جدران الصمت

نبيل أولاد عبد العزيز

نبيل أولاد عبد العزيز

ابن مدينة القصر الكبير

[email protected]

كنت جالسا بين الجدران المشيدة من مملكة الصمت.. السكون المرعب يشق طريقه إلى قلبي.. يشل تفكيري وحركتي كأنه شبح مخيف يحاول النيل مني. ماذا؟ هل أن أعيش في مكان منفي، بعيدا عن الحركة والكلام؟ أم أنا أغرق في دوامة من التخيلات والأوهام؟.. كل شيء من حولي مرتب موضوع بعناية .كأني أعيش داخل صورة إطارها صيغ من السكون..فجأة شعرت كأن شيء يهمس لي فالتفت نحوه فإذا به قلمي الذي بدا وكأنه يغريني بنحافة جسمه وتحته دفتر الذكريات الذي كان بيني وبين صديقة لي توفيت رحمة الله عليها (غرقا في البحر)،لم أتوانى ثانية.. حملته بين أناملي أمسكت ورقة.. كي أقاتل شبح الصمت..فتحت الدفتر الذي رحل بي مع كل عبارة أقرؤها، إلى الماضي أياما وذكريات جميلة صرت اللان أعيشها بخيالي.. أمر على الجمل أنتشي الكلمات أبتسم تارة أحزن تارة ..أخيرا بدأت الكتابة ومع كل جملة أخطها أذرف دمعة على فراقها وكأني أفقدها للتو بتلك المرارة كأن أحدا أضرم النار بداخلي اختلطت دموعي بحبر القلم فصرت أكتب بقلم حبره من دموعي فهذه الذكريات والأسطر أحيت حزنا عميقا كان مدفونا في قعر الكيان، شعرت كأن الجدران عادت لتطبق على روحي فلا يسمع بالغرفة سوى صوت لفض أنفاسي المكسورة ودموعي حين تصطدم بالورق..وأنا أصرخ بلا صوت متمنيا لو أن أحد يضمني يمسح دموعي..يواسيني.. فجأة المؤذن ينادي للصلات ينير المكان كأنه قنديل نور وسط ظلمة وحدتي كأنه بردٌ أخمد ناري  فاستعدت بالله حين أدركت أن بحرا من الدموع والحصرت لن يعيد شخصا فقدناه يوما ودعوت لها بالرحمة والمغفرة..