حلم مرهق وقديم

حلم مرهق وقديم

أشرف الخريبى

[email protected]

0000

؟

0000

؟

( كلام )

و حروف 00 و اشتعال 00 و ضجيج 00 و زعيق 00

بور تريه 00

سكوت 00 إضاءة ها .... نبدأ

( المنظر الخلفي )

لوحة كبيرة مرسوم عليها النيل و النخيل و فيل و ذل ذليل

أخرج المخرج يده من جيبه و أشار على ركن المسرح , جرى الممثلون جميعا , نظر المخرج على اللوحة الجانبية هرع عليها الممثلون جميعا , ضرب المخرج يدا بيد و أعلن انتهاء البروفة و الوقت و خشب المسرح و كل شئ حملت حملي و حلمي و مضيت محترسا مروري , عندما تركت للسير رجلي 00 نظرت في الأفق الممتد في استرخاء و عذوبة , كانت عيون المخرج تتابعنى , وشاهدت متتبعا و مستعذبا انسحاب الشمس للنيل 0 في شارع الكورنيش 0 رأيت بعيني للأرض رائحة غريبة و للأشياء رائحة اغرب 0

صوت الكورال النيل أقنوم الأزل 0

يستفزني صمتك الموحش بينما انشطر في تعاريج الأرض 0

الهث متعبا من حملي , و مرغما على حملي 0 تاركا حبات العرق تسيل 0 تسيل 0 تسيل إلى حيث جسدي الساخن 00 و أهدهد عقلي المشتعل بالضجيج

- فهل يرضيك ؟ ما أنا فيه 0 لعلى و أنا احترس مروري وسط السيارات 00 أفق , أو المح وجه المخرج المنحرف التعاريج فأشهده مشهدا من هاملت 00

- و ما الدنيا إلا مسرح كبير , أطفئوا الأنوار 0000

هل رأيت ؟

لعلك تحن كما تحن الأشجار للماء و للنسيم ,

ولما شبعت نظراتي من النهر مليا عدت و تمليته و تملاني و أصلحت من وضع المجلات في حضني و من وضع السيارات أمامي ,و عبرت الطريق غير خائف

صوت الكورال .... " و النيل يجافني و أجافيه

و أملأ جفني من شعاع جفاه الجفا فاكتفى بجفاء جفاى "

و الوجوه كانت تدهسني و ادهسها , و نبقى محبوسين في لعبة الدهس

بداية كنت لازلت محتفظا بهذا القدر الكبير من توازني و من الكتب و المجلات التي احفظ عناوينها , عندما يهل كل شهر أعود لنفس المكان و اشترى و ادفع و احمل و أمضى و أقرا و أجدني قبل نهاية الشهر بقليل قد نسيت 0

* * *

يذكرني الرجل 00 فافعل نفس ما فعلت و هكذا يصعد داخلي شارع الكورنيش بنفس ذلك الجنون الذي أحس و الأبراج العالية تميل على , و أعمدة الكهرباء تهتز , و لافتات المرور تجتازها عيوني دونما أى شئ , تعودت على إعلانات السينما كي تدخلني بروعة أبدية و على حبس دمى المحبوس من زمن في زمني , تعودت الحارة و الأولاد و الكرة الشراب و صوت أذان الفجر و أبوك السقا مات و بائع الترمس الوحيد و صاحب محل الكشري المبتسم في شارع عرضه نصف متر 50 ألف متر 0 انحشر في مدخله و أتمنى أن أظل هكذا 00 هكذا , يحتك القميص بالأبنية الأسمنتية , و تهتز الكتب و المجلات و الصور و الكلمات , تسقط الحروف , حرفا , حرفا و العناوين 0 تقع , ترتجف الكتب فوق يدي يتساقط الاسمنت الهش , فاصف الوقت و الناس و العربات و حركتي و شكل المخرج المخزن و الممثلين المكتئبين و اخرج صافعا الباب بيدي لأصير حرا طليقا 000

و حين حط من السماء طائرا كنت شاهدته و هو يلقف السمكة من النيل و يخرج مسرعا للفضاء , رفرف في اتجاه الشمس التي تدلت عنقودية في مربع خرافي من سحاب كثيف 0 كثيف 0 كثيف 0 و انزوت 000

مسحت بقايا العرق المتساقط على جبهتي و أنا محترس في مروري و في حيرتي ضحكت بصوت عال ضحكت و الكتب اهتزت , تأرجحت على صدري و اغلب الظن أنها قد سقطت على الأرض

و تطايرت الأوراق ملأت المكان و المجلات عندما ابتسمت لي , جرت في الشارع و لم أجرى ورائها 0 هلل رجل عجوز في وجهي و سألني ؟

وقفت امرأة نحيلة أمام راسي 0 و صرخت بشدة 0000

مد يده افتدى ذو شارب كثيف و نظارة طبية والى قميصي و انتزع الأزرار و مضى 0 توقفت سيارة فارهة , و قبل أن تلمس فخذي تماما , نزل سائقها و فتح الباب الخلفي ثم انحنى , و كان رجلا أرستقراطيا يحدثني بكلمات مقتضية و سريعة و قصيرة و أوراق المجلات تطايرت في الفضاء و دخلت الأزقة و الحارات و ملاءة شارعنا , و الشوارع المتفرعة منه أو عنه ثم اجتاحت الزمالك و جار دن سيتي و العباسية و شبرا و مصر الجديدة و المرج و عابدين و 0 و 0 و 00 و لا يمكنني أن أظل واقفا هكذا 000 اصرخ حتى نهاية عمري هكذا اخبرني العجوز الذي صرخ في وجهي و لعن أيامي و زماني و أصلى و جدي و أبى و أسرتي جميعا 0ثم ربت على كتفي و هزني بيديه مرتين أو ثلاثة و المرأة النحيلة بكت و مدت يدها بعشرة قروش إلى فأطبقت أصابعي عليهم و اختفت الشمس من خجلي و حزنها ثم رفعت المرآة يدها الثانية فوق وجنتى و صفعتني و قالت أننى قليل الأدب , لان أعصاب أصابعى امتدت لمكان غير مألوف بالنسبة لها , شرحت لها ظروف الموقف و المكان و تحاشرنا معا و هكذا 00 أتى رجلا و اخرج كارنيه ابيض و دكه أمام عيني و أعلن على ملء من الناس المتجمعين انه زوجها , و انه تزوجها في الليلة الخمسين لمقتل السادات

لم اكتشف أية علاقة بين هذا و ذاك و تلك

و لكنه استمر في سرد وقائع ليلة الزفاف و ما حدث منها , حين كان يقبلها في وجنتيها ثم شفتيها 0

ثم شدنى الرجل من كتفي و اقترب فمه من اذني أو أذنه من فمي أكثر من اللازم موشوشا اياى

0 بما معناه أن هؤلاء مجانين و انه العاقل الوحيد في العالم و أن فانتزيا الحزن الجميل راودته عن نفسها ذات مساء لكنه رفض , و أن امرأة قد هيئت له نفسها 0 لكن المكان لم يكن يسمح إلى جانب انه هو نفسه لا يسمح لنفسه أن تفعلها أبدا 0 و رفض , و شرح لي علاقة الديالكتيك بالميثولوجيا و كيف أن منى الرجل قاصرا في أحيان كثيرة للوصول العمق الأنثى و طلب منى أن أكون أكثر شجاعة و أكثر إقداما 0 كنت أتابع أوراقي التي ملأت الحارات و اخترقت حواجز الصوت و الضوء و الإذاعة و التليفزيون ثم هتف بسقوط النساء جميعا , و لعن المرآة عموما 0 و زوجته بشكل خاص

صوت الكورال ... النيل صوت العاشقين مبتدأ "

تأملت في لحظة ما وجه حبيبتي المتسع البياض ,

و غرقت حتى أعماقي في عسل عينيه و شربت

و ارتويت و ما ارتويت , لكنى توهمت و تمرغت فوق رموشها البابلية و اعتقدت أيما اعتقاد أنها كأشرعة المراكب 00 حين يهزها الهواء و أنها صافية صافية و رائعة إلى حد بعيد " يا حبيبي لا تسل أين الهوا "

00 وظللت وقتا كبيرا أتمعن في هدوء يديها و توتري , و وقتا اكبر العن أيامي التي هي أيامها , و العن ضوء السماء في حديقة الأندلس لأنه لا يحافظ على دهشتي حين المسها ثم الثمها ثم احضنها مع إحساس بالخوف و الارتباك و الاندهاش و القلق و الحزن فأقف كما الرياح الهائجة في عز الشتاء كيما أحافظ على عذرية بكاءها / و أنا أحب العربات و الأرصفة و التسكع الليلي و رحلات ابن بطوطة صوت القطارات و وجوه الفتارين و اختراعات جالليو 0 و النيل و هو يعانق انفجاري أو انكساري , و المطر الذي يبلل ما ارتدى لأعود فارتدى ما يرد لهفتي و حيرتي و يردني , و في كل الأماكن صمت و حنين و براح و أنا أتأكل من قمة الرأس إلى أخمص القدمين في الكلمات و الشجن و أنحبس في خلاياي , رغم انه لم يكن لانتظاري في المكان أى مبرر حقيقي غير أن أوراق المجلات عادت و ملأت الفضاء , و كنت احترس المرور و أحاذر , أنا المبتلى بداء الحذر , أحاذر كيما تمر الأعوام فأرتل المسير نحو الحنين إلى زيتونة الشمس , امسكني الرجل من يدي و أجلسني على الأرض و قال 0000

( و أنا يا رجل أمد بصري إلى آخر الشوف و أشوف مثل كل الناس و إلى ياقوتة الحلم و الحمل و أمد عقلي لنهاية المدى و أميد , و إلى الغناء البدائي ارتد بدائيا 0 أحب النخيل و السيسبان و قاع الأرض و أعود للمساء الحزين

هو ذات المساء الذي دعك فناء روحي الطيبة

ووجه المخرج المخزي و عيون الممثلين الحائرة , كي أعود مزودا بالانبطاح على ظهري فوق البنايات القديمة , أقرأ عن المدن القديمة , و الرحلات القديمة و الأشياء القديمة كلها أحبها لأغرق في تاريخ المسير لكيما أوغل في القدم 0

ألف عام كل نهار و كل ليل , أنا مازلت مرتحلا في انبهاري بالقدم , و أشرت للرجل على النيل 000

" صوت الكورال 000000"

عدت و أشرت على النيل و انحنيت أمامه في تواضع مخجل , شد على يدي و قال اننى ممثل قدير عندما رأى دموعي قال أننى أصلح في المشاهد الدرامية , هلل وجهي بالزغاريد و أطلقت عيوني شعاع انبهارها لأمنح قلبي مساحة من الأمل الغبي و أقول أننى برئ من استدراج روحي في فخاخ تشردي و دائما محاذرا من احتكاك جسدي بالحوائط الأسمنتية الهشة ,

و قلت أننى حتى الآن لم استطع أن أرى المخرج ,

قال 00 قم اغسل رأسك و عينيك و يديك و قدميك

و شفتيك و زنديك , و اغتسلت من وحل الاغانى الجديدة رمت القلب

و دخلت في تراتيل الأمان من هلعي تركت المجلات تقفز كما تريد ,

و سحبت الشمس بعنف من الأفق ثم رددتها للأفق , و سكبت على روحي المياه , و على جسدي المياه , ثم المياه على المياه و أطفئت البراكين في ذاتي المحنطة بالحنين ، تذكرت خيوط العناكب في حجرتي , فانا لي حجرة أعلى البناية التي هناك , تذكرت وجه أخواتي و مشهد من اوبريت الأميرة العائدة , قال 000

- وأنا كذلك يا رجل عائد إلى غرفتي أو إلى حجرتي , أؤكد لك أن لي حجرة أنام فيها 0 تأكد الرجل من ذلك تماما و تأكدت من أن له بيت و أولاد و وظيفة يأكل منها اطمئن كل منا على الآخر تماما 0

مد يده بتراخ و أعطاني سيجارة و أشعلت له سيجارته و مضينا تاركين كل شئ حولنا في هلع كان المخرج يلعن الممثلين و المخرجين و المؤلفين و المصورين و كاتبي السيناريو و المشاهدين و الكتب و المجلات و أصحاب العاهات و الشحاتين و جميع شوارع المدينة الباهتة 0