بل رفعه الله إليه...

بل رفعه الله إليه...

مصطفى علوي

[email protected]

و أخيرا تمكن الدكتور مرجان من اكتشاف دواء مضاد للهرمون المسؤول عن الشيخوخة، كان الاكتشاف بمثابة ثورة علمية زعزعت الاجماع الحاصل بين بني البشر بخصوص أن مصير كل إنسان مهما طالت حياته هو الموت.

ومنذ ذلك اليوم تسلطت الأضواء على الدكتور مرجان و غدى وجوده على القنوات التليفزيونية ركنا أساسيا من أركان جلب أكبر عدد من المشاهدين.

وما إن تسلم الدكتور مرجان الميكرفون برحاب المجلس القومي العربي للبحوث العلمية و شرح اكتشافه شرحا مفصلا حتى قذفته جماعة بالكفر و انبرت جماعات أخرى من العلماء للتحريض على مرجان و تأليب الناس عليه، بل لقد أعلنت الكثير من الجمعيات و المنظمات العربية بكثير من عواصم الدول العربية عن عزمها تنظيم مسيرات مليونيه ضد مشروع مرجان الملحد و المنافي لروح العقيدة الإسلامية.

أصبحت حياة مرجان في خطر، مما دفع حكومة بلده و تحت ضغوط أجنبية إلى تبني إجراءات أمنية مشددة تهم الحفاظ على حياة الدكتور مرجان، خاصة بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية على الخط هاته الأخيرة التي أرسلت بلجنة عليا عن حقوق الإنسان لتقصي الأوضاع الإنسانية التي غدى يعيشها الدكتور مرجان، وفي تصريح لمسؤول عن الخارجية الأمريكية، أكد هذا الأخير على ضرورة احترام البحث العلمي حتى ولو كان يسير على خلاف الأديان، كما أعرب عن استعداد بلده لإيواء الدكتور.

وبعد أسبوع من الزوبعة الإعلامية التي خلفها مشروع مرجان العلمي و تضارب مواقف الدول بخصوصه، برز تيار إسلامي يدعو إلى ضرورة التعامل مع اكتشاف مرجان بكل جرأة، و كان متزعم هذا التيار هو الدكتور موسى الحاصل على الدكتورة في الشريعة الإسلامية و زعيم حزب الأمة، يرى هذا الدكتور أن الذين يرفضون اكتشاف الدكتور مرجان جملة و تفصيلا و حتى من دون الإلمام به، إنما يفعلون ذلك لخوفهم على قوله تعالى أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنت في بروج مشيدة و قوله تعالى كل من عليها فان، و يؤكد هذا الدكتور أنه لا بد من التعامل مع اكتشاف مرجان أو بالأحرى مشروعه العلمي بكل انفتاح وعدم التسرع في الحكم عليه قبل إخضاعه للتجربة، ثم إن المؤمن الحقيقي لا يزعزع إيمانه شيء خاصة و أن الحقائق العلمية ليست مطلقة و ليست معصومة من الخطأ.  

تعرض موقف الدكتور موسى هو الأخر لانتقادات لاذعة وصلت إلى حد تخوينه، بل إنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة هذا الصباح نجى منها بأعجوبة...

ولم تمضى سوى أيام قلائل حتى اختفى الدكتور مرجان، فكثرت الطروحات المفسرة لاختفائه بين قائل إنه تم اختطافه من طرف قوى أجنبية وبين قائل أنه تم تذويبه بحمض كيميائي من طرف النظام الحاكم، بل إن أحدهم أنشأ صفحة على الفيسبوك انخرط فيها أكثر من مليون شخص أغلبهم من العرب تقول( بل رفعه الله إليه)

عاد الهدوء إلى الشارع العربي من جديد، وتنفس الكثير من الناس الصعداء، وطوي الملف بسلام، وها هو ذا الدكتور موسى جالس إلى كرسي بعجلات يحتسي فنجان قهوة دافئ و يتصفح جريدته، نظر إلي مبتسم وهو يقول: هذا ما ربحته من الدفاع عن موقفي، عاهة مستديمة( صمت لبرهة ثم قال): قل أنت أيضا مثلهم بل رفعه الله إليه...