بقرة العم بوعلام
ذ. سعيد عبيد / تازة - المغرب
اعتادوا على حلبها بالتناوب منذ سنين. في البداية كان الضرع كبيرا، و اللبن وفيرا؛ لذلك لم يشعر بهم أحد، مما شجعهم على مضاعفة الحلب. و الآن تقف بقرة العم بوعلام التي نفذ المسيو جان بول بجلده، و تركها ضمن ما ترك، شاحبة نحيفة، إلى درجة بدو عظمتي الوركين بشكل بارز.
اقترب وزير الطاقة و المعادن بإناء بلاستيكي كبير علا حاشيته الوسخ، دلك حلمتين برفق، غير أنه لم ينز عن الضرع إلا قطرات شحيحة متفرقة! وقف، و نظر إليها، فإذا هي تتألم بصمت. استشاط غضبا، كيف لا و قد تابع و هو ينتظر دوره كل الذين قبله و قد ملأوا أوانيهم المختلفة حد التدفق.
تراجع إلى الخلف قليلا، ثم هوى على وجهها البائس بصفعة مدوية، و صرخ حتى برزت أسنانه الأمامية المتراكبة: " أكلما حان دوري أيتها الفاجرة؟ " و دون أن ينتظر منها تبريرا أو اعتذارا، انقض على الضرع المرتخي الأعجف، و غرس فيه أصابعه بلا رحمة. أغمضت البقرة المسكينة عينيها، و عضت على شفتها السفلى من شدة الوجع، فانفلتت من الحلمات المحمرة قطرات دم، فاستحال البياض في قاع الإناء إلى شعور مهول بالخوف المشوب بالاحمرار.