من ثقافة التلفاز
أكرم علي حمدان
لم تَعُدِ البرامجُ التلفزيونية مقتصرةً على الرقص والتخالُع والأفلام المكرورة والتمثيليات: أحبَّ فتزوّج فاختلف فطلق، أو عُلِّقها عرضًا وعُلِّقت رجلًا غيرَه، وعُلِّق أخرى غيرَها الرجلُ، كما قال الأعشى من أيّام نوح، وما إلى ذلك من سفيه القول وفارغ الكلام، أو على أخبار الرئيس المبجل وبطانته: زار فلانًا وزاره فلان، واستقبل علانًا واستقبله علان، إلى غير ذلك من أخبار النجوم والنجمات مما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يعني جمهورَ المثقفين من قريب ولا من بعيد. ولكنها باتت اليوم مادة ثقافية من العيار الثقيل، يتعلم منها الصغير والكبير، والمثقف وابن السوق، والعالِم ومَن دونَه، كل حسب ما يسمح به وقته وتتسع له ثقافته.
بل قرب التلفاز اليومَ من الناس حقائقَ ما كان لهم أن يصلوا إليها إلا بشِقِّ الأنفُس، ووضعها بين أيديهم وأمام نواظرهم في أبهى حلة وأحسن إخراج، مطعمة بالموسيقى التصويرية التي تضفي إليها روحًا من المتعة والحركية، ومصحوبة بالصور الحية المتعوب على جمعها من مظانها المختلفة في أرشيفات العالم وأضابير المكتبات.
ثم زاد من هذا الأمر حسنًا أن وُضع أكثر هذه البرامج والمسلسلات الهادفة على بعض المواقع الإلكترونية، كموقع يو تيوب الذي أعفى الناس من مؤونة انتظار ما يرغبون في متابعته من برامج ومسلسلات، إذ أتاحها لهم بجودة عالية يشاهدونها متى يشاؤون، وكيف يشاؤون، بل بات بإمكانهم بهذه الطريقة أن يعيدوا مشاهدة البرنامج مرة تلو المرة، وأن يوقفوه لتسجيل ملاحظة أو التثبت من معلومة.
لقد خرج التلفاز من قبضة الأنظمة التي فرضت عليه هيمنتها لعقود من الزمان متطاولة، فباتت تُطرح فيه قضايا في غاية الأهمية، في الدين والسياسة والأدب والاجتماع والاقتصاد والفنون. وبتنا نرى من خلال شاشة التلفاز وجوهًا ما كان لنا أن نراها قبل ذيوع الفضائيات، ولا سيما من الشخصيات التي لا ترضى عنها الأنظمة الحاكمة، ولا تحب أن تراها أو أن تسمع صوتها.
وبرزت من بين الفضائيات قناة الجزيرة التي غدت أشهر من علم في رأسه نار، وسبقت سبقًا بعيدًا، بما راحت تقدمه لمشاهديها الذين باتوا يقدرون بالملايين، وبذّت كثيرًا من أخواتها العربية والعالمية، حتى صار شعارها أحد أشهر الشعارات في العالم، لأنها جاءت على حين فترة من الإعلام الهادف، فوافقت عقولًا متعطشة، ونفوسًا متلهفة، واستعدادًا لدى الجماهير وقبولًا، وكانت بحقٍّ حسنةً من حسنات أمير دولة قطر الذي تعهدها برعايته، وأعطاها من الحرية ما لم يكن للمنطقة العربية عهدٌ بمثله.
ويرجع جزء كبير من هذا النجاح إلى اجتهاد القناة في استضافة ثُلّة من الشخصيات المبرِّزة في مختلف المجالات، من خلال برامجها المتنوعة، الحية منها والمسجلة، كبرنامج في العمق الذي يقدمه الإعلامي الشاب علي الظفيري، ويستضيف فيه نخبة من أهل العلم والرأي والفكر، كالمفكر العربي الشهير الدكتور عزمي بشارة، الذي تُعدّ كل حلقة من حلقاته محاضرة متميزة في الفكر السياسي والاجتماع البشري، والدكتور عبد الله النفيسي، والدكتور محمد المسفر وغيرهم.
وقد أفاد كثيرون من برنامج الشريعة والحياة الذي يستضيف العلامة القرضاوي، وتتجاوز قضاياه مسائل الفقه التقليدية إلى ما يَمَسّ حياةَ الناس، فقد بُحثت في هذا البرنامج قضايا تتعلق بالفن والفكر والاقتصاد والعلوم الحديثة، وقد ساعد هذا البرنامج في نشر الفكر الوسطي البعيد عن التشنج والتفيهق، كما بُحث فيه تجديد الاجتهاد، ومراجعة التراث النقلي مراجعة مضبوطة بضوابط الفن.
وإلى جانب الدكتور القرضاوي، الضيف الرئيس في هذا البرنامج، استضيفت شخصيات أخرى ذات ثقل في جوانب معينة فأفادت كثيرًا في أبوابها وأمتعت. نذكر منهم العلامة الريسوني المغربي الذي عرفناه من كتبه النفيسة قبل أن نعرفه من خلال حضوره التلفزيوني في هذا البرنامج وغيره، والدكتور أبا يعرب المرزوقي، والدكتور وهبة الزحيلي، والدكتور عماد الدين خليل، والفقيه الكبير الشيخ عبد الله بن بية، وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم جميعًا.
وحتى برنامج الاتجاه المعاكس الذي انتقده كثيرون لما يتسم به من غوغائية في كثير من الأحيان، أو بعدم اشتراط التكافؤ في من يستضيف من المتحاورين، فإنه لا يخلو من فائدة أحيانًا ومتعة، ولا سيما حين يستضيف شخصيات ذات وزن وأهمية، وتختار موضوعاته بدقة وعناية، ذلك أن كلا من المتحاورين يجهد رأيه لإسكات خصمه، ويستفرغ وسعه لإفحام قرينه، فيجتهد في استنباط الأدلة التي تعضد قوله، وتقوي حجته، وإن كان كثير من الضيوف يفتقرون إلى العلم بأصول الجدل وفن الحوار، ويخرجون عن أصل المسألة إلى مسائل جانبية لا علاقة لها بموضوع النقاش، بل ينحرف كثير منهم إلى مناوشات شخصية تفسد الحوار وتضيع وقت المشاهدين.
وقد تعرفت من خلال هذا البرنامج على الدكتور الشاب حماه الله ولد السالم، الذي كان في كل حلقة من الحلقات التي شارك فيها فارسَ الحلبة وسيد الميدان، بلغته المتدفقة، ومنطقه السليم، وحجته البالغة، وبرهانه الساطع، وسرني منه موقفه الصلب في مناصرة قضايا العرب والمسلمين في وجه مشاريع التغريب والتمييع، وانتصاره للغة العربية والدين الإسلامي، وذوده عن بيضة الأمة وتراثها المجيد. كما تعرفت على الدكتور إبراهيم الخولي صاحب الحمية البادية، والثقافة الواسعة، والإجابات المسكتة، وإن أخذت عليه أنه لا يستثمر نقاط الالتقاء مع الخصم المحاور عندما توجد، وهذا من أصول الحوار المثمر، كما وقع منه في حلقة عن تعدد الزوجات.
كما عرفنا التلفاز بشخصيات كنا نسمع عنها سماعًا، شخصيات كانت تحيط بها هالات مما يشبه القداسة، وكلام وأقوال وأحاديث، فمنهم من قلنا بعد أن رأيناه: تسمعُ بالْمُعيديِّ خيرٌ من أن تراه، ومنهم من ردّدنا عندما عايناه قولَ الشاعر:
وكنتُ أرى أن قد تناهى بيَ الهوى * إلى غاية ما بعدها لي مذهبُ
فلمّا تلاقينا وعاينتُ حُسنها * تيقنتُ أنّي إِنّما كنتُ ألعبُ
أما من تستضيفهم بعض الفضائيات أو البرامج من ذوي الفكر المتهافت والبوصلة التائهة، فبحسبهم أنهم أوقفونا على مبلغ جهلهم، ورداءة بضاعتهم، وسوء نواياهم، وعرفونا بمدى حقدهم على الإسلام وكيدهم لأهله، وكرههم للعرب وشنآنهم للعربية، ونظرهم بعين الذل لكل ما هو وافد من بلاد أسيادهم مما يسمونه، واهمين، تقدمًا ورُقيًّا وحضارة.
ومن البرامج التي سعدت بها، وإن أبكتني كثيرًا، برنامج حكاية ثورة، الذي يحكي قصة الثورة الفلسطينية من لدن نشوئها إلى أن تخلت عن مبادئها وولجت جحر الضب الخرب، وأرى أن في هذه السلسلة من الفائدة الشيء العظيم، لأنها قدمت للمشاهد المتابع مادة تاريخية مصورة وموثقة بشهادات من شهدوا الحدث، وساهموا فيه، وفيها عبرة لمن أراد من الناس أن يعتبر، ومندوحة للمراجعة وتقويم الذات.
ويقرب من هذه السلسلة سلسلة أخرى عنوانها النكبة، أعدتها وأخرجتها الإعلامية روان الضامن، أذيعت في أربعة أجزاء، كان أولها خيوط المؤامرة، الذي اقتبس في مطلعه قول المؤرخ البريطاني الشهير، أرنولد توينبي: إن مأساة فلسطين ليست مأساة محلية؛ إنها مأساة العالم، لأنها ظلم يهدد السلام العالمي. بدأت بمشهد بحر عكا الحبيبة وأسوارها التي استعصت على المجرم نابليون، الذي وجه نداء منذ ذلك الحين إلى يهود العالم أن انهضوا أيها الإسرائيليون، فهذه هي اللحظة المناسبة، إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، سارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم... وإني إذ أكتب هذه السطور حزينا على فلسطين الجريح، لأدعو من يقرأ كلامي هذا أن يبادر بمشاهدة هذه السلسلة الممتازة، والاستفادة مما جاء فيها من حقائقَ وعبر ودروس.
وأعجبتني سلسلة الإسلاميون التي أعدها الدكتور البحاثة بشير نافع، وهي سلسلة طويلة تناول فيها مسيرة الحركات الإسلامية في العصر الحديث، بعد حلقة تمهيدية عن الإسلام والسياسة، ومرورًا بالرواد الإصلاحيين، بدءًا من السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والعلامة الشيخ محمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار الغراء، ومرورًا بالداعية الكبير الإمام حسن البنا ومن سار على دربه بعده. وقد تناولت السلسلة الجماعة الإسلامية في الهند بقيادة أبي الأعلى المودودي، وحزب التحرير بقيادة الشيخ الفلسطيني محمد تقي الدين النبهاني، والانقلاب الإسلامي العسكري في السودان الحزين، الذي سيؤول أمره إلى التقسيم والانشطار، أمام نواظر الأمة وهي عاجزة عن فعل أي شيء. كما مرت السلسلة بتجربة الإسلاميين في كل من مصر والجزائر وسورية وتركيا، إلى أن خُتمت بحلقة استشرفت مستقبل ما بات يسمى في كثير من الأدبيات بالإسلام السياسي.
وقد استضيف في هذه السلسلة جمهرة من أهل الفكر والرأي نذكر منهم على سبيل المثال الدكتور إبراهيم البيومي غانم، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، والدكتور بكر كارليغ، أستاذ الفلسفة بجامعة مرمرة، والدكتور الجادّ سيف الدين عبد الفتاح، والأستاذ الكبير منير شفيق، والمفكر الشيخ راشد الغنوشي، والمفكر الكبير الدكتور محمد عمارة، والمفكر الإسلامي طارق البشري، والدكتور محمد سليم العوا، والأستاذ وحيد عبد المجيد، والمفكر الراحل عبد الوهاب المسيري، وغيرهم من الراسخين في العلوم السياسية والفلسفية، أو الباحثين في شؤون الحركات الإسلامية، كما أخذت مشاركات من بعض أشد خصوم الحركة الإسلامية كفؤاد علام الذي تتهمه جماعة الإخوان المسلمين بتعذيب أبنائها حتى الموت في سجون جمال عبد الناصر.
ولا ريب أن هذه السلسلة أنصفت الحركات الإسلامية التي طالها من الغبن والضيم ما لم يطل غيرها من الحركات والأيدولوجيات القومية واليسارية، وبينت ما لها وما عليها، ونوهت بمساهمتها في حركة التحرر القومية، أو كما يحب أن يسميها أبناء الحركات الإسلامية بحركة تحرر الأمة.
ولا يحسن بنا ألا نذكر بشيء من الاستطراد برنامج الملف الذي يقدمه الإعلامي اللبناني سامي كليب، وهو برنامج لا تخلو حلقاته من جرعات ثقافية ممتازة، ولا سيما أنه تناول قضايا في غاية الحساسية باتت تمس كل ذي ضمير من العرب والمسلمين، كقضية السودان ومساعي القوى الكبرى لتقسيمه، ظلمًا وعدوانًا، وقد تناول هذه القضية في أكثر من حلقة بينت بما لا مزيد عليه مخاطر هذا التقسيم، لا على السودان وحدها، ولا على مصر فحسب، ولكن على الأمن القومي العربي برمته، ذلك أن الصهيونية هي من يقف وراء هذا المشروع بكل قواه.
ومن خلال هذه الحلقات عن السودان تقف على حقائق مذهلة عن الدور الإسرائيلي المفسد في المنطقة، وسعيها في تأليب أهل البلد الواحد بعضهم على بعض، من خلال إمداد حركات التمرد بالمال والسلاح والتدريب والخبرات، وترى أن كثيرًا من المفكرين العرب يدركون هذه المخاطر ويرفعون عقائرهم بها، ولكن الحكومات تجعل أصابعها في آذانها، لا تريد أن تسمع، وتستغشي ثيابها، لا تريد أن ترى، عجزًا وخوَرًا، أو تآمرًا وتواطؤًا.
وفي الجزيرة الوثائقية كثير من البرامج المفيدة كسلسلة المجتمعات الدينية التي تناولت مجتمعات السريان والسيخ والدروز والشيعة والأقباط والزرادشتيين والموارنة واليهود الشرقيين والبروتستانت والهندوس والبوذيين.
ولئن كان مما يؤخذ على كثير من البرامج التلفزيونية أنها، في كثير من الأحيان، تبتر ما تطرحه من قضايا ومسائل، نظرًا لمحدودية الوقت وتشعب الموضوعات، إن بحسبها أنها تفتح الباب للنظر فيما تطرح، وتيسر سبيل التعرف على قادة الفكر في مختلف الموضوعات، وأنا أذكر أنني تعرفت على الصديق العلامة الدكتور عبد الحميد مدكور من خلال برنامج تلفزيوني أخذت فيه بعقليته الفلسفية، وحجته المحكمة، ولغته البديعة، ونظره الفسيح.
ولو تركت البرامج الحوارية والسلاسل السياسية إلى الدراما والتمثيليات، فلن تعدم ما يسلي ويثقف ويمتع ويفيد، ودونك رائعة الدكتور الفذ وليد سيف، التغريبة الفلسطينية، التي تنقل المشاهد بفضل جهود المخرج الشاب حاتم علي إلى قلب الحدث، فمن لم يشهد نكبة فلسطين سنة ثمانية وأربعين فقد شهدها إذ شاهد التغريبة، ناهيك بموسيقاها التصويرية البديعة، وما تتركه في النفس من آثار وانفعالات. ولعلنا لا نجاوز الحق لو قلنا إن التغريبة قامت في سبيل التعريف بالقضية الفلسطينية ونكبة فلسطين باليهود بما عجزت عنه عشرات الكتب ومئات الندوات والمحاضرات.
ومثل التغريبة مسلسلات درامية أخرى كثيرة، فيها فوائد كثيرة بين ما هو تاريخي وأدبي وثقافي واجتماعي. بل اتخذ بعض المخرجين وكتاب النصوص من هذه المسلسلات منبرًا لفرض وجهة نظر معينة، كما حصل في مسلسل الجماعة لوحيد حامد، وهو المسلسل الذي أثار صخبًا وضجيجًا، ولا سيما في صفوف الإخوان المسلمين، الذين لم يرَوا فيه إلا تحريفًا للواقع، ومنبعًا لمغالطات تاريخية، وتشويهًا لصورة مؤسس الجماعة وإمامها الأستاذ الشهيد حسن البنا، الذي أظهره المسلسل، كما في الحلقة السابعة عشرة، رجلَ سياسة ودهاء، حظ النفس لديه أكبر من حظ الدعوة، ومصلحة الجماعة عنده مقدمة على مصلحة البلد.
ويصر حامد في مطلع الحلقة الثالثة والعشرين على أن جماعة الإخوان ترى نفسها على أنها جماعة المسلمين، وأن إمامها هو القائم على الحل والعقد في الإسلام، وأن الخارج عنها خارج عن جماعة المسلمين، بل خارج عن الإسلام ذاته، وأنْ ليس له إلا السيف! مجريًا هذا القول على لسان الحاج عبد العال وعلى مسمع من الحاج عثمان، الذي زاره في إحدى شعب الإخوان وأقر ما صدر عنه وباركه. ولا ينسى حامد أن يتبع هذا المشهد بمشهد تدريب شباب الإخوان على السلاح نظريًّا وعمليًّا، ليتم الربط بين المشهدين تلقائيًّا، ويكون السلاح موجهًا للخارج عن الجماعة من الناس، لأنه كافر مرتد!
ولا يفتأ حامد يصرُّ على تقديم محمود العيسوي، قاتل أحمد ماهر باشا، على أنه من جماعة الإخوان، وأن التعليمات صدرت له بقتل ماهر في حديقة الحيوان، وهو ما نفته عائلة ماهر نفسها على لسان حفيد المغدور، وزير الخارجية المصري الراحل أحمد ماهر.
ومهما يكن من شيء، فقد أحيا هذا المسلسل ذكر الإمام حسن البنا، وأوصل شيئًا من فكر الجماعة لكثير من البيوت، بقوة الدراما وسطوة التلفاز، رغم ما جاء فيه من تحريف وتزوير وإغراض، وفي هذا دعوة لإعادة النظر في أهمية الدراما وقدرتها العجيبة على الدخول إلى بيوت كل الناس، على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم، ولا سيما في زمن العولمة الذي قدر لنا أن نعيش فيه، فلم يعد التلفاز أداة ترفيه لطبقة دون طبقة، ولا عادت صحون الاستقبال تفرق بين سطح وسطح، فلم يبق بيت مدر ولا وبر إلا دخلته.
على أن ما قد يعيب هذه المسلسلات أنها تُعرضُ على قنوات تجارية صرفة، لا هم لها إلا تحصيل الأموال ومراكمة الثروات، فتراها تخلط الحابل بالنابل، وتقدم السم مع العسل، ولا تبالي بآثار ما تعرضه على شاشاتها في الأجيال الناشئة، جهلًا أو قصدًا، وعن سوء نية أو حسن نية.