كتابان جديدان للباحث "ابراهيم فاضل الناصري"
كتابان جديدان
للباحث "ابراهيم فاضل الناصري"
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر للأستاذ "ابراهيم فاضل الناصري" كتابان جديدان هما :
- جمهرة المؤرخين من مدن صلاح الدين
- والمدارس التكلايتية في تاريخ الحضارة الإسلامية
جاء الكتاب الأول ضمن إصدارات دائرة العلاقات الثقافية العامة في قصر الثقافة والفنون في صلاح الدين ، وهي بادرة مباركة نتمنى أن تتوسع وتنتشر في المحافظات الأخرى .
وقد اشار الباحث في مقدّمة الكتاب إلى أن كتابه هذا هو دليل معلوماتي يُعنى بضبط اسماء من أرّخوا أو حققوا أو ترجموا أو استدركوا أو قوّموا أو هذّبوا في مجالات التاريخ والتراث والآثار والأنساب ممن يُنسبون لإحدى أقضية ونواحي محافظة صلاح الدين سواء أكانوا قد نشأوا بهذه المدن أو ولدوا فيها أو انحدروا منها أو نزلوا فيها أو نُسبوا إليها . وأيضا يعنى بضبط الآثار الكتابية المطبوعة أو المخطوطة التي تركها المعنيون وإحصائها (ص 7) .
وقد رتب المؤلف كتابه بتقسيمه إلى أصناف وفئات وكل منها ترتب أسماؤه على حسب السياق الهجائي ، وبعد كل إسم يذكر ما يتصف به من لقب علمي ، ثم يتم ذكر ما أتيح الوقوف عليه من مؤلفات سواء كانت كتبا أو رسائل أو مخطوطات (ص 8).
وبعد وقفات تمهيدية موجزة على تعريف التاريخ (ص 11و12) وتاريخ التاريخ (ص 13 – 15) وبدء التدوين التاريخي بين أبناء صلاح الدين (ص 16 – 18) ومدن صلاح الدين وحركة كتابة التواريخ المحلية (ص 19 – 29) وغيرها من الموضوعات التمهيدية المهمة ، يبدأ بتسطير أسماء أبناء المدينة الجهابذ من صنف المؤلفين (فئة علماء الدين ، فئة العسكر ، فئة رجال الدولة ، فئة الأدباء والكتاب ، فئة الاثاريين ، فئة المعلمين ، وفئة الأساتذة الجامعيين) .. ثم يأتي صنف المحققين ، وصنف المترجمين .
وهذه الأسماء التي أحصاها المؤلّف المؤرّخ هي - فقط - لمن مارسوا الكتابة في مجال التأريخ والتراث والآثار ، وكان عددهم يفوق الـ (270) مؤرّخاً . وقد وصلت مؤلفات بعضهم ومخطوطاتهم إلى أكثر من خمسين مؤلفا ومخطوطا . فلله درّك يا وطني العراق العظيم من وطن يطفو على بحيرة ذهب ليس من النفط بل من عقول ابنائه .
إن جهد الباحث ابراهيم فاضل الناصري هذا ، يجب أن يكون أنموذجا للباحثين المؤرّخين من محافظات وطننا العزيزة الأخرى ، كي يؤرّخوا للعقول اللامعة ليس في مجال التاريخ حسب ، بل في شتى مجالات المعرفة حفاظاً على الذاكرة العراقية ومخزونها المعرفي الهائل الذي يتعرّض للتشويه والسرقة والتضييع .
أمّا كتاب الباحث الثاني : "المدارس التكريتية في تاريخ الحضارة الإسلامية" فإن المؤلف يقول عنه في مقدمته بأنه دراسة مختصرة لإعطاء صورة مبسطة لمكانة وأثر أبناء الحاضرة التاريخية "تكريت" عبر عالم الإهتمام والعناية بإنشاء ورعاية وزيادة وارتياد المدارس العلمية والدور التعليمية التي ابتكرتها الحضارة الإسلامية الزاهرة في خضم نهضتها ثم عدتها إحدى عناوين اشراقاتها المعرفية والثقافية في مرتقيات الإنسانية (ص 7) . وهو يعد دراسته هذه استجابة متأخرة لرغبة المرحوم الدكتور "ناجي معروف" الذي كان يدعو طلبته من أهالي الكوفة وتكريت إلى أن يفيدوه بمعلوماتهم عن مدارس بلدانهم ولكن لم يظفر منهم بطائل (ص 7) .
وبعد أن يقدّم تعريفات وتوصيفات منهجية لمفهوم المدرسة وتاريخ نشأة المدارس وأنواعها يتناول المدارس التكريتية ويقسمها إلى قسمين :
- مدارس داخل تكريت
- ومدارس خارج تكريت
ولأول مرّة – وبصراحة - أطّلع على معلومة تتعلق بوجود مدارس تكريتية (أسسها رجال علم من أبناء تكريت وعلى نفقتهم الخاصة) في بلدان أخرى خارج العراق أو خارج تكريت في بغداد والموصل ، مثل مدرسة الثغر الأولى ومدرسة الإسكندرية (الثغر الثانية) في الإسكندرية بمصر ، والمدرسة الكبيرة في القاهرة ، ومدرسة الزنجيني في مكة المكرمة ، والمدرسة الزنجارية والمدرسة الأسدية والمدرسة العزيزية في دمشق وغيرها الكثير الكثير . وهذه مفخرة من مفاخر هذه المدينة وأبنائها المؤمنين بالعلم وبطريق النهوض الحضاري لدولة الاسلام الزاهرة .
تحيّة للباحث "ابراهيم فاضل الناصري" .