الفقه الحركي المعاصر 6
د. موسى الإبراهيم |
د. خالد أحمد الشنتوت * |
الفقه الحركي في عهد الصديق رضي الله عنه
:تأمل
أبو بكر الموقف واجتهد رأيه في المخرج الناجح، وعزم على قتال المرتدين وقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ...وجادله في ذلك كثير من الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا يرون اللين مع المرتدين أولى لأن الأرض قد زلزلت بالردة فما يطاق تثبيتها حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له : ياخليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم. فقال له الصديق : رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام ، إنه قد انقطع الوحي وتم الدين ، أوَ ينقص وأنا حي !-
إن حالاً جديداً ومفاجئاً قد اعترى الأمة المسلمة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكاد أن يغير وجه التاريخ كله ...وتلك سابقة لم يشهد عصر الرسالة مثلها بهذا الشكل والحجم .
-
والأمر له مابعده فلابد من اتخاذ القرار الصعب، والوقت لايمهل كثيراً، وهنا تجلت عبقرية الصديق وتصميمه على حفظ بيضة هذا الدين كما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-
يضعف أمام هول الموقف الجميع، حتى عمر بن الخطاب، ولكن إصرار أبي بكر وعزيمته الصادقة ينتصران ، فتنشرح صدور القوم لما شرح الله له صدر أبي بكر .
-
ونفذ الصحابة قرار القيادة الراشدة ويكتب لهذه الأمة فتح جديد من وراء الفقه الحركي الذي أتاه الله لخليفة رسوله في حسن تقدير الموقف وحسن اختيار القرار .
-
وختاماً أقول : ماذا كان سيحدث لو تردد أبو بكرمع المترددين ويحجم ويقول : ليس في الكتاب والسنة نص واضح في حل هذه المشكلة ؟؟ رحم الله أبا بكر في الأولين والآخرين .
تعليق الباحث الحالي
:هذا الموقف دليل على صحة اختيار الصحابة لأبي بكر رضي الله عنه ليكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
*دكتوراه في التربية.