الإخوان المسلمون .. وشهادة حق وصدق
فضيلة الشيخ الجليل والمربي الفاضل الأستاذ عدنان سعد الدين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة وبعد..
لقد سعدت غاية السعادة، وغمرتني الفرحة العظيمة بقراءة كتابكم القيم والنفيس: (الإخوان المسلمون .. في سورية) في مجلديه الأول والثاني.. فهو بحق شهادة عدل وصدق، ووثيقة تاريخية شديدة العمق والوضوح والشمول وعن فترة من أهم فترات التاريخ للقطر العربي السوري الشقيق.
وهذا الكتاب من أفضل وأحسن ما قرأته من كتب ودراسات وأدبيات في بابه، فهو ليس – فقط – كتاب مذكرات وذكريات، وإنما هو في واقع الأمر وثيقة تاريخية (بامتياز) سجلها قلم رجل (قائد)، وحربي، ومؤرخ) ومعلم لأجيال عربية عديدة، ليس في سوريا فحسب، وإنما في الوطن العربي كله، وكان له الفضل في قيادة أكبر حركة إسلامية في سورية، وفي مرحلة هي من أخطر المراحل وأدقها في تاريخ هذا البلد العزيز.
والكتاب يتصف بالصدق، ويتسم بالجراءة والعمق والشمول في الطرح والتحليل، بعيداً عن اللغو والحشو والتبسيط أو التحليل الجزئي والعابر.
وخاصة في حديثه عن المسألة الطائفية والباطنية التي ابتليت بها سورية في عصرها الراهن, وعلامة هذه الفرق الباطنية بالاستعمار الغربي عندما جثم على صدر هذا القطر العربي الغالي من وطننا العربي والإسلامي، وكيف صنعها على عينه، ورباها في حضنه؟ ليدفع بها لاحقاً إلى سدة الحكم والرئاسة والتحكم في مصير الشعب العربي السوري المسلم.
ومن تلك الفترة – أي انقلاب 8 آذار 1963م، وإلى يومنا هذا وسورية تعيش أزمات متلاحقة.
أزمة هوية.. وأزمة ديكتاتورية، وأزمة فساد عم وطم البلاد كلها، وأزمة دين وخلق.. وأخيراً وليس آخراً أزمة مصير..
لقد كانت سورية وفي تاريخها البعيد والعميق، وخاصة بعد الفتح الإسلامي، أرض نور وإشعاع وحضارة، وقد عم خيرها وفضلها سائر البلاد العربية والإسلامية، وخاصة في العهد الأموي.. فكانت بحق روح الإسلام وقلبه النابض.
ثم دارت الأيام، فكبا الجواد وتعثرت المسيرة، وتسلطت على سورية الأقليات الباطنية والحركات العلمانية والانقلابات العسكرية.. فضاعت البلاد .. وأرهق العباد.. وتبدلت الأحوال.
ولقد وفق الله عز وجل أستاذنا الجليل (عدنان سعد الدين) في ذكر وتوثيق هذه الأحداث الخطيرة وبشكل عميق ودقيق وشامل، وبقلم أديب ومؤرخ وناقد، فكانت شهادته، شهادة على العصر كله.. شهادة الخبير والناقد والمبصر:(ولا ينبؤك مثل خبير) الآية الكريمة.
والله أسأل أن يوفق شيخنا الفاضل في إنجاز المجلد الثالث من هذا العمل الضخم ليكون نبراس للأجيال العربية والمسلمة، وأن يمتعنا وإياه بالصحة والعافية وطول العمر والعمل الصالح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تلميذك الدكتور: فاروق المناصير الشمري
مؤسس جمعية الصف الإسلامي/ البحرين
25/11/2007م.
وسوم: العدد 720