المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية
المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية
الطبعة الثانية
أصدر مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية الطبعة الثانية من كتاب “المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية” الذي يضم مجموعة من البحوث والدراسات التي أعدها أكاديميون وخبراء ذوي إطلاع ومعرفة بالمشروع الإيراني، وينطلق الكتاب من دراسات متعمقة وموضوعية في مقومات المشروع الإيراني ومرتكزاته التي يقوم عليها في المنطقة العربية والإسلامية.
ويأتي كتاب المشروع الإيراني كنتاج لورشة عمل أقامها مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية في القاهرة عام 2012، وشارك فيها جمع من الباحثين والاكاديميين من مختلف التوجهات الفكرية والمذهبية والأيديولوجية والأعراق من عرب وأكراد، شيعة وسنة، إسلاميين وعلمانيين. تناولوا على مدى أربع جلسات بحثية المشروع الإيراني من جوانبه المتعددة؛ الثقافية، والدينية، والديموغرافية، والقيمية، والاقتصادية وغيرها، إضافة إلى مناقشة أهدافه التوسعية في المنطقة ووسائله في ذلك، وتم مناقشة تلك البحوث بطريقة علمية أكاديمية بعيداً عن العاطفة والارتجال.
قدّم الدكتور عبدالله النفيسي للطبعة الثانية بمقدمة غنية سلط فيها الضوء على معضلة إيران الاستراتيجية من خلال الإحساس بالتفوق العسكري على الجوار العربي، والشعور بالكراهية والفروق الثقافية الأمر الذي أدى إلى وجود نزعة توسع واحتلال، إضافة إلى الانعزال عن المحيط والجوار العربي، كما تناول الدكتور النفيسي في مقدمته تجربته الشخصية خلال السنوات الطويلة التي قضاها في مراقبة المنحى التوسعي في الحياة الإيرانية وزياراته المتتالية للنجف وإيران.
احتوى الكتاب على مقدمتين الأولى للدكتور بسام ضويحي –رئيس مجلس إدارة مركز أمية – شرح فيها حيثيات ونشأة فكرة الكتاب والورشة كون المشروع الإيراني مشروع يسعى للتوسع على حساب الموروثات القيمية والثقافية والحضارية للأمتين العربية والإسلامية.
كما قدم الباحث الاستراتيجي علي حسين باكير للكتاب كونه يتناول واحداً من أكثر الملفات الشائكة والمثيرة للجدل في العالم العربي، وتحول نظرة العالم العربي تجاه إيران ومشروعها في المنطقة خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي، وبالأخص الثورة السورية التي كشفت بشكل واضح الأطماع الإيرانية في المنطقة، منوهاً إلى أن ذلك كشف الفرق ما بين الشيعية المذهبية والسياسات الإيرانية.
الكتاب جاء متناسقاً مع جلسات ورشة العمل، إذ يدور الفصل الأول من الكتاب حول مرتكزات المشروع الإيراني في المنطقة، حيث يتناول الأستاذ صباح الموسوي – رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي – مرتكزات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه المنطقة العربية في المبحث الأول كونها سياسة متشابكة ومعقدة وتتسم بالمراوغة، ويناقش الدكتور غازي التوبة – كاتب ومفكر إسلامي – في المبحث الثاني المرتكزات الديمغرافية والاجتماعية والثقافية للمشروع الإيراني كون إيران بلد يتمتع بتركيبة ديمغرافية متعددة الأعراق لم تستفد منها بل اصطدمت مع الأعراق الأخرى في محاولة لفرض النزعة الفارسية، وناقش الدكتور التوبة أسباب تفكك المجتمع الإيراني وظهور الجريمة وتفشيها وأرجع ذلك إلى سببين؛ طبقة الملالي، ومفهوم الولاية. أما الجانب الثقافي فتطرق المبحث إلى إصرار إيران نشر مذهبها الشيعي في مناطق السنة وهو ما يعتبر تفتيت للوحدة الثقافية للأمة.
وفي المبحث الثالث الذي يناقش المرتكزات الاقتصادية للمشروع الإيراني يبين الدكتور عبدالحافظ الصاوي أن وجود المشروع الإيراني بجوانبه الاقتصادية إنما جاء نتيجة الفراغ الموجود، بالرغم من ضعف الاقتصاد الإيراني كونه “اقتصاد أزمة” منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979.
يثير الباب الثاني من الكتاب تساؤلات عن علاقة إيران بدول الجوار كونها علاقة تعاون أم صدام؟ ويجيب على ذلك من خلال أربعة مباحث؛ يناقش الدكتور أحمد حقي في المبحث الأول من هذا الباب طبيعة وأشكال التحالف والتعاون عبر العصور المختلفة بين إيران والغرب، حيث انتقى الباحث أربع حقب زمنية مختلفة. في المبحث الثاني تناول الباحث علي حسين باكير التنافس الإقليمي الإيراني مع كل من إسرائيل وتركيا من خلال مقاربة المشاريع، وركز الباحث في الورقة البحثية على مفهوم الإقليمية في الفكر الاستراتيجي الإيراني والسياسة الخارجية.
في المبحث الثالث تناول الإعلامي اللبناني علي الأمين تجليات المشروع الإيراني في لبنان من خلال تواجد النفوذ الإيراني في لبنان وتدعيمه من خلال ركائز من أبرزها: حزب الله والمقاومة، النظام الطائفي في لبنان، البوابة المسيحية، المخيمات الفلسطينية، وانكفاء مشروع الدولة.
في المبحث الرابع يضيء النائب البرلماني البحريني السابق والباحث الاستراتيجي ناصر الشيخ الفضالة على الدور الإيراني في أزمة البحرين، ويشير إلى أن الدور الإيراني هو مستمد بصورة واضحة من الإرث التاريخي (الموهوم) الذي يقوم على إحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة.
الباب الثالث من الكتاب يبين مواقف إيران المتباينة من ثورات الربيع العربي ما بين التأييد والرفض، حيث يتطرق الإعلامي اللبناني فادي شامية في المبحث الأول من هذا الباب على المشروع الإيراني في ضوء الثورات العربية، ويرصد الباحث تباين الموقف الإيراني من ثورات الربيع العربي حيث ساندت إيران ثورتي تونس ومصر تحت بند دعم الحريات، وبينما تورطت في الدم السوري بالدعم بالمال والمقاتلين.
الدكتور محمد السعيد إدريس- رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام – يرصد في المبحث لذي حمل عنوان “إيران والثورة المصرية: تفاعلات التحدي والاستجابة” العلاقات ما بين مصر وإيران والتي شهدت فترات من التقارب والانقطاع، ويرصد كذلك موقف إيران من الثورة المصرية وما تلاها.
في المبحث الثالث الذي حمل عنوان “إيران والثورة اليمنية” يتناول الدكتور ناصر الطويل محاولات إيران فرض سيطرتها من خلال الثورة اليمنية والمظاهرات التي واكبتها، والذي بدأ بشكل فعلي ما قبل الثورة وامتد لما تلاها من خلال الذراع الأقوى لهم في اليمن “الحوثيون”، إضافة إلى “الحراك الجنوبي”.
في المبحث الرابع سلطت الباحثة فاطمة الصمادي الضوء على علاقة إيران بحركات المقاومة الإسلامية في ظل الثورات العربية من خلال دراسة حالات: حركة حماس، حركة الجهاد، وحزب الله.
الباب الأخير في الكتاب والذي تناول بجزء منه آفاق العلاقة ما بين إيران والدول العربية والإسلامية احتوى أربعة مباحث، المبحث الأول يناقش فيه الدكتور إبراهيم الديب تساؤلات عن المرتكزات القيمية ومنظومتي الثقافة والهوية للمشروع الإيراني، والسمات المميزة له واستراتيجيات التوسع الثقافي في المنطقة.
المبحث الثاني من هذا الباب يبحث فيه الدكتور عادل علي العبدالله – مستشار الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي للشؤون السياسية – العلاقة الجيوسياسية بين إيران والخليج العربي في ظل التغيرات الاستراتيجية وبروز الهيمنة الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان.
المبحث الثالث الذي حمل عنوان “دور الإعلام في مواجهة المشروع الإيراني” يقارن الدكتور عزام التميمي ما بين الآلة الإعلامية الإيرانية التي نجحت في التغلغل في المنطقة والتأثير، وبين الآلة الإعلامية العربية المضادة، ويشير الباحث إلى تلقي الآلة الإعلامية الإيرانية ضربات متتالية في ظل الربيع العربي وخصوصاً في الثورة السورية هدمت جزءاً من المكتسبات التي جنتها إيران في الفترة السابقة، مما دفع إيران إلى تمويل وإنشاء منصات إعلامية جديدة عربية غير تلك التي كانت تعتمد عليها سابقاً.
في المبحث الأخير يضع الأستاذ محمد الراشد استراتيجية للتعامل مع المشروع الإيراني والتصدي له وتكوين أدوات مضادة للتمدد الإيراني وتوسعه في الدول العربية والإسلامية، يورد من خلاله تصوراً للأدوات المطلوبة والتكتلات المطلوب تكوينها.
الكتاب بطبعته الثانية احتوى على بحثين إضافيين الأول كتبه الدكتور نزار السامرائي – مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية – وتناول فيه المشروع التوسعي لإيران في العراق والوطن العربي وكيفية التصدي له، أما البحث الثاني فكتبه الدكتور عبدالحميد النهمي – أستاذ الفرق والمذاهب بجامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية – حول المشروع الإيراني في اليمن.
معلومات عن الكتاب
العنوان: المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية
تأليف: مجموعة من الباحثين والأكاديميين
الناشر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية – دار عمار للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 440
الطبعة الأولى: 2013
الطبعة الثانية: 2014