المفهوم الحقيقي لكلمة مسلم

المفهوم الحقيقي لكلمة مسلم

عندما تأخذ الكلمات معاني غير المعاني التي وُضعت لها؛ تختل المفاهيم وتضطرب القيم التي تبنى على تلك المفاهيم، وتتغير سمة المجتمع الذي تغيّرت قيمه!.. هذه قاعدة اجتماعية تنساق على كل الأمم والحضارات، والأمة الإسلامية من بينها.. ولا عودة لأمة، إن كانت تريد العودة، إلى ما كانت عليه من مجد سالف، أو موقع رائد بين الأمم، إلا بالعودة إلى المفاهيم الحقيقية التي بنت عليها مجدها وموقعها الحضاري القديمين..

الإمام أبو الأعلى المودودي  رحمه الله يقف عند أهم وأخطر  مفهومين بنيت عليهما الحضارة الإسلامية السابقة ، ويناقش كيف تغير فهم الناس لهما وكيف تغيرت أحوال الأمة الإسلامية جراء هذا التغير في الفهم.. إن إساس الحضارة الإسلامية هو كلمة "الإسلام"، وباني تلك الحضارة هو "المسلم"، فما الذي طرأ على هاتين الكلمتين حتى طرأ على الأمة كلها ما طرأ؟!

كلمة "مسلم " ، أصبحت ، كما يراها المودودي رحمه الله، وكما هي عليه حقيقة، غير كلمة "مسلم" التي غيرت مجرى التاريخ البشري خلال ربع قرن من الزمن .. أدرك "المسلم" سابقاً أن الذي تنحني له الرقاب، ولا تنحني لغيره أبداً، هو الله سبحانه،  فانحنى له وحده، فغيّر الدنيا بهذا الفهم.. أما اليوم؟!!

وكلمة  "إسلام" لم تعد كذلك.. كان "الإسلام" يعني أن أوامر الله هي التي  يجب أن تضبط حركات الحياة وسكناتها، فقامت على هذا الضبط حضارة أذهلت الأمم.. فما الذي تغير من معاني كلمة " الإسلام" في أذهان الناس حتى أصبح المسلمون في آخر الركب؟!

إنه كتيّب صغير الحجم ، لا يزيد عدد صفحاته على ست عشرة صفحة من القطع الصغير، ولكنه من الأهمية بحيث ننصح قارئنا الكريم بتمعن كل كلمة فيه.. ولن يأخذ ذلك من وقته ولا من جهده شيئاً كثيراً.