فاعلية الرمز الديني

تأليف: صالح كامل  

عن دار الحداثة، صدر كتاب “الشعر والدين – فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي” للدكتور كامل فرحان صالح، وهو في الأساس أطروحة نال عليها المؤلف شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها.

الكتاب في مقدمة وثلاثة أبواب وخلاصة.

الباب الأول تحت عنوان “الشعر والدين”، وفيه مدخل وفصلان.

الفصل الأول يتناول الدين والشعر في “المجتمع العربي القديم، ومن عناوينه: الوثنية، والحنفية والشعر في الكتاب المقدس والقرآن.

أما الفصل الثاني فيعرض الرموز الدينية في الشعر العربي، سواء في اليهودية أو في النصرانية/ المسيحية، أو في الإسلام.

الباب الثاني تحت عنوان: “الهوية – الغرب والشعر”. في فصله الأول يدرس النظرة السلفية للتجديد في الشعر العربي، من حيث الموقف من الحداثة الشعرية ومن الغرب.

في فصله الثاني يقف أمام المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي الحديث، فيدرس إليوت في “الأرض الخراب”، ونتاج كل من بدر شاكر السياب ويوسف الخال وخليل حاوي.

ثم يتناول ظاهرة مجلة “الشعر”.

الباب الثالث تحت عنوان “فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي الحديث” ويتناول في التمهيد معنى الرمز والأسطورة، ليدرس في الفصل الأول علاقة الأسطورة بالدين والشعر، وفي الفصل الثاني الدين والشعر العربي في رموز المسيح والشاعر – المسيح، إضافة إلى الأبعاد والرموز الدينية (الخبز – العشاء الأخير – مريم العذراء – لعازار – هوذا – الماء – الأنبياء.

ويختم الكتاب بفصل تحت عنوان: النص من الإلهي إلى الإنساني.

جاء في مقدمة الكتاب:

عندما أراد الشعراء العرب المعاصرون التعبير عن أزمة ما تعصف بمجتمعاتهم أو بكيانهم، اختار قسم منهم، أن يتكىء على بعد ديني مقدس في شعره، ليطل من خلاله على ما يريد قوله، موظفاً لذلك لفظة تحسب على هذا النص الديني أو رمزاً ينسب إليه أو إحالة تجد مساحتها الخصبة فيه ومنه.

1- أن ركون الشعراء العرب المعاصرين للنص الديني المقدس، حضر بعمق، ليعبر عن

قلق وجودي إنساني مجتمعي يعيشه الشاعر بكيانه كله، فالشاعر خليل حاوي على سبيل المثال، كتب قصيدته لعازر 1962، عندما أراد إعلان رفضه، والتعبير عن حال الإحباط، التي يشعر بها هو والمجتمع العربي كله، بسبب الانفصال بين مصر وسوريا.

كذلك لجأ الشاعر بدر شاكر السياب إلى قناع السيد المسيح، ليكتب قصيدته: المسيح بعد الصلب، عندما أراد التعبير عن قلقه مما يتخبط به الواقع العربي عامة والعراقي خاصة، ولم يبتعد الشعراء أمثال أدونيس ويوسف الخال وإنسي الحاج وأمل دنقل وعبد الوهاب البياتي ومحمد الماغوط عن ذلك المسار، حيث اخذ كل واحد منهم من “التربة” الدينية ما يتناسب وزرعه، أي قصيدته، موظفاً رمزاً دينياً يشق من خلاله حجب مشاعره ورؤاه وهواجسه ويأسه ومأزقه الوجودي.

هذا الأخذ من النص الديني المقدس، لم يكن وليد هؤلاء الشعراء آنذاك، إنما تتناثر جذوره عميقاً في التاريخ العربي والعالمي على السواء، إذ كان الشعر يتلبس الدين للخروج إلى مساحات أوسع من الواقع المباشر إلى مسافة تمتد بين الأرض والسماء، كما أن الدين كان يجد حضوره الخصب أحياناً، في التعبير الشعري.

أمام هذه العلاقة التشابكية بين الشعر والدين، شرعت العمل في هذا البحث، محاولاً رصد هذا الحضور الإبداعي، وتلمسه، عبر نماذج من الشعر العربي عامة والحديث خاصة، واقفاً على آفاقه الرحبة والغنية والملتبسة.