أبو سفيان بن حرب
من الجاهلية إلى الإسلام
أحمد الجدع
المؤلف : أحمد عبد اللطيف الجدع
الناشر : دار الضياء للنشر التوزيع - الأردن - عمان [email protected]
أبو سفيان بن حرب هو الرجل الذي قاد جبهة الشرك لعشر سنوات محاولاً نصرة الأصنام ، مدافعاً عن زعامة مكة، حريصاً على مجد بني أمية.
وكان أبو سفيان محل احترام جميع القبائل في مكة، بل لم يكن أحد في مكة مستطيعاً أن يرد على أبي سفيان امراً أمره أو كلمة قضى بها.
وبقيت لأبي سفيان هيبته ومكانته حتى بعد أن دخل بالإسلام كرهاً في أول أمره ثم استسلاماً بعد الفتح المكي، ثم إيماناً بعد الطائف ، ثم إنه حضر معركة اليرموك وكان ابنه يزيد أحد قادتها، وكان يرفع صوته مشجعاً المسلمين على القتال، ويرفع يديه داعياً الله بالنصر.
أبو سفيان بن حرب هذا لم يحظ باهتمام الكتاب المسلمين، فلم يفرد له أحد دراسة مستقلة في كتاب – فيما أعلم- قتصديت أنا لهذه المهمة وكتبت سيرته في كتاب من مئة وخمسين صفحة من القطع الكبير .
سألني أحدهم محتجاً على تأليفي لهذا الكتاب، وقال لي: هل تعتبر أبا سفيان بن حرب مسلماً؟
فقلت له: إن ديننا يقبل من الرجل تلفظة بالشهادتين ليصبح مسلماً، أنقبل ذلك من كل إنسان ولا تقبله من أبي سفيان؟
يدخل الرجل بالإسلام بالشهادتين، أما الإيمان فموطنه القلب، والله وحده هو الذي يعلم ما في القلوب.
أبو سفيان بن حرب واحد من رجالات العرب الذين يرزوا في الصراع الذي دار بين الكفر والإيمان، ومهما اختلف الدارسون في نظرتهم إليه، فإنه واحد ممن دخل في الإسلام يوم الفتح ومنحه رسول اللهr مقاماً مقدراً عندما أمر منادياً ينادى في أهل مكة: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
لقد كشفت في فصول هذا الكتاب عن هذه الشخصية الفريدة وبينت جوانب من حياته ونفسيته ومقامة وشاعريته.