شعب فلسطين أمام التآمر البريطاني والكيد الصهيوني

شعب فلسطين أمام

التآمر البريطاني والكيد الصهيوني

تأليف:حسني أدهم جرار                    عرض: نور زيزان

يقع هذا الكتاب القيّم في 317 صفحة من القطع الكبير وهو الكتاب الثالث من سلسلة (المعارك التاريخية على أرض الشام)، صدر عن دار الفرقان ص.ب: 921526- عمان الأردن، في 1413هـ - 1992م. وقد قسمه المؤلف إلى تسعة فصول، اعتمد المؤلف في كتابة هذا البحث على مجموعة من المصادر والمراجع، منها مذكرات الذين شاركوا في أحداث تلك الفترة.

في الفصل الأول تحدّث المؤلف عن كيفية نشأة قضية فلسطين:

- نابليون الذي فشل في اقتحام أسوار عكا في عام 1799م، وبسببه فشل المشروع الصهيوني الفرنسي، كان وعد اليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين.

- وفي عام 1897م عقد المؤتمر الصهيوني الأول في (بازل) في سويسرا تمّ فيه وضع قرارات للسيطرة على فلسطين.

- وقد وقف السلطان عبد الحميد الثاني وقفته المشهورة ضد الزحف اليهودي إلى فلسطين،

- فاتجهت الحركة الصهيونية إلى بريطانيا، فصدر وعد بلفور في عام 1917م، الذي تعهدت فيه بريطانيا بإقامة دولة لليهود في فلسطين،

- ثم جاءت معاهدة سايكس- بيكو لتعزز وعد بلفور بصك الانتداب، وليس بموافقة بريطانيا فقط، بل بقرار من أكثر من عشرين دولة.

وفي الفصل الثاني تحدث المؤلف عن مقاومة المخططات الاستعمارية-الصهيونية منذ أيام الحكم العثماني، فنشأت الحركة الوطنية الفلسطينية، والجمعية الإسلامية-المسيحية.

وعُقد عدد من الاجتماعات والمؤتمرات السياسية، منها المؤتمر العربي الفلسطيني الأول، والمؤتمر السوري العام، والمؤتمر العربي الفلسطيني الثاني فالثالث حتى السابع، ثم المؤتمر الإسلامي الذي دعا إليه مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني.

وفي الفصل الثالث من الكتاب تحدث المؤلف عن ثورة البراق عام 1929م، وعن الأسباب العامة للثورة، من أهمها:

مخططات حكومة الانتداب، وازدياد الهجرة اليهودية، وانتقال الأراضي إلى اليهود.

وقد دعا المفتي إلى عقد مؤتمر إسلامي في القدس، وقد تمخّض عنه تشكيل جمعية حراسة الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة.

وكان من أهم نتائجه نداء للمواطنين بعدم بيع أراضيهم لليهود.

وقد استفاض المؤلف في الحديث عن هذه الثورة، فتحدث عن معركة القدس، ثم عن الإضرابات في المدن الأخرى، ثم تطور الأمر وجرت معركة في الخليل، عندما سمعوا ما حدث في القدس، ثم انتقلت نار المعركة إلى صفد.

وكان الإنجليز في كل تلك المعارك إلى جانب اليهود، ثم أصدر المندوب السامي البريطاني بياناً رسمياً اتهم فيه العرب بإشعال نار الاضطرابات، ووصفهم بالقتلة والسفاحين والمتوحشين والمجرمين. ثم أخذ ينكّل بالعرب، فاعتقل مئات من الشباب، وأصدر حكماً بإعدام ثلاثة شبان هم: فؤاد حجازي، وعطا الزير، ومحمد جمجوم، وكانت ساعة إعدامهم ساعة رهيبة، بكى فيها الشعب الفلسطيني بكاء مراً، وكان موقف الشهداء الثلاثة موقفاً مشرّفاً عظيماً، فقد تسابق الثلاثة إلى حبل المشنقة وهم يكبرون.

ثم أرسلت بريطانيا لجنة (شو) للتحقيق في أسباب حوادث البراق، وعلى إثر صدور لجنة التحقيق أبدت الحكومة البريطانية رغبة في استقبال وفد عربي فلسطيني للتباحث بشأن قضية فلسطين.

ثم أصدرت بريطانيا الكتاب الأبيض الذي تضمن سياسة جديدة لفلسطين، ومع أن الزعماء العرب أبدوا تحفظات على الكتاب، إلا أنهم لم يعلنوا رفضهم له، أما اليهود فقد احتجوا بشدة على الكتاب الأبيض، فألغت بريطانيا الكتاب، وأكدت عزمها على إباحة الهجرة.

وكان من نتائج هذه الثورة أن دمرت القوات البريطانية عدة قرى، وفرضت غرامات كبيرة على السكان.

كان من نتائج هذه الثورة أن الشعب الفلسطيني قد أدرك أن الصهيونية تعتمد على الحراب البريطانية، فلابد إذاً من محاربة الاثنين معاً، وأن أسلوب الاحتجاج غير ناجع، ولابد من حمل السلاح، وثورة البراق هذه قد أثارت اهتمام المسلمين والعرب في جميع الأقطار فتوالت إمداداتهم لأهل فلسطين، قد اشتدّ الجفاء بين العرب واليهود بشكل واضح.

وفي الفصل الرابع تحدث المؤلف عن انتفاضة 1933م، وتعتبر هذه السنة من أبرز سنوات الجهاد الشعبي الفلسطيني، ومن أهم أسبابها:

انتقال الأراضي لليهود، وتسليح المنظمات اليهودية، وتدفق الهجرة اليهودية.

فخرجت المظاهرات في القدس ويافا ونابلس والخليل، واستمرت هذه الانتفاضة ستة أسابيع، ولكن الاستعمار البريطاني قمعها بعنف شديد، فهدأت البلاد نسبياً حتى قامت حركة القسام وثورة 1936م.

وكان من أهم نتائج هذه الانتفاضة:

مقاومة بيع الأراضي لليهود، والتصدي لتدفق الهجرة اليهودية للبلاد، كما ازداد تنظيم الجهاد المقدس نشاطاً، وازدادت الاصطدامات الدموية.

وفي الفصل الخامس تحدث المؤلف عن شخصية الشيخ المجاهد القائد عز الدين القسام، فهو عالم مجاهد شارك في إشعال ثورة الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي، فأصدر الفرنسيون عليه حكماً بالإعدام، فانتقل إلى سورية الجنوبية (فلسطين) ليشعل ثورة أخرى ضد الاحتلال البريطاني المتآمر مع الصهيونية العالمية.

وقد مرت ثورته بمراحل:

أولها مرحلة التنبيه إلى الخطر الصهيوني والدعوة إلى الجهاد.

وثانيها مرحلة الإعداد والتهيئة النفسية للثورة، فقد كان القسام ذا شخصية جذابة، حسن السيرة، محدثاً لبقاً، وكان بمقتضى وظائفه يتصل بسائر الشعب لا فرق بين متدين وغيره.

وأما ثالثها فكانت مرحلة اختيار العناصر الطليعية للحركة، فقد اتصف القسام بقدرة فائقة في التنظيم واختيار الأعضاء والقيادة وسبل الإمداد والتسليح، وكان للعضوية شرطان:

1-أن يقتني العضو السلاح على حسابه من خاص ماله.

2-أن يدفع اشتراكه الشهري البالغ عشرة قروش ويتبرع بما يستطيع من دخله.

ومن ثم كوّن الوحدات الجهادية، وكانت على مستوى عالٍ من التنظيم والسرية.

وأما المرحلة الرابعة فقد كانت مرحلة العمل العسكري التجريبي ضد المستعمرات اليهودية.

ومن ثم مرحلة إعلان الثورة المسلحة عام 1935م.

ثم تحدث المؤلف عن الدوافع الأساسية لخروج القسام والتعجيل بإعلان الثورة ومن أهمها:

1-ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

2-خشية القسام من اعتقاله، واعتقال النخبة التي يعتمد عليها، فتفسد جميع مخططات الثورة قبل أن تظهر للمواطنين.

3-تهريب الأسلحة لليهود سراً.

وفي أواخر عام 1935م قام الشيخ القسام بجولة في عدد من المناطق ليختار أماكن تصلح منطلقاً للثورة، وبعد هذه الاستعدادات استقال القسام من رئاسة جمعية الشبان المسلمين بحيفا، واجتمع مع قادة حركته، وكان قرار بدء الثورة، وتبعه الأمر القيادي الأول:

-ليتوجّه كل إلى أهله، يستودعهم الله ويعاهدهم على اللقاء في الجنة.

ثم خرج القسام وصحبه، وكانوا ينوون أن يحتلوا حيفا أكبر ميناء فلسطيني، بقصد إحراز مكسب عسكري كبير، ليكون حافزاً للجماهير للالتحاق بالثورة، ثم لإرهاب السلطات البريطانية والصهيونية.

ولكنهم فوجئوا بحادث كشف أمرهم، فانتقل القسام إلى خربة الشيخ زيد قرب يعبد، ولكن البوليس الإنجليزي استطاع أن يكتشف مكانهم، وأنهم مختبئون في أحراش يعبد، فانتقلت قوة هائلة من الشرطة، وحاصرت المكان، وجرت معركة حامية الوطيس ، استبسل فيها القسام وصحبه حتى آخر رمق من حياتهم.

انجلت المعركة عن استشهاد القسام وثلاثة آخرين، وأسر القسم الآخر، وقد قام قائد قوات البوليس بإهانة جثة الشهيد القسام، وداس على رقبته.

وقتل الشرطي (ج.ر.س.موت) وجُرح آخر، وتعود قلة خسائر الإنجليز إلى إصرار القسام وجماعته على عدم إطلاق النار باتجاه الشرطة العرب، الذين أوهمهم الإنجليز أنهم يحاربون لصوصاً وقتلة، وكان توجيه بنادق القسام وإخوانه نحو الإنجليز فقط، الذين أخذوا مواقع خلفية لهم.

وقد كانت معركة يعبد أول مواجهة مسلحة بين العرب وبين الإنجليز منذ بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين، ولم تتوقف حركة القسام باستشهاده، بل لعل حادث الاستشهاد أدى إلى ما كان يتمناه الرجل ويسعى إليه من إيجاد عمل جهادي في فلسطين امتد من بلد إلى بلد، وانتقل من جيل إلى جيل، فقد كان عدد أعضاء تنظيم القسام ثلاث مئة مجاهد، وبعد استشهاده ارتفع العدد إلى أضعافهم.

وفي الفصل السادس تحدث المؤلف عن الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م-1939م.

فتحدث عن الأسباب التي أدت إلى الثورة، ومنها:

1-نقمة العرب على بريطانيا المحتلة، وتبنّيها لسياسة وعد بلفور.

2-استفحال تدفق الهجرة اليهودية على فلسطين، وازدياد خطر استيلاء اليهود بشتى الوسائل على الأراضي، وتهريب الأسلحة إلى فلسطين، بالإضافة إلى إنشاء تشكيلات ومنظمات عسكرية وإرهابية بمساعدة بريطانية.

وغيرها من الأسباب. فأدى ذلك إلى ظهور المنظمات الجهادية، وفي مقدمتها منظمة القسام ومنظمة الجهاد المقدس التي أسسها سماحة المفتي أمين الحسيني.

ثم تحدث المؤلف عن أهداف هذه الثورة وعناصرها من داخل فلسطين ومن خارجها، من مصر وسورية والعراق ولبنان، وذكر أسماء معظمهم.وقد اعتمد تمويل الثورة على الشعب الفلسطيني، وعلى التبرعات التي قدمتها الدول العربية والإسلامية.

وتكوّنت أسلحتهم من خليط عجيب ومتنوع من البنادق والمسدسات من الطراز القديم، وقد كان لذلك أكبر الأثر في إبقاء معظم عمليات المجاهدين مقتصرة على الكمائن والغارات والقنص، وكان القسم الأكبر من الأسلحة تمّ الحصول عليه من مخلّفات القوات التركية المنسحبة أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما تمّ تهريبه من الأردن وسورية ولبنان ومصر، أما الذخيرة فقد كانت مستودعات الجيش البريطاني والشرطة مصدرها الرئيسي، وقاموا أيضاً بتصنيع قنابل يدوية وألغام.

وفي الفصل السابع تحدث المؤلف عن المرحلة الأولى من الثورة وهي مرحلة التخطيط والإضراب العام الذي استمرّ ستة أشهر والذي يُعتبر صفحة خالدة من صفحات الجهاد في فلسطين، وكان إضراباً شعبياً عاماً وشاملاً لجميع مرافق البلاد لم تعرف له فلسطين مثيلاً من قبل، مما اضطر زعماء الأحزاب السياسية إلى تبني الأمر الواقع بالعدول عن إرسال الوفد إلى لندن.

وقد بدأ الإضراب في يافا، ثم شمل البلاد كلها، وأصبح يشرف عليه نظام دقيق: لجان قومية، ولجان إسعاف، ولجان مقاطعة، ولجان إضراب.

وأخذ الخطباء في المساجد يدعون إلى مزيد من المقاومة، وحمل السلاح، فبدأت العمليات العسكرية، وبمناسبة مرور مئة يوم على إعلان الإضراب وقعت في جميع أنحاء فلسطين معارك عنيفة، وعندما شعرت الحكومة بعجزها عن وقف الثورة وإنهاء الإضراب، لجأت إلى المراوغة، ولكنها فشلت.

ثم ذكر المؤلف بشيء من التفصيل المعارك الهامة في هذه المرحلة، ومن ثم توقف الإضراب بعد ستة أشهر، بعد أن لجأت بريطانيا إلى الوسائل السياسية التي هي أحياناً أخطر من الوسائل العسكرية في إجهاض الثورات وإخمادها.

وفي الفصل الثامن وضح المؤلف مرحلة الصراع السياسي، بعد صدور بيان الملوك والأمراء العرب، والدعوة إلى وقف الأعمال القتالية، ثم وقف الثورة وفك الإضراب.

ووصلت اللجنة الملكية (لجنة بيل) إلى فلسطين، وأصدرت اقتراحاً يُنهي الانتداب القائم، تمهيداً لتقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق ، لبريطانيا حصة الأسد ، وللدولة اليهودية أجود الأراضي الساحلية، وأما ما تبقى من فلسطين فيُعطى للدولة العربية، ولتحقيق التقسيم يجب أن يجري تبادل السكان بين المنطقتين العربية والعبرية، وفي حالة التطبيق يتضح أنه لن يكون سوى عملية إجلاء للعرب فقط عن أراضيهم وبيوتهم، مقابل عدد ضئيل من اليهود الذين سيرحّلون. فرفض العرب بشدة إقامة دولة يهودية فوق أرض فلسطين العربية.

فاندلعت العمليات العسكرية من جديد وبشكل أقوى بعد أن خبر الفلسطينيون مكر بريطانيا، فقامت بريطانيا بنشاطات مضادة للثورة، ومن أخطرها تمكنها من شق الصف العربي الداخلي، قبل استئناف الثورة في أواخر عام 1937م، فقد وافق حزب الدفاع الذي كان فخري النشاشيبي أنشط قادته على خلاف مع الحزب العربي الفلسطيني، وباقي الأحزاب قبل إعلان قرار التقسيم، وافقوا على قرار وقف الإضراب، ومن ثم قرار التقسيم.

وعملت بريطانيا على عزل الثورة عن محيطها العربي. وعلى تخريب الثورة من الداخل، من نشر أخبار ملفّقة وشنّ حرب نفسية للتشكيك في القيادة الفلسطينية.

ثم حاولت الحكومة اعتقال رئيس وأعضاء اللجنة العربية العليا فلم تستطع الوصول إلى الحرم الشريف، فحاصرت الحرم وشددت الرقابة عليه، ولكن المفتي تمكن من الهرب إلى بيروت، ولكنها ألقت القبض على أربعة من أعضاء اللجنة، بينما تمكن الآخرون من الهرب إلى لبنان.

وقد استطاع المفتي، رغم المراقبة الشديدة التي فرضها عليه الفرنسيون في لبنان، أن ينشر بياناً في الصحف العربية أكد فيه رفضه لمشروع التقسيم، ودعا الشعب الفلسطيني إلى المقاومة، فاستؤنفت الثورة من جديد ودخلت مرحلتها الثالثة.

وفي الفصل التاسع تحدث المؤلف عن هذه المرحلة التي تميزت بالحقائق التالية:

1-لم تعد القدس المركز الرئيس للقيادة الوطنية، بل انتقلت إلى بيروت.

2-اقتصرت أعمال الجهاد على الفلسطينيين أنفسهم.

3-لم يضرب الشعب الفلسطيني كما أضرب في المرحلة الأولى للثورة.

4-حدثت تطورات سياسية هامة على المستوى الدولي أو في المجال العربي والإسلامي

ثم ذكر المؤلف بشيء من التفصيل أحداث الثورة لتميزها وقوتها، فقد روى المعاصرون لتلك الثورة أحداثاً لا تكاد تتكرر في غيرها من الثورات.

فذكر بعض المعارك الهامة وكيفية استرداد بعض المدن.

إلى أن وصل إلى انحسار الثورة ونهايتها عام 1939 بسبب عوامل كثيرة منها:

1-   تدهور الأوضاع في أوروبا نحو الحرب العالمية.

2-الإجراءات العسكرية الإرهابية في جميع أنحاء فلسطين.

3-عزل الثورة عن محيطها العربي.

4-إنهاك شعب فلسطين.

5-ضرب القيادة الفلسطينية.

6-النشاطات السياسية البريطانية.

وقد حققت هذه الثورة نتائج مهمة من أبرزها: طي مشروع التقسيم، وأحالت قضية فلسطين إلى قضية عربية وقضية إسلامية، وكشفت القيادات المحلية المتخاذلة والأنظمة العربية التي تدخلت في قضية فلسطين، وأسهمت في إجهاض الثورة، وكشف كثيراً من الأخطاء التي كان لابد أن يتفادوها.

وتكشف هذه الثورة عن شجاعة منقطعة النظير، واستبسال هائل لقضيتها العادلة، وهذا ما دفع الزعيم الألماني (هتلر) ليستشهد بجهادهم ويبدي كل الإعجاب بكفاحهم وبسالتهم، فقال في بيان رسمي وجهه في الإذاعة:

-اتخذوا بألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم، إنهم يكافحون إنجلترا أكبر إمبراطورية في العالم، واليهودية العالمية معاً، ببسالة خارقة وليس لهم في الدنيا نصير.

لقد كان كتاباً متميزاً لشموله قضية فلسطين من عام 1920 إلى عام 1939م.

وقد كان بحثاً صادقاً يخلو من التشويه والتحريف، وقد اعتمد في بحثه على مجموعة من المصادر والمراجع التي وثّق كتابه بها من أهمها:

-كتب المؤرخين الذين عاصروا تلك الفترة وكتبوا الكثير من أحداثها اليومية.

-مذكرات الذين شاركوا في أحداث تلك الفترة.

-مجموعة من كتب المؤرخين المعاصرين العرب والأجانب.

-مجموعة من الصحف والمجلات العربية والأجنبية.

وكان أسلوب الكاتب ممتعاً شيّقاً منطقياً واضحاً يشدّ القارئ إليه ولا يكاد يتركه، ويجب ألا تخلو مكتبتنا من هذا الكتاب، لأنه شاهد إثبات على أن أجدادنا لم يتوانوا أبداً في استرداد حقوقهم في فلسطين كما كان يتبادر أحياناً إلى أذهان بعضنا، ويعطينا دفعة إلى الأمام كي لا نسكت عن حقنا، ويكون ذلك بقوة السلاح لا بالمفاوضات والمباحثات التي قصمت ظهر ثورات شجاعة.