رواية "الحنين إلى المستقبل" والفلسطينيّ المشتّت
صدرت رواية "الحنين إلى المستقبل"، للكاتب المقدسيّ عادل سالم، عام 2016 عن المؤسسة العربية للدراسات والنّشر في بيروت.
والرواية التي صمّمت غلافها رشا السرميطي تقع في 227 صفحة من الحجم المتوسّط.
تتحدّث الرّواية عن مقدسيّ فلسطينيّ، عانى من مرارة الاعتقال والأسر في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وهاجر بعدها إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة سعيا وراء حياة أفضل، لكنّه تعرّض هناك للسّجن أيضا بتهمة التّهرّب الضّريبي. ومع أنّ الرّواية تؤكّد على استحالة المقارنة بين السّجون الأمريكيّة ومثيلاتها في اسرائيل، إلا أنّ السّجن يبقى سجنا، يقيّد حرّيّة الانسان.
ويسهب الكاتب في وصف بعض السّجون الأمريكيّة من داخلها، ويركّز على العنصريّة التي يتمّ التّعامل بها مع السّجناء العرب والمسلمين، فحتّى السّجناء الجنائيّين في أمريكا تربّوا على كراهيّة العرب والمسلمين، الذين يجدون تعاطفا من السّجناء المسلمين السّود، الذين هم بدورهم يتعرّضون للاضطهاد أيضا.
وفي الرّواية يسرد السّجين المقدسيّ حكايته في السّجون الأمريكيّة بضمير المخاطب، وكأنّه شاهد على ما جرى له.
ولغة الرّواية انسيابيّة سهلة، ولا تخلو من الحكي وأسلوب الحكاية التي لا ينقصها عنصر التّشويق.
وكأنّي بالكاتب يريد من هذه الرّواية أن يؤكّد على أنّ الفلسطينيّ مطارد أينما حلّ وارتحل، وقد يتعرّض للاعتقال والسّجن لمجرّد الشّبهة، كما حصل مع بطل الرّواية، حيث عانى من سجون الاحتلال ومن سجون أمريكا أيضا، وتمّ تشتيت أسرته في هذين الدّولتين الحليفتين.
فهل جاءت الرّواية لتعكس أحداثا عاشها الكاتب نفسه، خصوصا وأنّه عاش تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال الاسرائيليّ، وفي السّجون الأمريكيّة أيضا؟ ربّما يكون ذلك صحيحا، وربّما هي تجربة شخص أو أشخاص آخرين، لكن في المحصّلة الرّواية واقعيّة.
وسوم: العدد 720