عدل الرحمن

    من قصص التراث الشعبي الفلسطيني

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

خرج سيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يوما لمناجاة ربه سبحانه ثم سأل ربه قائلا : يارب كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي ؟ .

 قال له ربه سبحانه : اذهب بعد العصر إلى مكان كذا ... في يوم كذا ... لترى وتعلم كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي .

 ذهب موسى إلى المكان فرأى شلالاً من الماء يخرج من جبل .

 جلس موسى ينظر متفحصا متأملا فإذا بفارس يأتي راكبا ناقة له يريد الماء ، نزل الرجل عن ركوبته وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته أثناء وروده للماء ووضعه على جانب قريب منه ، شرب الفارس واغتسل ثم انصرف ناسيا حزامه الذي وضعه في مكانه .

 جاء غلام صغير راكبا حمارا إلى شلال الماء  ، واغتسل وشرب أيضا ، ثم حمد الله تعالى ، وعندما أراد الانصراف وقعت عينه على حزام الفارس الذي كان قد نسيه بجوار شلال الماء ، فتح الغلام الحزام ، فإذا هو ممتلئ بالذهب والأموال والمجوهرات النفيسة ، أخذه وانصرف .

 وبعد قليل ، أقبل على الماء أيضا شيخ عجوز ليشرب ويغتسل ، وبينما هو كذلك ، جاء إليه الفارس الذي نسي حزامه عند شلال الماء مسرعا ، يبحث عن حزامه فلم يجده ، سأل الفارس الشيخ العجوز : أين الحزام الذي تركته هنا ؟ أجاب الشيخ لا أعلم ولم أر هنا حزاما .

أشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز .

 كان سيدنا موسى ينظر ويتأمل ويفكر ، قال يا رب : إن هذا الفارس ظلم عبدك الشيخ العجوز .

 فال له ربه : تأدب يا موسى :

 أما الشيخ العجوز فكان قد قتل أبا الفارس ، وأما الغلام فكان أبوه قد عمل عند أبي الفارس عشرين سنة ولم يعطه حقه .

فالفارس أخذ بحق أبيه من الشيخ العجوز، والغلام أخذ بحق أبيه من الفارس ، وسبحان من سمّى نفسه الحقّ ولا تضيع عنده المظالم .

ويسلم لي القارئ يا رب.