مشروب على قمة الجبل

إيمان شراب

[email protected]

قالت لي صديقتي : لدي دورة سأقدمها في عدد من الأماكن وعدد من المدن .

سألتها : حول أي شيء هذه الدورة ؟

قالت : عن الحياة الزوجية .

قلت : جميل وجيد أن تقام مثل هذه الدورات لتوعية الفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات وغير ذلك .. وهل يوجد مثلها للرجال ؟

قالت : بالطبع .

قلت : عين الصواب , ولكن لدي اقتراح مكون من محورين ، أتمنى أن يضافا إلى محاور دورتك ، بل أن يكونا محوريها الأول والثاني ، وأن تـُجرى بعدهما تدريبات عملية ، فإذا نجح المتدربون في ذلك ، فإن نجاحهم في الحياة الزوجية محقق – بإذن الله – خاصة مع دوراتك الممتازة .

نظرت إليّ في فضول – أنْ تابعي - .

قلت :  المسؤولية ، معناها، التزاماتك كمسؤول ، ماذا يربح من يتحلى بها  وماذا يخسر من يتخلى عنها ، نماذج وأمثلة في المسؤولية  ، ودورها في نجاح الرسالة أو المهمة التي يسعى لها ، وغير ذلك مما يندرج تحته .

ابتسمت صديقتي وسألت : على رسلك ، تبدو عليك الثورة ، اهدئي وأفهميني الرابط بينهما ، بين دورات الحياة الزوجية و المسؤولية .

قلت وقد ازداد انفعالي : أليس الزواج عقدا بين شريكين ، وبعد سنة أو أكثر يزداد الشركاء وربما وصلوا إلى عشرة  أو أكثر ؟ ثم أليس العقد التزاما وميثاقا ومسؤولية وأمانة ؟

قالت : أردت أن تقولي أنهم إذا فهموا المسؤولية وأحسوا بها وتدربوا عليها ، فإنهم سينجحون في رعاية الحياة الزوجية .

ابتسمت وقلت : أحسنت ، فمن لديه شعور المسؤولية ، وبعد توعيته بالحياة الزوجية وحقوقها ، فإنه سيرعى بيته وأسرته ويحافظ عليهما . ألم يربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرعاية والمسؤولية " كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " ؟ٍ

قالت : معك حق .

قلت لها : هل يتسع صدرك للمزيد ؟

قالت : أوسعه لك .

قلت : انظري من النافذة  إلى ذلك الجبل الجميل المتين الراسخ المتقن ! لو وضعنا في قاعدته : المسؤولية ، وفي منتصفه : الإتقان ، وفي قمته : نجاح الزواج .

سألت : الإتقان ؟ !

قلت واثقة : نعم ، الإتقان . فإن من يتمتع بخلق المسؤولية ، سيحرص على إتقان عمله ، ومن تحلى بهما فإنه ناجح في زواجه . صحيح أم ماذا ؟

تابعت دون أن تؤكد لي صحة النظرية : وعدم النجاح بعد ذلك يبقى حالات ٍ شاذة .

استفسرت أتأكد : المقصود من النجاح في الزواج  في دورتك ، هو استمرار السعادة في الحياة الزوجية وليس مجرد استمرارها ؟

قالت : نعم ، استمرار النجاح في الزواج أو استمرار الزواج في نجاح  .

قلت لها : رائع . 

 والآن ، ما رأيك بمشروب ، وهل تريدينه باردا أم ساخنا ؟

قالت : تذكرت أخيرا أنني ضيفتك !

 أرجو أن تكوني مسؤولة عن إعداد مشروب ساخن كسخونة حوارك ،  ولا تنسي أن تتقني صنعه لو سمحت ، وسأقيـّم مستوى نجاحك في ذلك . علما بأنني أريد أن أشربه على قمة ذلك الجبل ، لأعيش الحالة والتجربة .

ضحكتُ وتوجهت إلى المطبخ ، فسمعتها تقول :

أعلـّمه الرماية كل يوم   فلما اشتد ساعده رماني .

قلت لها : لا بأس ، أنا أستحق ما يجري لي ، و أرجو أن أنجح في مهمتي.