لقاء المؤمنين الجزء الأول "القواعد و الأسس "

د.عدنان رضا النحوي

لقاء المؤمنين

الجزء الأول " القواعد والأسس"

الدكتور عدنان علي رضا النحوي

لقاء المؤمنين لقاء تذوب فيه العصبية والإقليمية والقومية . تموت فيه الجاهلية وأهواؤها ، والظلم وعواصفه ، والشرك وفجوره ، والرذيلة وآثامها .

لقاء تجتمع فيه الأجناس والألوان ، والقلوب والأفكار ، والعواطف والآمال، تلتقي هذه كلها على صراط مستقيم ، ونهج قويم ، وهدف كريم . تلتقي هذه كلها على منهاج الله ليجمعها أمة واحدة ، قوة واحدة ، لا يجمعها صنم مهما كان ذلك الصنم ، ولا شعار عابر مستعار ، ولا هوى ثائرة تائه ، ولا طائفة غرّها الفرح الخادع ، والجهل القاتل .

       هنا في لقاء تهدأ النفوس ، وتطمئن على إشراقة آية وحديث ، وقوة نهج كريم ، وعزة سلطان أمين ، وحبل من الله متين ، وأخوة وموالاة ، وصبر ومعاناة، وقربى رحم ، وجوار موصول وروابط مشدودة .

       هذا اللقاء يجمع العمل الإسلامي وتاريخه الطويل ، وزاد تجاربه وخبرته ومواهبه ،

       ذلك : لأن العمل الإسلامي يحمل في تاريخه الطويل زاداً عظيماً من الخبرة والتجربة ، سواء في مراحل القوة والنماء ، ومراحل الضعف  والوهن . فلقد تعددت التجارب والمحاولات في مسيرة طويلة بعد انقطاع الوحي ، وانتقال محمد صلى الله عليه وسلّم  إلى الرفيق الأعلى ، وظهرت من خلال تلك التجارب عيوب وأخطاء . ولكن الجهود لم تنهض لتجمع هذه المسيرة في دراسة إيمانية واعية ، تضع تجربة جيل في خدمة جيل آخر . ولم يتطور العمل إلى قواعد منهجية تساعد على تجنب الزلل والخطأ ، وتنأى به عن التعثر والانحراف .

ولكن القرآن الكريم عرض الدعوة الإسلامية منذ أول ظهورها حتى لحظة انقطاع الوحي ، عرضاً ربانياً متميزاً ، يقدم للبشرية كلها زاداً عظيماً ، يبرز من خلال عرضه : القوة والضعف ، والخطأ والصواب ، والزلل والنهوض ، والانحراف والاستقامة ، ويبين بركة التجربة ، وخير المسيرة الطويلة ونمو الدعوة . ويصوغها زاداً بعد زادٍ ، يقدمه للأجيال ، جيلاً بعد جيل ، حتى تنمو التجربة ، وتزداد الخبرة وتتجمع القوة .

وأول ما يجب الحرص عليه من خلال هذه المسيرة ، وخلال هذا اللقاء ، وخلال المحاولة والتجربة ، وأول ما يجب الالتفات إليه ، هو أن يكون منهاج الله ـ قرآناً وسنة ولغة عربية ـ مصدر الفكر والتصور ، والإيمان والعقيدة ، ومصدر العمل ، وميزان الأمور

       يقع الجزء الأول من كتاب لقاء المؤمنين في (140) صفحة ،هذا الجزء الذي يبين ويدرس الأسس والقواعد العامة للقاء المؤمنين  .

تم تقسيمه إلى بابين، الباب الأول بعنوان : " طبيعة لقاء المؤمنين وخصائصه " ونعرض رابطة اللقاء ، وخصائص لقاء المؤمنين ، و هي : الإيمان، لقاء علم وعمل ، لقاء ممتد في الأرض والزمن ، لقاء نهج وتخطيط وغاية وهدف ، العهد والميثاق ، الولاء ، لقاء يمثل أمة واحدة ودعوة واحدة .

أما الباب الثاني فيأتي بعنوان : الإيمان والعهد ، ونتناول بالتفصيل :

العقيدة والتوحيد ، الدراسة والتدبر ، دراسة الواقع  وفهمه ، الممارسة والتطبيق : ( العمل الصالح ) مع واقعنا اليوم ، النهج ، أسباب القوة ، أول الواجبات ، ثم العهد في فصل مستقل .