قصص من الأدب الأويغوري

(تركستان الشرقية)

سلطان محمود كشغري

ترجمة: أميرة داود كشغري

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

يُعَدُّ الشعب الأويغوري أحد أقدم الشعوب المتحدثة باللغة التركية، ويتميز هذا الشعب بتراثه الأدبي الغني. والموطن الأصلي له هو المنطقة المعروفة باسم تركستان الشرقية، وتقع في الوقت الحاضر تحت الاحتلال الصيني، وتسمى بمنطقة سنكيانج. يتوزع الشعب الأويغوري في عدد من دول آسيا بنسب متفاوته، إلا أن غالبيته يعيش في تركستان الشرقية. وقد ظل أدبه حبيساً في ظل القمع والاحتلال والتعتيم الذي فرضه النظام، في محاولة لطمس هويته الإسلامية، لكنه قاوم هذه المحاولات وظل محافظاً على دينه وهويته.

وعلى الرغم من الاضطهاد السياسي وسياسات الاحتواء القوية من قبل السلطات الصينية، فإن الأويغور الأتراك تمكنوا من المحافظة على تقاليدهم الأدبية والثقافية. وإذا كانت آدابهم غير معروفة ولا منتشرة فذلك يعود إلى عدم تمكن هؤلاء الكتاب من نشر أعمالهم خارج وطنهم. وقد نشأ الأدب الأويغوري الحديث مستلهماً التراث الأدبي والكلاسيكي، كما استلهم التراث الأدبي للشعوب التركية الأخرى، بالإضافة إلى الاستفادة من مخزون أفكار الأمم الأخرى ولغاتها! وعالج موضوعات مختلفة، وكانت الأحداث السياسية تشكل محوره، ومعظم هذه الموضوعات تدور حول الحرية والإصلاح الاجتماعي والتغيير.

وقد قاسى الأدب الأويغوري الأمرين، ومنع كل إنتاج وطني، فقد أُجبر الكُتاب على كِتابة كل ما من شأنه الترويج لهذا النظام لدرجة لم يستطع معها الأدباء التعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية، ومنعت كل الأعمال التي تشير إلى الحقائق التاريخية والأحاسيس الوطنية. ولكن بعد عام 1976م أخذت بعض التغيرات في الظهور. وقد جاءت معظم الموضوعات في الأعمال المنشورة بعد عام 1980م تاريخية من أجل تقوية الاعتزاز والوعي القوميين.

واختار الكُتَّاب لأعمالهم أحداثاً وشخصيات تاريخية مهمة. ومن هذه الأعمال رواية عبد الله طالب التي نشرت عام 1981م والتي اعتمدت على حياة الشاعر الوطني لطف الله مطلب وكفاحه، الذي شارك في انتفاضة عام 1944م. ورواية عبد الرحمن قهار، التي تحكي قصة انتفاضة عام 1944م التي قامت في منطقة (إيلي) وهي محافظة شمال تركستان الشرقية. ورواية محمد صانياز بعنوان (عبد الحق أويغور) تحكي قصة الكفاح الوطني لهذا الشاعر. ورواية الكاتب عبد الرحمن أوتقور (عز) ورواية صفي الدين عزيزي (صالتوق بغراخان). وقد تطرقت رواية صانياز لأحداث سياسية وتاريخية في تركستان الشرقية في منطقة (قُمل) بين 1912-1944م. كما مثلت رواية أوتقور نموذجاً للرواية التاريخية، فقد عالجت فترة حكم السلطان صالتوق بغراخان. وتتضح أهمية هذه الفترة في كونها تمثل الفترة الذهبية في التاريخ الأويغوري حين تبنى السلطان صالتوق الدين الإسلامي، وساعد أمته عل اعتناقه. وتعد رواية الكاتب (زوردون صابر) التي نشرت عام 1983م من أفضل ما كتب في تلك الفترة التي أعقبت الثورة الثقافية الصينية التي كانت محل نقد شديد من قبل الكتاب الأويغوريين؛ لما حملته من سياسات استبدادية في حق تركستان الشرقية وشعبها الأويغوري.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه لم تظهر أية رواية قبل عام 1978م، في حين ظهرت خمس عشرة رواية بين عامي 1978م و1986م. وبالرغم من أن هذا العدد من الروايات غير كثير فإنه يحمل دلالات هامة للتطورات التي حدثت بعد عام 1978م.

عن مجلة نوافذ – سعودية دورية الرياض العدد 15 ذو الحجة 1421هـ.