لماذا أخفيتُ عنه !؟

اقترب مني وأنا أطيل النظر في صورة لشيخ تجاوز الثمانين ، يمشي بصعوبة بين ضابطين وقد بدا عليه الهرم والعجز ..! وأنا أردد بأسى : حسبنا الله ونعم الوكيل ! مما زاد فضوله وتشوقه ليعرف السبب ؟ 

جدي : مٓن هذا ؟ ولماذا تقول : حسبنا الله ؟ 

استٓحييت أن أقول له الحقيقة !؟ كي لاينفرمن الأمة التي ينتسب إليها ، والتي تسكت على مثل هكذا شناعة !؟ 

فقبل يومين كنت أعلمه الحديث الشريف : ليس منا من لا يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ! 

فقلت ، وأنا أحس بمرارة : هذا البطل هو عمر المختار الذي سماك أبوك باسمه ، وهؤلاء خواجات يسوقونه إلى المشنقة ! 

تغيرت ملامح الطفل ، ورجفت الكلمات بين شفتيه ، وقال : وين المسلمين ، ليش ماخلصوه !؟ 

سكتُّ ولم أجبه ، فقد سرحت بفكري بعيداً : ماذا سيقول عمر عندما يكبر، ويكتشف أنني أخفيت عنه الحقيقة !؟

وسوم: العدد 1084