مالكوم إكس والثورة الجزائرية
كتاب " مالكوم إكس ، سيرة ذاتية "، للأستاذ اليكس هالي، ترجمة ليلى أبو زيد، بيسان للنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 2000، من 362 صفحة، يتحدث فيه عن حياته الشخصية، ورحلته، وعلاقته بساسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض قادة العرب وإفريقيا، وتأثره الشديد بما رآه ولمسه في الدول العربية، ويعطي صورة قاتمة صادقة عن مستوى العنصرية التي بلغتها الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف الستينات فقط، ومما جاء في الكتاب..
تحدث في الفصل الثامن عشر ، ابتداء من صفحة 263، عن رحلته في منتصف الستينات لبعض الدول العربية منها الجزائر، وبعض الدول الإفريقية، وفرحته الشديدة جدا بلقاءه بالمجتمع الإفريقي وقادته حتى أنه قال، إن أفضل هدية تلقيتها من إفريقيا هي لقاءه بنكروما.
وتمثلت مهمته وهو يزور إفريقيا وبعض الدول العربية، في عرض الصورة القبيحة والحقيقية التي يعيشها الأمريكي الأسود، من عنصرية واضطهاد وتعرضه لكل ألوان الإهانة والإذلال، ويعطي لذلك أمثلة. ويطلب العون والمدد من الدول الإفريقية لمحاربة التمييز العنصري الذي يعانيه الأسود الأمريكي، ويطالب بشدة التعاون في إطار ما يسميه الأفرو أمريكي.
ويتحدث أيضا عن النفاق الأمريكي، الذي يتظاهر أمام الأفارقة بأنه معهم ويناصرهم ، وهو في الحقيقة يستغل خيراتهم الطبيعية أبشع إستغلال.
ويقول للأفارقة، إن الأمريكيين الذين يتوددون إليكم الآن، هم أنفسهم الذين يمارسون أبشع أنواع التمييز ضد إخوانكم السود في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول لهم، وأنتم تتحدثون عن الميز العنصري في جنوب إفريقيا، تحدثوا عن التمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية، وحاربوه بشدة.
والخلاصة أنه يعرض على الأفارقة التمييز العنصري الذي يعيشه الأمريكي على يد الأمريكي، ويطلب منهم مساعدة الأمريكيين السود للتحرر من العبودية والتمييز العنصري، والرفع عن كاهله كل أشكال الذل والهوان.
أريد أن أقول من خلال هذه الإطلالة، أن الأمريكي الذي عانى من العنصرية مدة 400 عام، والأحداث العنصرية التي تطرق إليها صاحب الكتاب تعود لسنة 1964، أي بعد نصف قرن ، حين كانوا يترجون الأفارقة لإزالة الميز العنصري، يصبح للولايات المتحدة الأمريكية..
رئيسا أسودا، وكان لها وزيرة خارجية سوداء، ووزير دفاع أسود، ومندوبة لدى الأمم المتحدة الأمريكية سوداء، ومرشحة للرئاسيات بدعم من رئيسها الأسود.
فماذا إذن عن العرب بعد 15 قرنا؟.. هل فيهم أسود يحكم؟. وأسود يقاضي؟. وأسود يؤم الناس؟. وأسود سفير؟. وأسود وزير؟.. وهم أمة طغت عليها والسمرة السواد.
وصف مالكوم إكس الجزائريين حين زار الجزائر، في صفحة 278، وبتاريخ 19 ماي 1964 .. " كان الجزائريون ثوريين حقا عايشوا الموت عن قرب فلم يعودوا يرهبونه.
وقال في صفحة 284، وهو يفتخر بالثورة الجزائرية.. " الثورة تحطيم نظام وإقامة نظام آخر مكانه كما حدث مع الثورة الجزائرية التي أخرجت الفرنسيين الذين كانوا هناك منذ مائة عام "..
يرى مالكوم إكس في صفحة 288، أن.. اليهود كانوا عاملا من عوامل تهجير السود في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في الأحياء التي يسكنونها. وكانوا عاملا من عوامل العنصرية المسلطة على السود يومها.
ويواصل قائلا.. " والمهزلة أن هؤلاء اليهود أنفسهم يجدون صعوبة كبرى في جعل البيض يقبلونهم ".
وسوم: العدد 673