رسالة منتظري
رسالة منتظري
أخرج الأخ أبو عمار* من جيبه رسالة طويلة بعثها إليه آية الله منتظري نائب الخميني , جاء فيها : تسألني عن أحوال الثورة الإسلامية في إيران ؟ و أجيبك : لم يعد لدينا ثورة , ولا إسلامية , فالمخابرات المركزية الأمريكية , والموساد الإسرائيلي هما الحاكمان الفعليان في إيران , و عناصرهما في كل مكتب ذي شأن , يعيثون في الدولة فساداً , و الذين قاموا بالثورة الأسلامية ليس لهم وجود فعلي على الساحة .. إنهم مضطهدون , مضيق عليهم , و ليس بأيديهم من أمور الحكم شيء , و أنا واحد منهم , و الشكوى إلى الله . (1986)
* أبو عمار: ياسر عرفات
نحن و أنتم في خندق واحد
جمعوا أعضاء رابطة العمل الشيوعي في سجن المزة , و قال لهم العقيد الطحطوح :
- اسمعوا يا شباب .. الوطن في خطر , و نحن و أنتم يجب أن نكون في خندق واحد , حتى نسحق عدونا المشترك .
سأله ماجد الذي مضى على اعتقاله مع زوجته عشرون شهراً :
- و من هو عدونا المشترك يا سيادة العقيد ؟
نطَ أحد الرفاق الشيوعيين و قال في بساطة :
- و هل هذا سؤال يا رفيق ؟ إسرائيل طبعاً
صاح العقيد الطحطوح المواطن ضابط الأمن الوطني جدا ً:
- لا.. لا..يا رفيق .... عدونا المشترك هم الإخوان المسلمون يا رفيق .
الرفيق نهاد
رفض الرفيق نهاد التوقيع على (تعهَد ) بأن يكون مع (النظام) البعثي ضدَ الإخوان المسلمين , فسيق إلى سجن تدمر الصحراوي , و لبث فيه ثماني عشرة سنة , و شاهد الويلات و ألوان العذاب يصبها الجلادون صبَاً على معتقلي الإخوان من أطباء , و مهندسين , و محامين , و قضاة , و مدرسين , و علماء , و تلاميذ مدارس , و طلاب جامعات . و عندما غادر سجن تدمر إلى بيته , قال لزواره :
- عذاب يوم واحد على الإخوان في سجن تدمر , يعادل كل السنين التي أمضيتها في سجون حافظ أسد , في الحلبوني , و السادات , والمخابرات العامة , و تدمر .
الزواج ببساطة
بعد أن ألقيا محاضرتيهما , أحسَ كلُ منهما بانجذاب نحو الآخر ..و على مائدة الغداء تلاقت نظراتهما , و هجم بعينيه إلى أصابعها ثم قال :
- أنا في الخمسين , و لي زوجة و أولاد و أحفاد , و انت في الأربعين , و بلا زوج ولا أولاد , فهل تتزوجينني ؟
قالت : بهذه البساطة ؟ يتزوج رجل أشقر ، ناصع البياض ، امرأة عانساً سمراء بل شديدة السمرة ؟
و نادى على النادل :
- ادع لنا شيخاً ليعقد قراننا.
سألت : بهذه البساطة ؟
نادى نادلاً آخر , و قال له :
- وأنت احجز لنا بطاقتين غداً إلى حلب ..
و قالت هي : بكل بساطة .
و كانا عروسين حبيبين يحيان بكل بساطة .
زواج
سألت صاحب المكتبة على استحياء:
- هل عندك كتاب .. ( و سكتت لحظة , ثم تابعت) :
(أعلنت عليك الحب ) ؟
نظر إلى وجهها البريء , ثم إلى أصابع يديها , و سألها :
- ليس في كفيك خاتم , فهل أنتِ ..
هزت رأسها في حياء و لم تتكلم ..
سألها : هل انت شامية ؟
هزَت رأسها ؛ أي : نعم .
سألها : و ماذا تفعلين في حلب ؟
- أنا مدرسة هنا
- هل تتزوجينني ؟
و ناولها الهاتف و قال لها : كلمي .. بل أعطني أباك أو أمك .
و بعد يومين كانا عروسين من أسعد العرسان , تتهادى بهما سيارتهما ,من دمشق إلى عش الزوجية في حلب .
قبل أن ...
خطب اللواء مصطفى طلاس بعد تسلمه رئاسة الأركان الأسدية خلفاً للواء سويداني الذي كان يقبع في سجن المزة , فقال:
(( سوف نزيل آثار العدوان الإسرائيلي في حرب حزيران على سوريا .))
فأبرق إليه الملازم عبدالله :
(( قبل أن تفكروا بإزالة آثار العدوان الإسرائيلي عليكم , أزيلوا آثار عدوانكم , على أبناء أمتكم .))
و بعد ساعتين فقط , كان الملازم عبدالله في غرفة التحقيق .
وسوم: العدد 781