ذكرياتي مع السباعي!
يحيى بشير حاج يحيى
تأليف : محمد الحسناوي
كتاب يتحدث الكاتب فيه عن ذكرياته مع الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - !
وهناك كثيرون ممن كتبوا عن السباعي ، سواء في كتب مستقلة أم في ثنايا كتبهم وبحوثهم ! ونذكر في هذا المجال : كتاب د. عدنان زرزور ( مصطفى السباعي : الداعية المجدد ) وكتاب الأستاذ حسني أدهم الجرار ( د. مصطفى السباعي قائد جيل ، ورائد أمة ) وكتاب الأستاذ محمد بسام الأسطواني ( مصطفى السباعي : صفحات من جهاد متواصل ) وكتاب الأديب عبد الله الطنطاوي ( مصطفى السباعي : الداعية الرائد والعالم المجاهد ) وكتاب الدكتور عبد العزيز الحاج مصطفى ( مصطفى السباعي رجل فكرة ) وكتاب للدكتور محمد عادل الهاشمي ، ورسالة جامعية للأستاذ مصطفى عبد اللطيف حلي عن جهود السباعي التربوية ،ومجموعة من الكتابات والدراسات والتعريفات في كتاب لعدد من المؤلفين ، بعنوان ( مصطفى السباعي بأقلام محبيه وعارفيه ) !
يبدأالمؤلف في الفصل الآول ( أبعاد العظمة في شخص مصطفى السباعي ) بصفحات عن حياة المغفور له ، ويثنّي بفصل ( أول لقاء مع السباعي ) وقد كان في صيف ١٩٥٤ م ، حين زار السباعي برفقة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي مدينة الكاتب / جسر الشغور/ وكان الحسناوي على رأس المستقبلين - رغم صغر سنه يومذاك - واستمرت هذه العلاقة مع السباعي حتى وفاته عام ١٩٦٤م ، وقد رثاه بقصيدة رائعة ( وداعاً أبا حسان )
كيف العٓزاءُ ، وكنتٓ أنت عزاءٓنا / ياأيها المشدودُ بالأكفان ؟!
أوٓلستٓ مٓن هزّ المنابر ٓوالعرو / شٓ وزلزل الطاغوت ٓبالإيمان !؟
كان هذا اللقاء كما يقول المؤلف خطاً فاصلا ًبين حياته بعيداً عن الإسلام ، وحياته في ظل الإسلام !!
ويمضي المؤلف متحدثاً عن حملات التشكيك والتشويه التي تعرّض لها الشيخ من حاسدين وموتورين ؟! ويشهد الحسناوي على ضحالة أولئك : سياسين ،وصحفيين ، ومنشقين ؟!
وتشاء الأقدار أن يرحل الحسناوي إلى دمشق ؛ ليكون قريباً من مركز الدعوة ، وقائدها ، وهو لا يزال في المرحلة الثانوية ، فيحدثنا عن محاضراته في مراكز الجماعة ، وعن نشاطاته في المحافظات ! ويقف عند عام ١٩٥٧ ، بداية مرض السباعي - رحمه الله - ثم عن اهتمامه بجيل الشباب ، وكيف أنه استدعاه مع الشاعر محمد منلا غزيّل بعد فوزهما بمسابقة الشعر في جامعة دمشق عام ١٩٥٩ م ، وهنأهما وشجعهما !!
وينتقل الحديث عن عمله مع السباعي في مجلة ( حضارة الإسلام ) عام ١٩٦١ وتوجيهاته له ، وإفادته من خبرته وأخلاقه ،والمعوقات التي تتعرض لها المطبوعات ذات الطابع الإسلامي ؟!
ثم ينتقل إلى ذكريات متنوعة في صحبته ،ثم إلى ذكريات خاصة معه ! ويذكر بعض فتاواه التي لم يكن يداجي فيها ، وبعض نوادره طيّب الله ثراه .
ويقف عند وفاته ،وخسارة المسلمين برحيله ، وهو لم يتجاوز التاسعة والأربعين ! ويختم بقصيدته ( وداع ) التي ألقاها في الحشد الكبير ، الذي خرج في جنازته ، وقد بلغت سبعاً وثلاثين بيتاً ، وكان مطلعها :
أرحلتٓ حقاً ياأبا حسّان ِ / مِن غير ما نبأٍ ولا إعلان ِ!؟
أرحلتٓ في وضح النهار ونحن أع / دادُالنجوم وعدة الأزمان
أرحلتٓ ، لولاشئتٓ فدّيناكٓ يا / حبّٓ القلوب بأكبد الإخوان !؟
وعنها يقول : هي أشد القصائد تعبيراً عن مشاعري وأحاسيسي !!
رحم الله السباعي رائداً ، ورحم أستاذنا الحسناوي تلميذاً صادقاً في سٓيره ومحبته !
وإذا من ميزة لهذا الكتاب على صغر حجمه ، فإنه قد نقل صوراً عن حياة السباعي من الداخل ، ولم يكن لمؤلفه من مرجع سوى قربه من الراحل الكبير ، ومعرفته به ! وكفى بذلك صدقاً وتوثيقاً !!