المعول

محمد عبد القادر التونى

[email protected]

أبت النزول تلك الدمعة المعلقة في الأجفان ؛ تتراقص يميناً ويساراً تداعبها الأهداب كقطعة بلور في طبق فضى ، كمرآة أقوى من شيطان المحمول تكشف ماخلف الجدران ! فرأيتها في عينيه عارية غارقة في كذب الأحلام ، وهو يردد مصطلحاً لا أعرف معناه وددت ساعتها لو أكون عالماً بالإنجليزية لأتعرف معنى هذا المصطلح اللعين الذي كلما ذكر زفرت عينا الفاهم بالدمع المحبوس ، أجوس في أرجاء المكان الفسيح الضيق المنظم بحثاً عن مترجم ولكن لا أجد من يعطينى الدواء ، زحام تتجلى فيه كل المتناقضات صرخة تعقبها زغرودة ، ابتسامة تقابلها تكشيرة ، حيرة يقابلها عدم اهتمام ، فزع واطمئنان ، ترحاب ووداع ، كل ذلك في هذا المكان الفسيح الذي ضاق بهم وأنا مازلت أبحث عن الدواء ، أذوب مثل الدمعة التي ذابت في جفنى فلا هى نازلة فتريحنى ؛ ولاهى معلقة بين الأجفان فأشترى بها عطف الفاهمين ، أصاب بصداع يضخ في جمجمتى كمعول فلاح ماهر ، أرضخ للتفكير فأتوه ، أعيش الذكريات ؛ أبيت ليلتى يقظاً في انتظارها ، لأحملها في الصباح جثة هامدة .