النظرية العامة للدعوة الإسلامية نهج الدعوة و خطة التربية و البناء
النظرية العامة للدعوة الإسلامية :
نهج الدعوة وخطة التربية والبناء
|
الدكتور عدنان علي رضا النحوي |
إن هذا الكتاب الذي يقع في (376) صفحة من الحجم الكبير ، يعرض النظرية العامة للدعوة الإسلامية ونهجها ، ويدرس عناصرها عنصراً عنصراً ، بعد أن دُرستْ أجزاؤها الأخرى في كتب أخرى . فيجيء هذا الكتاب لينضمَّ إلى سائر الكتب لتكوِّن كلها معاً التصوّر المتكامل المتناسق للنظرية العامة للدعوة الإسلامية ولنهجها العام الممتدّ بميادينه وساحاته .
تستغرق موضوعات الكتاب تسعة أبواب ، تشمل معظم الأبواب فصولاً تغطي موضوعاته . ولقد وسّعنا باب " التدريب على الممارسة الإيمانية " والنهج والتخطيط له ، بإدخال دراسة عن الخطة اليومية للمسلم والخطة الأسبوعية والخطة السنوية . وقد قدمنا كذلك دراسة موسّعة للتدريب الفوري والتدريب المرحلي مع نماذج للتطبيق العملي وجداول لها .
ومن خلال الأبواب والفصول أخذنا عناصر التنفيذ عنصراً عنصراً في دراسة موسعة نسبيّاً . أما بالنسبة للقاعدة الصلبة والركنين الرئيسين والمشكلات الأربع الكبرى ، فقد كانت لهما دراسات موسعة في كتب أخرى من كتب الدعوة .
إن هذا الكتاب يأتي جزءً من نهج محدد تعرضه " كتب الدعوة " المنهجية التي نقدمها .إننا نعرضها نهجاً جديداً للعمل الإسلامي ، نعرضها من خلال النظرية والتطبيق . ونؤمن أن هذا النهج يصلح للفرد والجماعة والأمة ، والحلقات والمعاهد والمؤسسات . إنه ينطلق من مسؤولية الفرد المسلم لبناء مسؤولية البيت والمؤسسات ، ومسؤولية الجماعة والأمة كلها .
إنَّ هذا الكتاب منهجيّ جادّ ، يحتاج إلى دراسة جادة عميقة ، وإعادة الدراسة ، كما يدرس أيّ كتاب مقرر في المعاهد والمؤسسات . ولا يحتاج إلى هذه الدراسة الجادة فقط ، ولكن دراسته يجب أن تكون ملازمة للدراسة المنهجية للمنهاج الرباني ـ قرآناً وسنّة ولغة عربية ـ فدراسة منهاج الله هي الأساس الذي تُبْنى عليه كلّ دراسة بعد ذلك . وسيفقد هذا الكتاب ، كما يفقد غيره من كتب الدعوة ، كثيراً من فائدته إذا لم تقم دراسته على أساس من دراسة منهاج الله دراسة منهجيّة صحبة عمر وحياة ، بالشروط التي نبسطها في كتب الدعوة .
إنّ من أهداف هذا المنهج أن يعود المسلم ليرتبط بمنهاج الله ارتباطاً منهجياً عملياً ميسّراً لا يتوقف . ومن أجل تحقيق ذلك لا بدّ أن يتحقق في القلب صفاء الإيمان والتوحيد وقوتهما ، ليدفعا المسلم دفعاً إلى المنهاج الرباني . إذن نهدف بصورة عامة إلى أن ندعو " الإنسان " إلى أن يرتبط بعهده وميثاقه مع الله أولاً ، إلى قضيّة الإيمان والتوحيد . فإذا صدقت هذه الخطوة سهل ارتباط الإنسان بمنهاج الله . فإذا صدقت هاتان الخطوتان سهل على المسلم أن يعرف مسؤولياته من منهاج الله ، وأن يعرف التكاليف المنوطة به منه ، والتي تكوّن محور الأمانة التي يحملها في هذه الحياة الدنيا ، ومحور الخلافة والعبادة والعمارة ، من خلال الابتلاء والتمحيص الذي كتبه الله على بني آدم كلهم .
إننا نقدم بهذا الكتاب وبسائر كتب الدعوة النهج الجديد الذي نؤمن به في ميدان العمل الإسلامي ، ننصح به لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة المسلمين وعامتهم. فإن أصبنا بشيء فذلك من فضل الله وحده ، فله الحمد كله ، وله الأمر كله ، وإن أخطأنا فبما كسبت أيدينا ، نتوب إلى الله ونستغفره ونستعينه .