ملحمة الجهاد الأفغاني
ملحمة الجهاد الأفغاني
|
د.عدنان علي رضا النحوي |
دُعيت إلى ندوة شعرية في مدينة فرانكفورت في ألمانيا ، عام (1408هـ ـ 1987م ) . شاركت فيها بقصيدة شعرية عن جهاد أفغانستان ، و أسميتها " ملحمة الجهاد الأفغاني " .
ولقد رأيت أن أخرج ذلك على شكل كتاب مشاركة بسيطة في الباب الإعلامي لجهاد أفغانستان المسلمة .ووجدت أنَّه لا بدَّ من إضافة موجزٍ لتاريخ هذا البلد المسلم ، يَعْرض أهمَّ الملامح التي يحتاج المسلم اليوم أن يعرفها عن بلد من بلاده ، وقطر من أقطاره .
ولا شكّ أنّ ما نعانيه اليوم هو جهلنا بواقعنا ، هو جهل المسلمين بحقيقة أوضاعهم وهم بذلك يجهلون أوضاع جيرانهم المسلمين ، ويجهلون تاريخ معظم البلاد الإسلامية ، خاصّةً بعد أن أخذت النزعة القومية تحتلّ في النفوس مكاناً ، وفي الواقع قوةً وسلطاناً .
وكانت الديار بلداً واحداً والشعوب أمة واحدة ، بعد أنْ دخلها الإسلام فوحّد أرضها ، ووحّد قلوبها . ولكنَّ الحرب التي لم تهدأ مزّقت الديار والعباد ، حين تفلّت الكثيرون من حبل الإيمان . وحين غلب الهوى وثارت الشهوات ، وعجّت الفتنة بسوادها وليلها ، عند ذلك وجد العدوّ المتربّص فرصته ، فانسلّ انسلالاً ، أو دخل جهاراً ، أو انقضّ انقضاضاً .
إني أقدّم هذه الملحمة لتمثّل جهداً متواضعاً ، يعبّر عن المعنى الإيماني للملحمة الإسلامية ، المعنى الذي يمثّله الموضوع أكثر من الطول ، والأسلوب أكثر من الحجم ، والحاجة القائمة في واقعنا وفي أدبنا ، ولتكون أساساً لانطلاقة أكبر في نموّ الملحمة الإسلامية وتطوّرها .
تُضمّ هذه الملحمة التي تقع في(154 صفحة ) مقدمات نثرية بين يدي الشعر ، لتعرّف المسلم على ميدان الملحمة الحقيقية التي لا وهم فيها ، ولتعرفه على شعبها ، وعلى جذورها التاريخية ، مما نعتقد أنَّه غاب عن حياتنا الإسلامية زمناً طويلاً ، ومما نعتقد أنَّه لم يعد للشباب المسلم غناء عنه أبداً ، وهو يمضي في ميادين الجهاد ، ميادين الدعوة الإسلامية .وتضم الملحمة أربع قصائد تتابع مراحل الجهاد الأفغاني .