عطاء من غبير حدود
ذات مرةِ احتضنت تربة بذرةً في حجرها، وأعطتها ماءها وغذاءها، فلما نمت وشبّت، تطلعت نحو السماء باحثة عن الشمس، لم تلمها التربة على تطلعها نحو العلاء؛ فالأخيار يرنون للنور والضياء، لكن عندما لاحظت الأرض أن بذرتها النامية تلاحق الشمس من مطلعها حتى مغيبها، حزنت وتألمت وظنتها نسيت أمها التي أرضعتها خلاصتها حتى كبرت، لكن جود طبعها لم يمنعها من الاستمرار في العطاء، فبقيت تعطي دون انتظار مقابل، وكلما هبت ريح تشبثت بجذور نبتتها الغالية حتى لا تقتلعها الرياح.
ومرت الأيام وصار للنبتة قرص رائع، فازدادت غرورا وتيها بجمالها، واستمرت تعشق الشمس حتى العبادة..! ولم تتوقف أمها الأرض عن العطاء.. ، ودارت الأيام وصار في القرص بذور صغيرة، وأثقل حملها كاهل قرص عباد الشمس، ولما أراد القرص أن يستجير ويطلب الغوث، انحنى متطلعا نحو أمه الأرض؛ علّ صدرها الحاني يجود عليه بالعون والعطاء.
وسوم: العدد 890