رسائل من نفاقستان (أرض النفاق) لإبراهيم عبده
القصة عبارة عن مجموعة رسائل من الأدب السياسي الساخر، وقد اعتمد المؤلف في إبراز الحقائق على الجمع بين الجد والهزل، فيما يسمى بالألم الضاحك أو الضحك الحزين، وهو تصوير لمعاناة استمرت عشرين عاماً! عبر عنها المؤلف الذي يقيم في (نفاقستان) برسائل وجهها إلى صديقة المقيم في (شقاقستان) أرض الشقاق! فصور الأذى الذي لحق بالوطن والمواطن، والميكافيلية الحديثة متمثلة في أشخاص ووقائع من التاريخ القريب، كما صور بدقة نفاق الأتباع والمحاسيب، والأمة حين تفقد الموازين الصحيحة فتحسب الأقزام عمالقة، والسواقي بحاراً ممتدة واسعة! وكشف زيف الثورات التي تغرق شعوبها بالقوانين والمراسيم، وتصرف المواطن عن المعنويات والروحانيات بإقامة النصب والتماثيل والنافورات المضيئة.
وتحدث عن الهزائم التي تسمى انتصارات! والنكبات التي تدعى عثرات! وعن إلغاء تاريخ الأمة الطويل، واعتبار بدئه من تسلم الحاكم الذي أطلق عليه اسم (المير)، وعن فساد الذمم وسوء التدبير، وتعرض العدالة لعسف الحاكم وغروره، ونفاق الصحفيين، وتضخيم المنجزات بشكل يتعارض مع أبسط قواعد النظر والعقل! وعن الجماهير التي استمرأت هضم حقوقها الإنسانية، فهي تطالب بالمواد التموينية، وتتناسى حرمانها من حرية القول والتعبير، وتغفل عن آلاف المعتقلين!
عرضت هذه الرسائل لأحداث عشرين عاماً، فقدت الجماهير فيها وعيها، وقامت بكشف الحقائق بلغة عالية، وتعابير رفيعة المستوى، وأسلوب جذاب يستشعر القارئ من خلاله معاناة الإنسان المثقف حين يتحكم في حياته الأغبياء والجهلة. وقد اعتمد على تحليل النفسيات وكشف عقدها، بأسلوب نقدي يتناول الأشخاص والوقائع. وجاءت هذه الرسائل لتفضح خفايا الأنظمة الجبرية التي تسحق الإنسان وتلغي تفكيره.
وسوم: العدد 673