هل توقفت (آلاء) عن الإنتاج الكرتوني
عبد الله زنجير *
(عضو رابطة أدباء الشام)
في سنوات قليلة ، استطاعت شركة (آلاء) للإنتاج الفني – السعودية، أن تخطو خطوات كبيرة في صناعة الكرتون الهادف ، فأصدرت عدة أفلام جميلة معظمها عن شخصيات إسلامية مثل : محمد الفاتح، وقطز، وطفل الأخدود، ومحمد الدرة. وجميعها على درجة عالية من الفنية والإتقان، وقد كلف بعضها أكثر من مليون دولار.
ومع أن أعمال (آلاء) كانت في صدارة المكتبات والأكشاك، إلا أنها بدأت تتلاشى تدريجياً من الأسواق لتحل مكانها الأفلام المد بلجة والمسلوقة وأحياناً المسروقة ، وهو ما مهد لإشاعات كثيرة تتحدث في معظمها عن انسحاب آلاء من حلبة الإنتاج الفني، لاسيما بعد تصفية عدد من المؤسسات الشبيهة لأعمالها ، نتيجة أسباب أفرزتها التحولات الإعلامية المتلاحقة، وأيضاً العجز عن فهم مستجدات السوق التي تفرض التعاون الإداري والتحالف التجاري، وعدم مساعدة الفضائيات لهذه المؤسسات ، وإقامة علاقات عمل معها، باستثناء حالات معينة... ولأن آلاء واحدة من أوائل مشاريع الكرتون في العالم العربي، ولديها هويتها وخبراتها وتخصصها، فقد أصاب الإحباط الكثير من المخلصين والمتابعين وهم يرون انسحاب آلاء وأخواتها من ميدان التأثير الحقيقي وصناعة المناعة في عالم سهل منفتح ومجادل.
ولاستجلاء الصورة عن قرب ، يوضح الأستاذ أسامة خليفة المدير العام لآلاء والمنشغل دائماً بثقافة الطفل ، بأن آلاء مثلها مثل شقيقاتها: (سنا) و(النجم) و(سفير) لن تتخلى عن أهدافها ومسيرتها رغم كل المتاعب والعقبات الإنتاجية والتسويقية والتي كبحت من حرية المبادرة والقرار، مثل ندرة المبدعين، وشيوع القرصنة، وتردد المستثمرين، والفتاوى المتشددة ، وشراهة المنافسة إلخ ... فمراهنة آلاء ما تزال على أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ولا يذهب جفاءً، وبالتالي مضت في طريقها وكان التفرغ التام خلال الأعوام الخمسة الماضية في إ نجاز الفلم الجديد (حلم الزيتون) والذي سيكون بتوفيق الله أهم إنتاج عربي للأطفال ، حيث ساهم فيه أكثر من مئتي رسام وفنان وفني من جنسيات مختلفة ، وتكلف ما يقارب مليوني دولار. وهذا الفلم القادم الذي يحكي قصة فلسطين بأسلوب جذاب ومدروس هو أفضل إنتاج لآلاء حتى هذه اللحظة، بل هو البداية الحقيقية لآلاء المطورة، وهذا الوقت والجهد والمال يمثل تجربةً ممتعةً وغير مسبوقة تؤسس لتطور نوعي في عالم الكرتون.
وفي انتظار رؤيته في الأسواق، تلاحقت وتيرة الإنتاج مؤخراً، فقد أصدرت (العين) ألبوماً للفنان محمد المازم ، وأصدرت ( حياة) ألبوم (أنت بقلبي) ليحيى حوى، وأصدرت (سنا) أناشيد الروضة، والمجموعة المصورة (صباح الخير يا أمي) ، وأصدرت (آيديا) لأبي الجود ألبوم (رسول الله) وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي .
* كاتب سوري عضو رابطة أدباء الشام