خطو في الماء

محمد المهدي السقال

محمد المهدي السقال

القنيطرة / المغرب

[email protected]

اقترب من باب القصر مذعورا من حرج السؤال عن الحال، فقط لأن العارف لا يعرف.

* * *

لم تتوقف السيارة يقطرها الحرس حيث كان منتظرا أن تتوقف ، تلفت يسارا فرأى ظله متماهيا مع السراب ، ودون أن يأخذ نفسا واصل خطوه .

* * *

في الطريق ، أخذته سنة من النوم استغرقت حلم الاستقبال بالأحضان دونما حاجة هذه المرة لتقبيل اليد ، تصطدم الرؤيا بواقية الزجاج الأمامية لحظة كبح جماح عجلة الدوران في الرأس ، تعجب من انعدام الرغبة في الغثيان .

* * *

نبهته خليلته قبل توديعه في آخر السلم إلى حاجته مرة أخرى لإثبات دهائه، لم تقبله كعادتها بعينها النائمتين، اكتفت بإحكام كفها على صدره تجس نبضه، يقرأ في وجها شماتة بما هو فيه، تقرأ في القناع المبستر بمساحيق النساء رجولة ضائعة.

* * *

حين فاجأته أمام المرآة يحدق في الشيب الذي غزا نتفا من حاجبيه ، تركته يمسح رأسه الثلجي لعله يتيمم لآخر رحلة في هذيان الشوق للصدارة العظمى ، وليأت بعد ذلك الطوفان ، منذ عشرين عاما و هي تنتظر جوابه عن طلب الاعتزال بشرف .

* * *

لم تساعده في ضبط التوازن المطلوب بين فتحة الجلباب والعباءة، لحظت ميل المثلث جهة أذنه المثقوبة، ودت لو يسمع ضحكتها المكتومة من مسخ صورته في هذا اللباس الوطني زورا وبهتانا.

* * *

استذكر لائحة الأسماء التي أمليت عليه ، راوده بعض التقزز من بعضها ، لكنه استحضر الموقف الجلل وحاجته فيه إلى ثبات ، لن يتقدمه الحاجب ليقلده كالقرد في تمثيل طقوس الاستقبال ، مع ذلك يجب الحذر ، أبسط ملمح لمخالفة العرف سيعرضه ثانية للعودة من حيث بدأت ، و لم يبق في العمر ما يكفي لمعاودة الكرة .

* * *

نودي عليه بعد طول انتظار ، سيستقبلك أخص المستشارين ، حنى رأسه ، نسي أنه يتقدم لغير المعني بطقوس الاستقبال ، فأخذت تسبقه حركات بهلوانية أثارت الخدم قبل الحاشية.