أنا والمطر

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

أسير وحيدا في دربي ..أتعثر أحيانا وأحيانا اسقط...

تجرحني الشوارع وتسيل الدماء من كفاي وقدماي...

وحيدا في دربي ولا مؤنس معي..لايوجد معي من أبث له همومي وألمي...

اسير وحيدا في دربي ...السماء ملبدة بالغيوم .... ها قد جاء المطر...

عانقني ايها المطر كما تعانق الازهار... عانقني ايها المطر كما تعانقك الارض القاحلة المشتاقه لمائك...

 امسح وجهي بمائك الرائع واغسل قلبي بدفيء قطراتك .... داوي جراحي ..شاركني المي...

انا وانت ايها المطر وحيدان في الشارع ... دعني ابث لك همومي وانسى شيئا من وجعي معك..

اسمع قطراتك تهمس بأذني: مابلك ايها الجسد هزيلا !!

اجيبك ايها المطر:

اخبرتني امي منذ الصغر ان لا اعشق الغرباء ...لانهم دائما يمضون دون وداع ... دون اي كلمات...لكني لم استجب لامي..وعشقت ..لكنهم مروا كالفجر ...كالندى..على استيحاء..مضو دون وداع...لكن رائحتهم لازالت عالقة في ثنايا الانفاس..واثرهم محفور في قلبي ..لكنهم مضوا وبقوا عني غرباء.....تَعّود الغرباء على الرحيل فلا ارض تسعهم ولا سماء تحدهم ...ولا يقبلون ان تحيطهم القلوب..

ايها المطر الاغلال تحيط بجسدي ..

تعود قطراتك لتهتف بأذني :

الحر لا ينتظر من يفك له الاصفاد…فالحريه ليست انشوده نتغنى بها او لوحه نتفنن برسمها….الحريه روح تدب في اوصال الجسد ...ودم تجري بالقلب...

قف ايها الجسد النحيل ...تمرد على قيدك ..على سجنك..على ضعفك...حتى على قلبك تمرد ....وارفع وجهك الباسم لترقب الفجر ...لانه حتما قادم باذن الله...انزع من قلبك كل الوهن والضعف والخوف...انزع الحب ان كان سيبطيء سيرك..لكن ليبقى الايمان راسخا في صدرك