نمر ولبؤة
يوسف هداي ميس
رفعت رأسها من على الوسادة،استوت جالسة،صدرها يتهدل من تحت قميص نومها الشفاف، لا يزال نائما بقربها،لم يمسسها منذ أيام،كلما اهتاج يتصاعد خواره، يأتيها كالومضه،ليعلن انتصاره الباهر في خمس دقائق، ثم يؤوب خائرا إلى فراشه.
يتصاعد شخيره،يواكبه تصاعد آلامها.طفح كل ما وضعته من أكل أمامه، واستثنى كعكة ناضجة تتهدر على نار هادئة.
يتقلب على فراشه، فتضطرم بداخلها الحرائق،تمدد على ظهره،وانحسر الغطاء عن صدره المشعر،غابتها الجميلة التي لا يحلو لها التجوال إلا بين ربوعها.
ليس الآن.. منذ أمد بعيد،رسمت بريشتها آنذاك أروع لوحات الجنون،وتناغمت زمجرته الوحشية مع صراخها الوقح لتشكلان سيمفونية عشق سرمدية، لاتكاد تتوقف لبرهة حتى تبدأ العزف من جديد.
حركت سبابتها ونظرت إليه،بذلته في يوم زفافه كانت...لا تكاد تتذكرها،لا تذكر سوى أنفاسه اللاهبة وهي تلفح وجهها،وجسده الفتي إذ يحتويها.ابتدأ ليلته منتصرا وانتهى مهزوما تحت نهش مخالبها.وصفها باللبؤة،ووصفته بالنمر.اللبؤة لا تزال لبؤة فيما استحال النمر إلى ثور!.
ترنو إليه،تصاعد شخيره،اهتزت من الأعماق،تململ في فراشه،اضطربت في جلستها،احتقن الدم في وجنتيها، تحدرت دمعاتها،فتح عينيه ثم قال:
_ها حبيبتي..لماذا تبكين؟!.