتهم أمام بريمر، خاصة  بعدما أصبحت مستشارة فنية لبريمر وتحمل أسم "المستشارة بيتي" وتحمل هوية  تمنحها حصانة خاصة، استطاعت وداد أن تفرض وجودها على قرارات بريمر فهي من رشح  عقيلة الهاشمي في مجلس الحكم، ورغم مرتب وداد العلي فقد حصلت على هدايا ثمينة  من قبل أعضاء مجلس الحكم والمقربين منهم كأسلوب تملق وتقرب نذكر من تلك  الهدايا التالي:  

سيارة مرسيدس موديل 2002 من محمود عثمان*.  

مجموعة من الحلي والعطور والملابس الثمينة من عضوات مجلس الحكم*.  

منزل مساحته 400 متر مربع في السليمانية من جلال الطلباني*.  

قطعة أرض مساحتها 1000 متر مربع من مسعود برزاني*.

سيارة نيسان موديل 2004 من كريم ماهود*.

مولدة كهرباء عملاقة باعتها وداد إلى شركة أهل الجزيرة من أيهم السامرائي*.

بالإضافة إلى هدايا نقدية وعينية من باقي أعضاء مجلس الحكم ومن خارجه*.

بريمر العاشق الولهان – بدأ انتفاض قنبر بالتودد للمستشارة بيتي (وداد  فرنسيس)، وهذه عادته مع موظفات القصر، والمعروف عن قنبر أنه غير محترم خصوصا  بعد حادثة تحرشه بإحدى موظفات القصر، وقد اتخذت وداد إجراءات نقل مراجعات قنبر  إلى موظفة أمريكية أخرى، مما جعل بريمر يطالب وداد بتفسير هذا الأجراء، فشرحت  له الأمر، وقد جاء بتعليق بريمر وكما ورد نصه "أنت مهمة بالنسبة لي أكثر منه  ومن أمثاله، وأمثالك يمثلون العراق أكثر من انتفاض والجلبي ولكن الملائكة على  الأرض لابد لها أن تختلط بالشياطين" وفي حادث وقع لوداد أقعدها لمدة أسبوع في منزلها بالمنطقة الخضراء، حصلت من  خلالها على باقات ورد تحمل أسماء سياسية واجتماعية أكثر مما موجود في ساحات  بغداد (حسب قول محمد العرب)، وفي اليوم الرابع لأصابتها ذهب بريمر لزيارتها  دون سابق إنذار وجلس قربها ومسك يدها ليصارحها بحبه وتصرح له من جانبها بنفس  المشاعر، واتفقا على المودة والإخلاص إلى الأبد، لتبدأ فترة عشق وغرام يطوف  عطرها إرجاء القصر الرئاسي، وقدم الحبيب (بريمر) لحبيبته (وداد أو بيتي) طقم  ألماس بقيمة 30000 دولا أمريكي مع سيارة صالون من نوع Avalon مع عقد أيجار  لمدة عام لشقة فخمة في مجمع 28 نيسان (الصالحية حاليا)، ومنذ ذلك الحين أصبحت  وداد المرافقة الشخصية لبريمر في تجوله، حتى أنها رافقته إلى محافظة الحلة  وإلى السليمانية بدعوة من جلال الطلباني لمدة ثلاث أيام التي قالت عنها وداد  أنها ثلاث أيام رائعة وجميلة، وفي تلك الأيام الثلاث الجميلة حضرت وداد مع  بريمر حفل عشاء ضخم في بيت مسعود برزاني لم يحضره سوى رجل واحد اسمه داود  حليان (وهو يهودي من أصل عراقي يحمل الجنسية الأمريكية) له عشرة أعوام في شمال  العراق، وما عرفته وداد عن ذلك الرجل   اليهودي هو عزمه على أقامة قرية سياحية في شمال العراق، وبعد العشاء أجتمع  الثلاث (بريمر ومسعود وحليا) اجتماع سري لم تعرف وداد تفاصيله، وفي رحلة أخرى  جمعت الاثنين إلى الكويت للراحة والاستجمام عاد بعدها ليضع النقاط فوق الحروف  في مسألة حبهما الذي ولد وسط الموت والخراب، وفي أشارة لعمق العلاقة ما بين  بريمر ووداد فقد قضت وداد عشية اغتيال عقيلة الهاشمي ليلتها في القصر الجمهوري  حيث كانت تبكي وبريمر يواسيها !!!! (بدون تعليق).

أخذت علاقة الحب تكبر ومع كبرها بدأ المحيطون يتغامزن على العاشقين كلما  جمعهما مكتب بريمر (وكأنهم يرون مونيكا وكلتون)، وبات بريمر يحفظ مقتطفات من  أغنية أم كلثوم (سيرت الحب) ليسمعها إلى وداد بلغة عربية ركيكة، وبعد أن أقترب  موعد رحيل بريمر سافر مع وداد للكويت كما ذكرنا للراحة والاستجمام، ليتفقا على  رحيل وداد وعائلتها إلى عمان بعد ان صفت وداد جميع متعلقاتها، وقد أقدم بريمر  على خطبة وداد من والدتها التي وافق على فورا، وسافرت وداد بعد ذلك إلى كندا  بعد أن حصلت على الجنسية الكندية بمعاونة بريمر لها، وأشترى لها شقة فخمة  ليكون بيت الزوجية أو العشق والله أعلم.

مقابلة صدام حسين – قالت وداد أن بريمر كان يعتقد أن صدام كان يتعامل مع البار  سيكولوجي والروحانيات لأنه أرعب الكثير من زواره بمجرد أن نظر أليهم، وكان  الكل بما فيهم الجلبي والربيعي يعاملونه بهدوء وبعدم استفزاز (في مقابلة عند  الاعتقال)، وقد وبخ بريمر الجلبي على التقاطه بعض الصور له ولصدام خلسة بواسطة  جهاز موبايل كان يحمله الجلبي وأعطاه لموفق الربيعي ليقوم بدور المصور  التاريخي، وأن صدام تعامل مع بريمر بتجاهل عال، ويكذب بريمر السيناريو الذي  رواه الربيعي عن النقاش الطائفي الذي دار بينه وبين صدام حول السيد الصدر  والمقابر الجماعية، وأن الربيعي كذاب حاول أن يصور نفسه بطلا مدافعا عن حقوق  الشيعة لكن أي كلمة مما قالها الربيعي لم تكن صادقة.

السيد علي السيستاني – كان بريمر يعتبر السيستاني الورقة الرابحة أو الفرصة  الأخيرة في كل مأزق سياسي يواجهه، فالرجل لديه عصى موسى فأكبر حريق سياسي أو  احتقان طائفي أو مذهبي أو عرقي في العراق تخمده ورقة صغيرة تخرج من مكتب السيد  السيستاني مذيلة بتوقيعه أو ختمه.

قول وداد لو أكن متأكدة مليون بالمائة أن بريمر أمريكي ومسيحي لقلت انه احد  مقلدي السيستاني بسبب مدى خوف بريمر من الثقل الديني السياسي للسيستاني، وكان  يراسله بكثرة بواسطة أكثر من مصدر ومن خلال أكثر من منفذ. وكان هناك شاب نجفي يدعى أبو تراب النجفي لديه هوية خاصة تسمح له بالدخول إلى  المنطقة الخضراء ولا يخضع لأي تفتيش امني من أي جهة كانت أمريكية أم عراقية،  حتى ان وداد اصطدمت معه في احد الايام فأمرها بريمر بعدم مضايقته مستقبلا لأنه  شخص مهم، اتضح فيما بعد أنه احد أقارب السيستاني وهو عراقي بالولادة ويرافقه  ست أشخاص للحماية، ويتقاضى راتبا قدره 15000 دولار شهريا تحت عنوان مستشار  ديني للسفير بول بريمر، وكان هناك راتب شهري قدره 25000 دولار يتقاضها نجل  السيستاني تحت عنوان مصاريف حماية المراجع الدينية في النجف، وقد أعترف بريمر  بتعدد المصادر ولم يعلن عنهم باستثناء السيد حسين الصدر الذي قال انه يزور  السيد السيستاني بشكل أسبوعي مما أسهم في تقوية علاقة بريمر بالصدر للتواصل مع  السيستاني.

السيد مقتدى الصدر – العصا في الدولاب الشيعي هكذا كان يلقبه بريمر، كان بريمر  يخشاه كثيرا ويعتقد ان السيد مقتدى الصدر تحركه إيران بطريقه غير مباشرة عن  طريق حزب الله اللبناني، وحتى بدون أن يعلم هو بذلك لمعرفته المسبقة أن آل  الصدر يختلفون مع التوجه الإيراني في العراق، ومع نشاط الصدر السياسي بدأ  بريمر يعلق اسمه على لوحة في مكتبه يطلق عليها اللوحة السوداء، ويعتقد بريمر  أن التخلص من الصدر سيولد نقمة شعبية لما له من قاعدة جماهيرية.

حارث الضاري – ألد الأعداء وحاضنة الإرهاب، هكذا كان بريمر يلقب الضاري وولده،  وكان يصف مثنى الضاري بالذكي المتطرف، وطلب بريمر من أستاذ أمريكي تزويده  بتاريخ عائلة الضاري وما ان فرغ من قراءة هذا التاريخ المليء بالمؤامرات وحسب  قوله حتى اتصل ببعض مستشاريه يطالبهم بالتودد للضاري اتقاء لشره.

جلال الدين الصغير – يعتبره بريمر شعلة طائفية لا تهدأ، ويدعي بريمر ان الصغير  يتقاضى راتبا شهريا من إيران وهو ضابط مخابرات إيراني، قرأت وداد في احد  الأيام تقرير استخباراتي أمريكي على مكتب بريمر يصف جلال الدين الصغير  بالتعاون مع المخابرات الإيرانية، قال عنه بريمر يوما الصغير رجل وجد ليعيش  وحده لأنه يكره الجميع على حد وصف بريمر.

عدنان الدليمي – يصفه بريمر بالرجل المزعج لأنه يرى تصريحاته عارية عن الأهمية  السياسية، ويصفه بالمتطرف والجاهل والمجنون، ولم يكن يحسب له حساب على الصعيد  السياسي السني لكنه يخاف من تأثيره في البسطاء.

صدر الدين القبانجي – يعتبره بريمر ناطقا متطوعا باسم الاحتلال في العراق،  يقول بريمر عنه الرجل الذي يفكر بطريقة أمريكية، وقد اجتمع به بريمر في فترة  إحداث النجف، وتوقع ان يتم تصفيته على يد جيش المهدي، ويتقاضى القبانجي راتبا  شهريا من بريمر قدره 12000 دولار أمريكي.

إبراهيم الجعفري – التطرف في ثوب الاعتدال، هكذا يسميه بريمر، فالرجل متطرف  حتى النخاع لكنه خطيب بارع ومثقف جدا وسياسي فاشل، فالكلام لا يصنع بلد كما  قال بريمر، وكان من أكثر المتحمسين لتمزيق ورقة السيد مقتدى الصدر ليبقى  الوحيد في الشارع الشيعي، ويعتبره بريمر اقرب إلى محاضر في الحسينيات منه إلى  رجل دوله، وكان بريمر يمل من الانفراد به، لأنه لا يدخل إلى نقطة النقاش  مباشرة بل يظل يلف ويدور بشكل ممل ويشتت المقابل.

أحمد الجلبي – ثعلب ولص، ولاءه لأحمد الجلبي فقط، مهندس مشاريع التفرقة وشق  الصف هكذا كان يصفه بريمر، ودائما ما كان بريمر يوبخه كلما حدثت مشكلة لأنه  كان دائما ما يخلقها، وقد كان بريمر يتلذذ برفض طلب مقابلته، ويسميه المتملق  المفضوح، وقد تورط احمد الجلبي بعمليات تصفية منهم محمد الراوي وداود القيسي،  وقد ثبت ضلوعه بالتصفيات من خلال قوائم تم ضبطها في مكتبه عندما داهمته القوات  الامريكية، والجلبي يتعامل مع اليهود وقد ذكرت وداد ذلك.

كريم ماهود – قاطع طريق، الغباء السياسي، يقول عنه بريمر في كل يوم يكسب  السياسيون مؤيدين ويخسروهم إلا كريم فأنه يخسر باستمرار، وفي اتصال جرى بين  بريمر وكريم، اخذ الأخير يتكلم عن نضاله ومطالبه الشخصية مما أدى إلى إغلاق  بريمر التلفون بوجهه، وعلق بريمر على كريم بأنه من الأخطاء السياسية.

محمد بحر العلوم – الحقد الدفين، رغم فعاليته الكبيرة في تنفيذ خطط أمريكا إلا  أن حقده الدفين على صدام تحول مع مرور الوقت لحقد متنامي ضد السنة، وبحر  العلوم كان معارضا علنيا لأمريكا وحليفا باطنيا لها، وان الطريق لكسب تأيده  يأتي عن طريق جيبه، كان بريمر يضيق ذرعا بالقبل التي يطبعها بحر العلوم على  خده.

مسعود البرزاني – رجل الأكراد والمدافع عن مصالحهم، يعتبر الأكراد جنسا فوق  باقي الأجناس وهم أحق بكل شيء من سواهم، ولا بد أن يأخذوا أكثر من الآخرين،  وهو حليف عسكري وسياسي لأمريكا، ولا يثق بأحد ويكره الجلبي والجعفري وعبد  العزيز الحكيم ومحسن عبد الحميد، قال البرزاني يوما لبريمر "أكره بغداد ولا  أود للعيش فيها أو السفر إليها، ولكن إذا كنت مصرا، سأوافق على مضض على العمل  في المجلس".

رجاء حبيب الخزاعي – سيدة أعمال تسعى لبيع صوتها في المجلس لمن يدفع أكثر، وقد  هددها بريمر اكثر من مرة بعدم اعتماد هذه الطريقة، وهي تعشق الجعفري إلى حد  الجنون، وقال عنها بريمر انها تصلح ان تكون مستثمرة أكثر منها امرأة تحمل قضية  وطنية.

 عبد العزيز الحكيم – الرجل الأقوى في العراق بعد السيد السيستاني، التطرف،  الدهاء، رجل إيران القوي المدافع عن مصالحها، يقول بريمر أشعر دوما أن المجلس  مخترق لصالح إيران كلما نظرت الى عمامة عبد العزيز الحكيم، وكان بريمر على ثقة  أن الحكيم يدير أكبر حملة تصفية جسدية في العراق لصالح إيران، وقد طلب بريمر  من الحكيم مرات ومرات عدم التمادي مع إيران بحسب وداد نقلا عن بريمر، وكان  بريمر متأكد أن من قام باغتيال محمد باقر الحكيم هو الحرس الثوري الإيراني  بعلم أخيه، والمعلومات واردة على لسان بريمر نقلا عن وداد يؤيده تقرير عسكري  أمريكي أطلعت وداد عليه.

هادي العامري – سفاح بغداد وقاتل بلا ضمير سيلعنه التاريخ وسيفتضح أمره عاجلا  أم أجلا، وقال بريمر أن إيران ستكون ممتنة للعامري و صولاغ وستكافئهما يوما ما  بإقامة تماثيل لهم وسط طهران (لاحظ أن بريمر وصف صولاغ بالقاتل قبل أن يصبح  وزيرا للداخلية مما يدل على مباشرة صولاغ لعمله الحقيقي منذ زمن طويل).