رواية حمّام العين لعزام توفيق أبو السعود

رواية (حمّام العين) لعزام توفيق أبو السعود

 موسى أبو دويح

كتب عزّام أبو السعود رواية (حمّام العين) الجزء الثاني من رواية (صبري) من منشورات الملتقى الفكريّ العربيّ/القدس2009م. وجاءت في 160 صفحة من القطع الوسط. وأهداها إلى أحفاده ليحفظوا ما فيها ولينقلوه إلى أبنائهم من بعدهم كما نقل إلى الكاتب ذلك أبواه من قبل.

قدّم الدكتور محمود العطشان للرواية في ثلاث صفحات، ومن العجيب أنّ مقدمة الدكتور العطشان قد جاء فيها من الأخطاء المطبعيّة والنحويّة حوالي عشرة أخطاء، وهي أكثر أخطاء الرواية.

لقد قسّم الكاتب روايته إلى تسعة وثلاثين قسمًا أعطاها أرقامًا متسلسلة من 1-39، جاء كلّ قسم منها في حدود أربع صفحات تقريبًا.

تؤرّخ هذه الرواية لفترة زمنيّة من سنة 1932م-1937م، أمّا سابقتها رواية صبري فأرّخت للفترة بين سنة 1914م-1929م، كما جاء في تقديم الدكتور العطشان.

أمّا مكانها فهو فلسطين من شمالها إلى غورها إلى قدسها وما بين ذلك من أماكن.

سمّى الكاتب روايته (حمّام العين)، وحمّام العين معروف في طريق الواد قرب المسجد الأقصى في القدس، وهو معطّل في هذه الأيّام. واختيار الكاتب له اسمًا وعنوانًا لروايته هو من قبيل التذكير بِمَعْلَم من معالم القدس. ولو جرى في التسمية على منوال الرواية التي سبقتها (صبري) لاختار لها اسم (عليّ)؛ فكما أنّ صبري هو بطل الرواية الأولى فإنّ عليّا هو بطل الرواية الثانية.

كشف الكاتب في روايته من حيث يدري أو لا يدري علاقة الحاجّ أمين الحسيني وراغب النشاشيبيّ بالإنجليز فهو يقول في صفحة 99-100:(تحدث الدكتور فؤاد عن أنّ المفتي، الحاجّ أمين، لا زال يحبّذ مفاوضة الإنجليز لوقف الهجرة ووقف تسريب الأراضي، وأنّه لا يفكّر باستخدام السلاح في الفترة الحاليّة كوسيلة لمقاومة الإنجليز واليهود معًا. وأخبرهم أن المعارضة وراغب بيك النشاشيبيّ بالذات، ترى أنّ تحسين علاقة العرب مع الإنجليز وكسب صداقتهم ستوصلنا إلى نيل حقوقنا واستقلالنا، وأنّ النشاشيبيّ لا يرى أيّ فائدة من مقاومتهم، لا بالسلاح ولا بالمظاهرات).

وغمز الكاتب بالإخوان المسلمين في صفحة 100 بقوله:(كان صبري يرى أن الإنجليز في مصر، وهنا في فلسطين، بدؤوا يضيقون ذرعًا بنمو الحركة الوطنية القومية، ويرون خطر التيارات القوميّة على مخططاتهم الاستعمارية، لذلك فإنه يرى أن الإنجليز ربما يدعمون تيار الإخوان المسلمين، لأنّه تيار ديني، الإنجليز يريدون أن يحاربوا الحركة القومية بالحركة الدينية ليجعلوننا ننقسم أكثر على أنفسنا ونتلهّى بصراعاتنا، فسياستهم هي "فرّق تسد" كي لا نقاوم مخططاتهم).

ركّزت الرواية على المقاومة بزعامة الشيخ عز الدين القسام، حيث كان عليّ أحد رجاله المقاومين الشجعان، فقام بعدّة أعمال ناجحة في مقاومة الإنجليز واليهود، حتى إنّه سمّى ولده الأوّل (عزّ) تيمّنًا وتخليدًا لاسم الشيخ عزّ الدين القسّام.

اشتملت الرواية على الحوار حيث استخدم الكاتب اللغة العاميّة في حواره على ألسنة أبطال روايته، كلّ حسب مكانته ووضعه الاجتماعيّ.

أمّا لغة الرواية فهي لغة سهلة مفهومة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض.

وختامًا لم تخل الرواية من أخطاء مطبعيّة ونحويّة وإملائيّة، كان بإمكان الكاتب تلافيها لو عرض روايته على أحد المختصّين قبل طباعتها.