موسوعة الزاد للعلوم والتكنولوجيا

عبد الله الطنطاوي

موسوعة الزاد للعلوم والتكنولوجيا

بقلم" عبد الله الطنطاوي

[email protected]

وصف بعض الباحثين هذا العصر بأنه عصر الموسوعات، فقد كثرت الموسوعات كثرة كبيرة في سائر اللغات، ومنها اللغة العربية، وأقبل الناس على اقتنائها، بحيث لم تعد مكتبة المثقف العادي تخلو من كتاب مرجعي، يضمّ مجموعة العلوم والفنون وجملة المعارف، وتاريخها، وتطورها، وأثرها في سير الحضارات الإنسانية، إذ لن تتأتى ترقية القدرات العقلية، وتنمية الذوق السليم، وتدريب الملكات البشرية، إلا باتباع أسلوب منهجي في التفكير، وهذا يحتاج إلى منظومة مرجعية تعالج مختلف فروع المعرفة، وآخر ما توصلت إليه العلوم والفنون، مصنّفة، ومرتّبة، ومبوبة.

وقد وجد القائمون على موسوعة الزاد، أن تقاطع خطوط العمل التعليمي، وتعدد الزوايا المعرفية، وتسليط الضوء على الموضوع، من حيث هو وحدة موضوعية ذات تشعّبات وتداخلات في أكثر من حقل من حقول الحياة، يحقق مبدأ الثقافة المتكاملة، ويشيع المعرفة، ويعمق منهجيّة التفكير والبحث العلمي، فاعتمدوا في تصنيف هذه الموسوعة، على الأمور التالية:

1 - التصنيف الموضوعي، لأنه أساس العمل الموسوعي.

2 - تكامل المدارس الفكرية: لأنه يحقق مبدأ المعالجة الموضوعية الشاملة.

3 - ردم الهوّة بين النظرية والتطبيق، لأنه ينقل المثقف من حالة انعدام الوزن الاجتماعي، إلى تحقيق الذات، ومن البحث عن مرتبة، إلى البحث عن دور إنتاجيّ فعّال.

4 – التقنيات الحديثة، والإعلام الجماهيري، لأن هذا أساس التعليم المستمر. إنهم يرون أن دور المقالات المدبجة، والكتابات المزخرفة قد انتهى، وجاء دور العبارات الدلالية، وتقنيات النشر والإيصال، بما يساير التطور الحسّيّ العام:

فمن النص المقروء، إلى الوسائل السمعية والبصرية، ثم اللغوية البصرية.

ومن الصورة الجامدة، إلى المشهد الحي.

ومن تربية الذاكرة الاستظهارية، إلى تنمية الذاكرة البصرية والشفوية.

ومن الإلقاء والتلقي، إلى التفاعلية في الأخذ والعطاء، وربط المعلومة المجردة، بالاستخدام اليومي، وبتطبيقاتها في حياة الفرد ومحيطه.

هذه الموسوعة، في الأصل موسوعة سويدية، ترجمت إلى تسع لغات، وقامت مؤسسة الزاد في جدة بتعريبها عام 1995 وأبرزت تطبيقاتها بعض جوانب المجتمع العربي الإسلامي، فأغنتها بتاريخ أمتنا، ومناراتها الحضارية، وأعلام رجالها، بحيث غدت وكأنها موسوعة عربية، وقام بهذا الإغناء عدد من الأكاديميين والمتخصصين، وبذلك سدّوا ثغرة مهمة في جسم هذا العمل الموسوعي الكبير.

وممن شارك في هذا العمل من الأساتذة الباحثين: أكرم العمري- إبراهيم البلوشي- سعد غراب- سليمان العايد- عبد الله الطنطاوي- عماد الدين خليل- محسن عبد الحميد- محمد العربي الخطابي- محمد عبد الله السمان- وسواهم.

جاءت موسوعة الزاد في 18 جزءاً كبيراً ضمت حوالي أربعة آلاف صفحة، و 12500 صورة، و250 موضوعاً، وست ساعات فيديو، وطبعت في مطابع ديداكو في برشلونة (إسبانيا) طباعة ملوّنة فاخرة، وبتجليد فاخر مذهّب، وورق ممتاز، بقياس 25 × 17.5سم.

ومن موضوعاتها الأدبية والفنية وما يمتّ إليها: الأبجدية –الأدب- السينما- اللغة- المسرح- الطباعة- الصحف- النحت- الرسم- التصوير.

ومن موضوعاتها في الأديان والتاريخ: أديان قبل الإسلام- اليهودية- المسيحية- الإسلام- حضارة ما بين النهرين- مصر- الصين- اليابان- روما- اليونان- الهند- الفلسفة الاشتراكية- الثورة الفرنسية- عصر النهضة- القومية..

وتحدّثت الموسوعة عن التلفزيون، والإشعاع، والطاقة، والكمبيوتر، والكهرباء، والمغناطيس، والإلكترونيات..

وتحدثت عن الطب، والأسنان، والتناسل، والسمع، والكلى، والهضم، والوراثة..

وتحدثت عن الطيران، والملاحة الفضائية، والإبحار، والسيارات، والمحركات.

وتحدثت عن الزراعة، والأزهار، والأشجار، والحراجة، والحبوب، والتوابل.

وتحدثت عن الأرض، والجسور، والأنفاق، والصحارى، والخرائط، والعمارة.

وتحدثت عن الفلك، والشمس، والكواكب، والنجوم، والقمر.

وتحدثت عن الحيوانات بأنواعها: الثدييات، الثعابين، الخيول، الحشرات، الدواجن..

إلى آخر ما هنالك من موضوعات يحتاج إليها القارئ العادي، والمثقف، والباحث.

وقد قام بالترجمة والإشراف العام على الموسوعة، الدكتور بهيج ملاّ حويش، وراجعها الأستاذ سليم عبد القادر.